ساهمت سياحة المؤتمرات فى الساحل الشمالى ومدينة العلمين الجديدة فى امتداد الموسم السياحى حتى شهر أكتوبر المقبل وفق مصادر بقطاع السياحة، بما يعزز النشاط الاقتصادى وزيادة العوائد المالية للمنطقة، مع توقعات باستمرار هذه الظاهرة فى النمو ليتحول الساحل إلى وجهة مستدامة على مدار العام.
قال محمد قاعود، مدير مساعد الفنادق والسياحة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشركة “كوليرز” العالمية، إن منطقة العلمين والساحل الشمالى تشهد للمرة الأولى أعلى نسب إشغال فندقى خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر المقبلين.
وأضاف قاعود، أنه مع بداية شهر سبتمبر ستبدأ فعاليات المؤتمرات بالمنطقة وتوافد الزوار المهتمين بهذا النمط السياحى، مع توقعات بامتداد الإشغال الفندقى حتى شهر نوفمبر خلال المواسم المقبلة.
وأوضح قاعود، أن معرض مصر الدولى للطيران والفضاء، ضمن كبرى الفعاليات والمؤتمرات التى ستقام بداية سبتمبر المقبل بمدينة العلمين الجديدة للمرة الأولى.
وقال إن إقامة معارض وفعاليات عالمية مماثلة، سيسهم فى تشجيع وجذب سياحة المؤتمرات بالمنطقة خاصة خارج فترة الموسم الصيفى لتمتد إشغالات المنطقة حتى شهرين أو أكثر إضافيين.
وأشار إلى أن منطقة العلمين تشهد تنمية كبيرة وتخطط الدولة لجعلها وجهة مستدامة طوال العام، وذلك من خلال تشغيل الجامعات والمنطقة الصناعية، حيث تتبنى الحكومة رؤية تستهدف التنمية السريعة للمنطقة.
وأضاف أن العمل على تشغيل المنطقة لمدة أطول بعد انتهاء الموسم الصيفى، مرهون بإقامة الفعاليات وتفعيل سياحة المؤتمرات بقوة، إلى جانب استقطاب المستثمرين لإقامة مقرات ومراكز تابعة لشركاتهم بتلك الوجهة ما يساهم فى الاستثمار لإضافة خدمات أكثر لتلبية احتياجات زيادة عدد المقيمين بالمنطقة.
وأوضح أن اهتمام الدولة إلى جانب القطاع الخاص بالتنمية والاستثمار فى العلمين الجديدة ساهم فى جمع رؤوس الأموال لتنمية المنطقة بشكل سريع وجعلها وجهة مستدامة وجاذبة للمستثمر الأجنبى لضخ استثمارات متنوعة.
وقال قاعود، إن سياحة المهرجانات تستحوذ على نحو 85% من السياحة الوافدة للساحل الشمالى، بينما باقى النسبة لسياحة المؤتمرات وإقامة الفعاليات الأخرى.
وتابع: “تحتل السياحة الداخلية النسبة الأكبر من الوافدين للمنطقة يليها الوفود العرب من دول كالسعودية، والاتحاد الأوروبى وأقلية من الدول المطلة على المحيط الهادى، حيث تعتبر هذه أكثر الأسواق المغذية للساحل الشمالى”.
“الساحل الشمالى” يسيطر على مبيعات الشركات العقارية
وأضاف أن منطقة الساحل الشمالى والعلمين تعتبر وجهة ساحلية مميزة من حيث موقعها الجغرافى بالمقصد المصرى، إلى جانب سهولة الوصول لها عبر 3 مطارات هى مطار العلمين، ومطار برج العرب، ومطار مرسى مطروح.
وأوضح أنه من المقرر زيادة عدد الغرف الفندقية بالمنطقة خلال العامين المقبلين لتصل إلى نحو 9 آلاف غرفة مقابل نحو 6 آلاف غرفة قائمة بالفعل حاليًا.
وقال إن مدينة العلمين الجديدة تقدم حاليًا مجموعة متكاملة من الخدمات التى تناسب جميع الفئات العمرية سواء متنزهات عامة ومولات تجارية وسينمات ومسارح للحفلات، إلى جانب إتاحة مستويات متعددة من الإقامة الملائمة لكافة الزوار بداية من المستوى ذى الثلاث نجوم وحتى المستوى الفخم.
وأضاف أن المنتج السياحى بمدينة العلمين الجديدة صُمم وفقا لأحدث الطرازات بمنطقة الشرق الأوسط من حيث البنية التحتية واستخدام التكنولوجيا، إلى جانب حجم الاستثمار الذى تم ضخه بالمدينة ويعتبر أكبر استثمار بمنطقة الساحل الشمالى.
وقال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، إن مدينة العلمين الجديدة تتوافر بها جميع المناطق الخدمية، مثل المناطق: الصناعية، والإدارية، والتعليمية، والصحية، وغيرها من الخدمات المتوافرة التى تجعل هذه المدينة تعمل على مدار العام مثلها مثل أى مدينة أخرى.
وأضاف مدبولى، خلال تسليمه عقود عدد من الوحدات السكنية بمدينة العلمين الجديدة، يوم السبت الماضى: “أننا لا نبنى مدينة موسمية، بل مدينة متكاملة، ولدينا رغبة قوية فى عدم تكرار ما سبق على مدار عقود طويلة، من تخطيط الشريط الساحليّ ليكون منطقة منتجعات صيفية وقرى سياحية لفئات محددة”.
هزاع: فنادق “العلمين الجديدة” كاملة العدد حتى شهر سبتمبر المقبل
وقال حسام هزاع، عضو اتحاد الغرف السياحية، إن فنادق الساحل الشمالى والعلمين الجديدة كاملة العدد وتسجل أعلى نسب إشغال حتى بداية شهر سبتمبر المقبل، مضيفا أن أغلب الإقبال لصالح السياحة المحلية.
وأوضح أن المنطقة تحظى أيضًا بإقبال كبير من الوفود العرب، خاصة مع رواج سياحة المهرجانات والمؤتمرات والفعاليات المختلفة التى تُقام مؤخرًا.
ووفقًا لعضو اتحاد الغرف السياحية، فإن متوسط إنفاق السائح الخليجى يُقدر بنحو 300 دولار فى اليوم الواحد.
وقال إن دعم سياحة المؤتمرات فى جميع المجالات سواء الطبية أو العلمية أو المعارض المختلفة، من شأنه زيادة الحجوزات ومعدل الإشغال الفندقى إلى جانب تشغيل الخدمات بالمنطقة معظم أشهر العام.
وأضاف هزاع، أن مهرجان العلمين الجديدة الذى أُقيم للموسم الثانى على التوالى حقق نجاحًا ملحوظًا، وساهم فى الترويج للمقصد السياحى المصرى بقوة.
وأشار إلى ضرورة العمل بوتيرة سريعة لزيادة الطاقة الفندقية بالساحل الشمالى والعلمين الجديدة فى إطار خطة تشغيل المنطقة لفترات أطول على مدار العام وجعلها وجهة سياحية عالمية، موضحًا أن المشروعات الحالية للمنطقة تقتصر معظمها على القرى والوحدات السكنية مقابل عدد قليل من الفنادق الفاخرة.
وأوضح أن حجم الطاقة الفندقية الحالية بالمنطقة يُقدر بنحو 4 آلاف غرفة، فى حين أنها تحتاج قرابة 30 ألف غرفة لاستيعاب من 3 إلى 4 ملايين سائح كمتوسط عدد وفود خلال الموسم الواحد.
وقال هزاع، إن زيادة عدد الوفود السياحية للمنطقة من خلال رحلات الطيران الشارتر، مرهون بتوافر الغرف الفندقية أولًا.
وأضاف أن ارتفاع أسعار الإقامة والخدمات السياحية بالمنطقة يرجع إلى زيادة الطلب المستمر خاصة من قبل الوفود المحلية.
بهجت: الطلب المحلى يرفع أرباح السماسرة بنسبة 50% من تأجير الوحدات
وقال جاسر بهجت، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بشركة “Melee” لإدارة المشروعات وخدمات الضيافة، إن أسعار إيجارات المطاعم والمحال التجارية بمنطقة الساحل الشمالى والعلمين الجديدة ارتفعت بنحو 25% خلال الموسم الصيفى الجارى مقارنة بالموسم الماضى نتيجة ارتفاع الطلب المحلى.
وأضاف بهجت، أن ارتفاع الطلب المحلى أيضًا ساهم فى زيادة أرباح السماسرة بالمنطقة خلال الموسم الحالى بنسبة بلغت 50% من عائد تأجير وحدات الملاك طوال الموسم.