منذ تعويم الجنيه فى مارس الماضى مالت المؤسسات البحثية للثقة فى مرونة سعر الصرف، لكنها رهنت الحكم النهائى بالتعرض لخروج من أسواق الدين المحلى، بحسب تقارير لـ”جولدمان ساكس” و”مورجان ستانلى”.
وقال صندوق النقد الدولى فى مؤتمر صحفى إنه ينتظر مرونة سعر الصرف فى الاتجاهين وعند وقوع ضغوط، وطالب برفع القيود عن العرض والطلب.
وقالت منى بدير، المحللة الاقتصادية، إن انعكاس خروج الأموال الساخنة على سعر صرف الدولار مؤشر على تطبيق مرونة سعر الصرف بشكل حقيقى، وهو ما يؤدى لزيادة الثقة فى نظام سعر الصرف وجعل التدفقات إليه أكثر استدامة بما يدعم آفاق توقعات الدولار مقابل الجنيه.
وفى الأيام القليلة الماضية، تأثرت استثمارات الأجانب فى أذون والسندات وخرج نحو 7% من الاستثمارات التى تدفقت بعد التعويم بحسب تصريحات مصطفى مدبولى رئيس الوزراء.
ماذا قال رئيس الوزراء عن خروج الأموال الساخنة؟
وقال مصدر فى سوق تداول أدوات الدين، إن تثبيت سعر الصرف فى موجة خروج لرؤوس الأموال يرفع حجم السيولة الخارجة ويترك السوق فى حالة ترقب لخفض فيؤجل فرصة دخول مستثمر آخر لحين ضبط الأسعار.
أشار إلى أن ما حدث الأسبوع الماضى هو العكس، فانخفاض السعر فرصة لمستثمر آخر لاقتناص الورقة المالية ويسمح بدخول وخروج رؤوس الأموال وتعافيه بشكل أكثر سلاسة.
وبحسب بيانات البورصة المصرية اشترى الأجانب نحو 21.5 مليار جنيه أذون وسندات وباعوا نحو 83 مليار جنيه بصافى بيع 61.5 مليار جنيه خلال الفترة من 4 إلى 8 أغسطس.
وتوقع المصدر أن يكون هناك ارتفاع قريب فى سعر الجنيه خاصة إذا ما قرر الفيدرالى الأمريكى خفض الفائدة بأكثر من 0.25% الشهر المقبل.
وارتفع سعر صرف الدولار الأمريكى أمام الجنيه 1.5% خلال الفترة من 31 يوليو وحتى 8 أغسطس.
وقدر هانى جنينة، كبير الاقتصاديين فى شركة كايرو كابيتال لتداول الأوراق المالية، أن مستويات الجنيه الحالية مناسبة لفوارق التضخم بين مصر والولايات المتحدة.
وقال إنه قد ينخفض 50 قرشًا دفعة واحدة فى حال كان هناك طلب على الدولار قبل أن يرتفع مرة أخرى، وذكر أنه لإدارة الطلب على الدولار قد تُبقى مصر الفائدة مرتفعة لحين استقرار الأوضاع.
متولى: الدولار سيتراجع دون 48 جنيها مع تخفيض الفائدة الأمريكية
وتوقع على متولى، محلل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى إحدى شركات الاستشارات فى لندن، انخفاض سعر الدولار ليتراوح بين 47 و48 جنيهًا عند انخفاض أسعار الفائدة الأمريكية فى الربع الرابع من العام الحالى، إذ ستكون أسعار الفائدة المصرية إيجابية للجنيه المصرى، وسيرتفع الطلب عليه.
وعزا الارتفاع الطفيف فى سعر الدولار خلال الأيام الماضية إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية، الأمر الذى زعزع ثقة المستثمرين الأجانب فى المنطقة فى ظل مرونة سعر الصرف.
وأضاف أن الدولار سيعود للانخفاض أيضًا بعد وضوح عدم تأثر مصر بهذه التوترات، وعودة الهدوء للمنطقة.
صندوق النقد: مصر نجحت فى القضاء على أزمة العملة
وأوضح “متولى” أن العوامل الخارجية هى التى أثرت على سعر الجنيه فى الوقت الحالى وليس العوامل الداخلية، خاصة مع تدفقات السيولة الدولارية والاستثمارات، والدعم المادى والمعنوى من صندوق النقد والبنوك الأجنبية، بالإضافة إلى تراجع التضخم، مما يدعم الاستقرار الداخلى.
وشهدت الأسواق العالمية الإثنين الماضى، موجة تراجع واسعة بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية الأمريكية أظهرت تباطؤ سوق العمل، ما عزز المخاوف من ركود اقتصادى محتمل فى الولايات المتحدة، وحفز عمليات بيع فى أسواق الأسهم العالمية وتراجع عائدات سندات الخزانة الأميركية إلى أدنى مستوياتها منذ عدة أشهر، إضافة إلى هبوط الذهب والنفط.
وكشفت بيانات سوق العمل الأمريكى لشهر يوليو تباطؤًا غير متوقع فى نمو الوظائف مصحوبًا بارتفاع فى معدل البطالة إلى 4.3%.
أبوباشا: مرونة سعر الصرف فى مصر استجابت لخروج الأموال الساخنة
وقال محمد أبو باشا، كبير الاقتصاديين فى قطاع البحوث بشركة “إى إف جى” القابضة، إن ارتفاع الدولار نتيجة طبيعية للتذبذبات التى حدثت فى الأسواق العالمية وأدت إلى خروج بعض الأموال الساخنة، وزيادة الطلب على الدولار ما انعكس على الجنيه، وهى تقلبات طبيعية فى السوق مع وجود قدر من المرونة فى سعر الصرف.