تهدد الاضطرابات الاقتصادية الأخيرة في الولايات المتحدة بتعزيز وجهة نظر الناخبين الأمريكيين بعدم استقرار اقتصاد البلاد، ما ينذر بتأثر قرارهم في انتخابات الرئاسة المقبلة في نوفمبر 2024، وهي فرصة قد يحصل عليها الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب للتفوق على منافسته الديمقراطية المحتملة نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس.
وسلطت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في تقرير اليوم الاثنين- الضوء على رد فعل ترامب على الاضطرابات الاقتصادية التي أثارت ذعر المستثمرين في الولايات المتحدة على مدار اليوم، حيث كتب ترامب، على منصة التواصل الاجتماعي “تروث”: “أموال ترامب مقابل انهيار كامالا! ما زال لدى الناخبين الخيار – ازدهار ترامب أو انهيار كامالا والكساد الأعظم في عام 2024”.
وأوضحت الصحيفة أن منشور ترامب جاء بعد أن انخفض مؤشر نيكي 225 الياباني بأكثر من 12%، أمس الاثنين، وهو أسوأ انخفاض له في يوم واحد منذ الانهيار بعد الاثنين الأسود في عام 1987، وقد دفع ذلك إلى عمليات بيع في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، حيث تخلص المستثمرون من الأصول الأكثر خطورة.
وتزامنت عمليات البيع في السوق العالمية مع تقرير الوظائف المخيب للآمال في يوليو الذي صدر، يوم الجمعة الماضي، بالإضافة إلى القلق المنتشر بين خبراء الاقتصاد حيال الحذر الزائد للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن خفض أسعار الفائدة.
ومن جانبه، قال خبير استطلاعات الرأي في الحزب الجمهوري ميكا روبرتس إن “الأخبار السلبية عن الاقتصاد ستثقل كاهل حملة هاريس، وقد يؤدي هذا إلى نهاية مفاجئة لفترة شهر العسل التي كانت تمر بها”، في إشارة إلى الزخم الذي حصدته هاريس منذ إعلانها الترشح للرئاسة الأمريكية عقب انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من السباق الانتخابي.
ونوهت الصحيفة بأن ما يزيد المشكلة تعقيدًا بالنسبة لهاريس، أنه لا يوجد ما يمكن لهاريس أو إدارة بايدن فعله في الوقت الراهن بشأن الاضطرابات الاقتصادية الحالية لطمأنة المستثمرين والتخفيف من حدة الذعر، خاصة وأن أعضاء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتم تعيينهم من قبل الرئيس ولكنهم يتصرفون بشكل مستقل.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي تأتي بعد أكثر من عام من ترويج البيت الأبيض لبيانات إيجابية عن الوظائف والأجور والتضخم، وآنذاك زعم مستشارو بايدن أن تصور الناخبين السلبي للاقتصاد في عهد بايدن ستنفيه الأرقام، وفي النهاية ستعزز إنجازات الإدارة الأمريكية فرص الديمقراطيين في الفوز في نوفمبر.
ومن جهة أخرى، يراهن فريق ترامب على تركيزهم على السلبيات الاقتصادية تحت إدارة بايدن والديمقراطيين لتحسين وضع حملة الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة، خاصة وأن حملة ترامب شهدت سلسلة من الأسابيع الصعبة منذ إعلان بايدن أنه لن يسعى لإعادة انتخابه، وسارع الحزب الديمقراطي في الاحتشاد حول هاريس كبديل له، وهو ما أدى إلى تقلب سريع في استطلاعات الرأي وأصبحت المنافسة أقرب بكثير بين الديمقراطيين والجمهوريين.
لكن بحسب الصحيفة، يظل المرشح الجمهوري يحافظ على ميزته في الاقتصاد، حيث رأى أكثر من نصف المستجيبين في استطلاع للرأي -أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال”- أن ترامب هو الأفضل في التعامل مع الاقتصاد، بينما قال 40٪ فقط إن هاريس هي الأنسب للتعامل مع الاقتصاد.
وغالبًا ما سعى ترامب إلى التذكير بفترة الانتعاش الاقتصادي التي شهدتها الولايات المتحدة قبل جائحة كوفيد-19، حتى مع تحسن نمو الوظائف وسوق الأوراق المالية في عهد بايدن، واصل ترامب الضغط على ارتفاع تكاليف المعيشة والأسعار.
وعلى الجانب الآخر، فإن هاريس تتوخى حذرا شديدا بشأن الاقتصاد، معترفة بأن الناخبين ما زالوا يشعرون بالقلق حيال ذلك، لكن حملتها أكدت أنها ستواصل الضغط على خطط ترامب لإضافة تعريفات جمركية كبيرة على الصناعات بما في ذلك صناعة السيارات.