قال المرشح الجمهوري دونالد ترامب، إن خطته لتجديد التخفيضات الضريبية، والتي ستنتهي صلاحيتها، ستغطي تكاليفها من خلال تحفيز النمو الاقتصادي، حيث سلط الضوء على أجندته بشأن الضرائب أثناء زيارته لولاية رئيسية متأرجحة في انتخابات نوفمبر.
عندما سُئل عن كيفية دفع تكاليف تلك التخفيضات الضريبية خلال توقف حملته الانتخابية في لاس فيجاس، أجاب ترامب بالقول: “النمو، سنحقق نمواً هائلاً”.
قال الرئيس السابق، إنه سيجدد التخفيضات الضريبية من قانون الضرائب لعام 2017، والتي من المقرر أن تنتهي في العام المقبل، وهي محور أجندته الاقتصادية التي أكسبته دعماً من قادة الأعمال والعديد في وول ستريت.
لكن تمديد هذه التخفيضات يحمل تكلفة قدرها 4.6 تريليون دولار، ويخاطر بتفاقم العجز الفيدرالي الذي تعهد الجمهوريون منذ فترة طويلة بترويضه.
كما روج ترامب لتخفيضات ضريبية إضافية، بما في ذلك إلغاء الضرائب الفيدرالية على الأجور التي يحصل عليها العمال كإكراميات، وهو المحور الذي ركز عليه خلال فعاليته الجمعة في مطعم مكسيكي-إيطالي في لاس فيجاس.
وقدرت لجنة الميزانية الفيدرالية، أن هذا الإعفاء سيكلف ما بين 100 إلى 200 مليار دولار خلال عقد من الزمان.
وقال ترامب، إنه يعتقد أن هذه السياسة ستساعده في كسب دعم العمال في لاس فيجاس، حيث لا تزال الضيافة هي الصناعة المهيمنة، واتهم منافسته الديمقراطية كامالا هاريس بترويج سياسات ضريبية ستزيد الأعباء على العمال والشركات الصغيرة.
وأضاف: “سوف نسمح لكم بالاحتفاظ بنسبة 100% من دخلكم دون أن تتعرضوا للإزعاج”، ووصف خطته بأنها “أكبر وعد” للعمال في المطاعم “تحصلون عليه منذ وقت طويل”.
وهاجم ترامب، هاريس، لتبنيها أيضاً اقتراح إلغاء الضرائب على الإكراميات، مدعياً أنها فقط تردد سياسته لأسباب سياسية ولن تنفذها.
يأتي التبني المشترك للفكرة من كلا الحزبين في الوقت الذي تسعى فيه كلتا الحملتين لكسب تأييد مجموعات الناخبين الرئيسية في نيفادا وغيرها من الولايات المتأرجحة.
جاءت تصريحات ترامب بعد يوم من قبول هاريس، رسمياً، ترشيح حزبها للرئاسة، مما وضع المرشحين في سباق محموم حتى يوم الانتخابات.
واستخدمت هاريس خطاب قبولها لتسليط الضوء على بعض مقترحاتها السياسية بشكل عام، قائلة إنها ستكون مدافعة عن الطبقة الوسطى، وستنفذ إجراءات لخفض التكاليف على الأسر.
عمال قطاع الخدمات
جعل ترامب من “إلغاء الضريبة على الإكراميات” محوراً رئيساً في خطابه الانتخابي، وتستخدم حملته تكتيكات تسويق غير تقليدية للترويج لهذه السياسة.
ويمكن للمتبرعين لحملته الحصول على ملصقات تقول “صوّت لترامب لإلغاء الضريبة على الإكراميات” لوضعها على إيصالات المطاعم.
اختارت هاريس أيضاً لاس فيجاس لتقديم وعد مشابه في حملتها لخفض الضرائب على الإكراميات، رغم أن اقتراحها سيطبق فقط على ضرائب الدخل الفيدرالية، بينما ستبقي على ضرائب الرواتب الخاصة بالضمان الاجتماعي والرعاية الطبية.
ناتالي ديناردو، وهي سمسارة قروض عقارية حضرت الحدث أمس الجمعة، قالت إن والدها يعمل نادلاً في فندق بيلاغيو في لاس فيجاس، وأنه سيشعر بتأثير كبير من السياسة المقترحة بإلغاء الضريبة على الإكراميات. وعندما سُئلت عن دعم هاريس لنفس السياسة، أبدت تشككها.
قالت ديناردو، البالغة من العمر 41 عاماً: “هي فقط تنضم للتيار، كان بإمكانها فعل ذلك في السنوات الثلاث والنصف الماضية إذا كانت تريد ذلك بالفعل”.
يمكن لإعفاء الأجور التي يحصل عليها العمال كإكراميات من الضرائب الفيدرالية، أن يخفض الفواتير الضريبية لأكثر من ستة ملايين عامل في مجال الضيافة، والذين أبلغوا عن دخل إجمالي قدره 38.3 مليار دولار من الإكراميات في عام 2018، وهو أحدث عام تتوفر فيه بيانات من دائرة الإيرادات الداخلية. وهذا يعادل نحو 6250 دولارا لكل عامل يحصل على إكراميات.
على الرغم من تداخل سياستهما بخصوص ما يسمى بإلغاء الضريبة على الإكراميات، فإن ترمب يدفع باتجاه تخفيضات ضريبية واسعة تستهدف الشركات وأصحاب الدخل المرتفع، بينما تتبنى هاريس سياسة الرئيس جو بايدن، وتدعم مقترحات لرفع معدل الضريبة على الشركات إلى 28% من 21% وزيادة الضرائب على الأثرياء، مع التعهد بعدم زيادة الضرائب على من يكسبون أقل من 400,000 دولار.