تستهدف مجموعة إنارة للطاقة الشمسية استثمار نحو مليار دولار بالشراكة مع مؤسسات دولية فى قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة فى مصر وأفريقيا حتى 2030.
وقال شريف الجبلى المؤسس والرئيس التنفيذى للشركة فى حوار لـ”البورصة”، إن “إنارة” ستقوم هى وشركائها بضخ تلك الاستثمارات بغرض تطوير 2 جيجا وات فى محطات وسلاسل إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة.
ويرى الجبلى، أن الجزء الاستثمارى الأوسع فى قطاع الطاقة المتجددة هو محطات الطاقة الشمسية غير المركزية التى تعد بمثابة محطات متوسطة الحجم، موضحًا أن مصر بحاجة إلى الآلاف من تلك المحطات وهى أكثر ملائمة لزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة عن المحطات المركزية.
وتابع أن شركته تقدمت بمقترح للحكومة حول تدشين محطات طاقة شمسية لتنفيذ تلك النوعية من المحطات مما يخلق مصادر مختلفة للطاقة قادرة على حل مشكلات الطاقة فى البلاد.
وأوضح أن تدشين المحطات المركزية الكبيرة ضرورى، ولكن بعدد محدود نظرًا للتكلفة الاستثمارية الضخمة ومدد التنفيذ الممتدة التى تحتاجها والاستثمارات المطلوبة لتدعيم الشبكة القومية، مما يجعل المحطات غير المركزية أو متوسطة الحجم حل سريع لعلاج مشكلات الطاقة، وتحقق أهداف الدولة بالوصول إلى نسبة استخدام 42% للطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة بحلول 2030.
وأضاف أنه لا يمكن الاستغناء عن الغاز والوقود لتوفير الطاقة، ولكن يجب توفير مصادر متعددة وبديلة لحل مشكلات الطاقة لاسيما الطاقة الشمسية والرياح والتى يتم الاعتماد عليها بشكل كبير وتتوافق مع أهداف التنمية المستدامة فى البلاد، وقال إن الشركة قامت بتنفيذ وتطوير 300 ميجا وات من ضمنها محطات طاقة شمسية بمشروع بنبان بأسوان.
الاستثمار فى سلاسل القيمة المضافة بقطاع الطاقة المتجددة فرصة واعدة
وتابع أن هناك فرصة واعدة للاستثمار فى توطين الصناعات المتعلقة بالمواد الخام اللازمة لسلاسل إنتاج الطاقة المتجددة، التى تدعم توطين سلسلة القيمة المضافة الخاصة بإنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء عن طريق محطات الطاقة الشمسية.
وأشار الجبلى إلى أن الشركة تتبنى خطة طموحة بالمشاركة فى تركيب وتطوير وتنفيذ محطات للطاقة الشمسية وبيع الكهرباء بالإضافة إلى الوقود الأخضر، وتمثل الحكومة شريك أساسى فى تلك المشروعات، متوقعاً أن تشهد الفترة القادمة تحركات إيجابية سريعة فى مجال الطاقة المتجددة لتخطى الأزمة.
وأضاف أن المناخ الاستثمارى بمصر خلال العامين السابقين شهد عدة تحديات مثل فروق العملة وارتفاع أسعار الفائدة وعدم القدرة على تقييم الأصول مما خلق بعض التخوفات للمستثمرين الأجانب للاستثمار فى مشروعات بمصر، والتى من المتوقع العمل على حلول لها مع الإصلاحات الهيكلية التى تتم بالدولة.
وأشار الجبلى إلى وجود فرص جيدة لشراء ألواح الطاقة الشمسية لتوافرها فى الفترة الحالية بأسعار مناسبة مع توقع زيادة أسعارها خلال الأعوام القادمة، نظراً للحروب الاقتصادية على الخامات الخاصة بالطاقة المتجددة بين الصين وأوروبا وأمريكا فى الفترة الراهنة.
توطين صناعة الطاقة المتجددة بمصر يجذب استثمارات عالمية
ونوه إلى أهمية توطين صناعة الطاقة المتجددة بمصر من خلال التوسع بمجال الطاقة بجذب استثمارات عالمية مثل تجربة الصين، حيث تستطيع التصدير وتحقيق استقرار بتكلفة المواد اللازمة لتخزين الطاقة وتتمثل الفرص فى خلق تدفقات تجارية فيما يتعلق بالمواد الخام الخاصة بتصنيع محطات الطاقة الشمسية والرياح والبطاريات لاسيما الليثيوم والكوبلت والنيكل، والتى تتوافر بكثرة فى أفريقيا، مما يخلق بدوره فرص كبيرة للتعاون الصناعى فى هذا المجال بين مصر وإفريقيا.
وضرب مثالا بأوروبا التى قامت بتطبيق رسوم إغراق على الواردات من الصين فى المواد الخام الحرجة اللازمة لتصنيع ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات، مما يعطى الفرصة لمصر لتوطين الصناعة والتخزين والذى يشكل هدف قوى للدولة، خاصة مع توافر مادة السيليكا اللازمة للصناعة والتى تتوافر بمصر.
بدء العمليات التشغيلية فى مصنع السيليكون خلال 18 شهرًا
وأشار إلى أن شركته بدأت بالاستثمار فى سلسلة صناعة الطاقة المتجددة عبر تدشين مصنع السيليكون بالعلمين بالشراكة مع وزارتى البترول والثروة المعدنية وقطاع الأعمال، بإجمالى استثمارات تصل الى 130 مليون دولار كمرحلة أولى، وتستهدف الشركة تصدير السيليكون المعدنى إلى أوروبا وتعظيم تكامل صناعات المنبع فى مصر، ومن المتوقع بدء الإنتاج والتشغيل خلال 18 شهرًا، خاصة أن السيليكون المعدنى يدخل فى صناعات متعددة، منها أشباه الموصلات والرقائق.
وأشار إلى أن الخطة تتضمن حجم إنتاج يصل إلى 40 ألف طن من السيليكون، مشيراً إلى أن مادة السليكون يوجد بها مستهدفات قوية للتصدير، نظراً لتوافرها بكثرة فى مصر.
وقال إن الاستثمارات المستهدفة “لمجموعة إنارة” تصل إلى 100 مليون دولار حتى 2027، وتعمل على الوصول إلى نحو مليار دولار بالشراكة مع مؤسسات تمويل دولية وشركات عالمية بحلول عام 2030.
وأوضح أن إجمالى الاستثمارات التى تم ضخها بالتعاون مع الشركاء الدوليين فى مصر بلغت نحو 250 مليون دولار، وذكر أن “إنارة” بمثابة شركة استثمار فى الأسهم الخاصة بالشراكة مع كيانات أخرى.
وقال إن الشركة تدرس التوسع بمجال الوقود العضوى والحيوى من خلال شركات قائمة ومشروعات بالاستثمار الزراعى بهدف تنويع المحفظة الاستثمارية.
وكشف الجبلى عن خطة “إنارة” للتوسع عالمياً خلال الفترة المقبلة حيث تدرس أكثر من سوق محتمل، وتفاضل حاليًا بين أسواق الخليج، موضحًا أن الشركة توسعت بالفعل فى أفريقيا.
الشركة تتوسع فى مدغشقر
وقامت شركة إنارة بالتوسع فى مدغشقر حيث تم التعاقد لإمداد الحكومة بـ200 ميجا وات من الكهرباء سوف يتم تنفيذها على عدة مراحل، بعد أن تسلمت الشركة الأرض فى 2023.
وتابع أن الشركة متواجدة حالياً بمصر ومدغشقر وتنزانيا وتستهدف زيادة حجم المحفظة من خلال التوسع خارجياً، حيث تقوم بدراسة عدة فرص فى أفريقيا وبعض دول الخليج لاقتناص الفرص الأمثل.
وأضاف أن الشركة فى مرحلة دراسة الجدوى بمشروع الهيدروجين الأخضر بالشراكة مع شركة “توتال انرجيز” الفرنسية، مشيراً إلى أن هذه الصناعة فى بداية خطواتها الأولى عالمياً.
وتوقع أن تصل إجمالى القدرات التى تستطيع مصر إنتاجها من الهيدروجين الأخضر إلى مليونى طن بحلول 2029 بهدف التصدير إلى أوروبا وآسيا.
“إنارة” تتفاوض مع بنوك لتمويل مصنع السيليكون المعدني في العلمين
وذكر أن شركة إنارة تعمل بمجال تطوير مشروعات الطاقة الشمسية منذ 2015، موضحاً أن الشركة بدأت مع القانون الموحد للكهرباء والطاقة المتجددة الجديد والذى يتضمن عدة أهداف منها إعادة هيكلة قطاع الكهرباء فى مصر.
وأشار إلى أن قطاع الكهرباء ينقسم الى ثلاث مراحل الإنتاج والنقل والتوزيع، وسمح القانون للقطاع الخاص بالاستثمار والتوسع فى مجالى الإنتاج والتوزيع، وأطلقت الحكومة برنامج تعريفة التغذية والذى بدأت معه “إنارة” والتى قامت بالمشاركة فى تطوير 186 ميجاوات فى مشروع محطة بنبان للطاقة الشمسية.
وأوضح الجبلى أن شركته ساعدت شركة “صن إديسون” فى عام 2016 فى عملية بيع أصولها فى إنجلترا والفلبين وكازاخستان، والتى تصل الى ما يقارب 700 ميجا وات كانت تمتلكها “صن إديسون” فى مناطق مختلفة من العالم، وفى عام 2017 تعاونت شركة “إنارة” مع شركة “أكسيونا” الإسبانية ثم تم التخارج منها وتم تأسيس شركة “إنارة للخدمات” والتى تعمل فى تصميم وتوريد وتركيب مشروعات طاقة جديدة ومتجددة بالتعاون مع شركاء محليين وعالميين.
وتابع أن “إنارة للخدمات” بدأت العمل فى مجال الإنشاءات والخدمات وتقديم الاستشارات فى مجال الطاقة المتجددة منذ عام 2017، ثم توسعت الشركة فى مجال القطاع التجارى، السكنى، الصناعى والزراعى وتم التعاون مع العديد من الشركات لتوفير الطاقة من مصدر الطاقة الشمسية سواء بإنشاء محطات أو بيع الكهرباء.
وعملت شركة إنارة بالعديد من المشروعات منها، محطة بنبان للطاقة الشمسية، ومشروع محطة الطاقة الشمسية بسطح مصنع جوشى للفايبر جلاس بالعين السخنة، ومشروع محطات الطاقة الشمسية أعلى مبانى الوزارات بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومحطات الطاقة الشمسية بشركات لامار، وبيبسيكو، وتاج مصر وتحويل مضخات الآبار للعمل بالطاقة الشمسية بدلاً من الديزل فى محافظة الوادى الجديد.