تعد المملكة المتحدة مرشحة قوية لإنشاء محطة جديدة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال بسبب الطلب المتزايد، والرغبة في تقليل الاعتماد على إمدادات الغاز المارة عبر خطوط الأنابيب من أوروبا، حسبما أفادت الشركة المطورة للمشروع.
“كراون إل إن جي هولدينغز” (Crown LNG Holdings)، وهي شركة نرويجية متخصصة في إنشاء البنى التحتية في ظروف الطقس القاسية، تستهدف إنشاء رابع محطة للغاز الطبيعي المسال في المملكة المتحدة بمنطقة غرانغماوث الأسكتلندية. ويُتوقع أن تبلغ سعة المحطة مليوني طن على الأقل سنوياً عند بدء تشغيلها في أوائل 2027.
قال الرئيس التنفيذي للشركة سوابان كاتاريا في مقابلة: “إنها خطوة جريئة، لكن المملكة المتحدة تعتمد بشكل كبير على خطوط الربط بين الدول. وإذا توقفت عن العمل، فماذا سيحدث بعد ذلك؟”.
زيادة الاعتماد على واردات الغاز
تعتمد المملكة المتحدة بشكل متزايد على واردات الغاز، بما فيها القادمة من أوروبا في ظل تراجع إنتاج بحر الشمال، لكن المنافسة على الوقود قد تشتد مع محاولة دول أخرى سد الفجوة التي خلفها تراجع الإمدادات الروسية. وعادة ما تبرز الضغوط خلال الأيام الأكثر برودة في الشتاء.
بعد الحرب الروسية على أوكرانيا في 2022، شُيدت محطات جديدة للغاز الطبيعي المسال في جميع أنحاء القارة الأوروبية بسرعة، ولا تزال بعض المشاريع قيد التنفيذ. وكان من المتوقع في البداية أن ترتبط محطة إسكتلندا بمحطة كهرباء مقترحة، لكن شركة “كراون” ترى أن هناك طلباً كافياً دون الحاجة لهذا الربط، بحسب كاتاريا.
وأضاف كاتاريا: “ما حدث في العامين الماضيين دق ناقوس الخطر لدى الكثيرين، وعليهم أن يكونوا مستعدين”.
تضم المملكة المتحدة حالياً محطتين للغاز الطبيعي المسال واحدة في ويلز، والأخرى في شرق لندن، وجميعها تقع على الشاطئ. وعادةً ما تعتبر المحطات العائمة، مثل تلك التي تقترحها “كراون”، أرخص وأسرع في البناء، حيث تقدر تكلفتها بحوالي 600 مليون دولار (473 مليون جنيه إسترليني).
مشاريع الغاز الجديدة
أفاد كاتاريا أن “كراون” تحدثت مع عملاء محتملين في قطاعي الصناعة والكهرباء المحليين بشأن المشروع. وذكر أن مطوري منشآت التصدير الأميركية، الذين يحرصون على وجود سوق أوروبية كبيرة لشحناتهم، أعربوا عن اهتمامهم بالمشروع أيضاً، لكنه رفض تحديد هوياتهم.
أشار الرئيس التنفيذي إلى أن التوليد المتقطع للطاقة المتجددة في إسكتلندا يدعم أيضاً فكرة بناء محطة الطاقة.
واستطرد: “في ظل تراجع إنتاج الغاز، من المتوقع أن يزيد اعتماد المملكة المتحدة على استيراد الغاز”.
تبدأ الشركة حالياً عملية التقديم الأولية، التي سيتبعها تقييم بيئي والبحث عن وحدة تخزين وإعادة تحويل للغاز الطبيعي المسال عائمة، والتي قد تستغرق 18 شهراً على الأقل.
تحديات استيراد الغاز
يعتبر الطلب على السفن المتخصصة في استيراد الغاز الطبيعي المسال مرتفعاً، حيث تعمل أحواض بناء السفن على تلبية الطلبات بينما تستعد الدول لموجة من الإمدادات الجديدة القادمة من الولايات المتحدة وقطر بدءاً من 2026 تقريباً.
قال كاتاريا: “نحن قلقون بالتأكيد بشأن توفر وحدات التخزين وإعادة التحويل العائمة، خاصة أن الجميع يبحث عن صفقة، لكن سوق هذه الوحدات خارج نطاق الصفقات”. وتستهدف شركة “كراون” اتخاذ القرار النهائي بشأن الاستثمار في المشروع في أواخر 2024.