حسن: الصناديق النقدية تتفاعل إيجابيًا مع ارتفاع أسعار الفائدة
تجبر أسعار الفائدة القياسية محليًا وعالميًا مديرى الاصول على إعادة ترتيب خطتهم الاستثمارية نحو نوعية الصناديق المستهدف إطلاقها، وكذلك قنوات الاستثمار التى ستوجه لها أموالها.
ويرى المتعاملون أن خفض أسعار الفائدة سيعيد الرواج لصناديق الأسهم والمعادن النفيسة التى باتت قبلة مديرى الأصول فى العام الجاري.
قال محمد حسن، العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، إن صناديق الاستثمار النقدية تستفيد من أسعار الفائدة المرتفعة، نظراً لتركيزها على الاستثمار فى أدوات الدخل الثابت، والعكس صحيح فخفض أسعار الفائدة فى أكثر الحالات يمكن أن يؤدى إلى تراجع أداء تلك الصناديق.
وأوضح حسن أن حجم السيولة فى الصناديق النقدية تتأثر بالسلب فى حالة رفع أسعار الفائدة بشكل كبير، مثلما حدث فى مارس الماضى فيتجه المستثمرون فى تلك الصناديق خاصة الأفراد بسحب أموالهم من تلك الصناديق واستثمارها فى شهادات ادخار أو منتجات الادخار مرتفعة العائد بدل من الوسيط.
وتوقع حسن، أنه حال التوجه لخفض أسعار الفائدة ستصبح صناديق الأسهم والذهب الأكثر رواجاً حينها، نظراً لتأثر البورصة بشكل إيجابى عند خفض أسعار الفائدة، وأيضاُ اتجاه المستثمرين للذهب بعد انخفاض الفائدة على المنتجات الادخارية.
ويطبق البنك المركزى أعلى معدل تاريخى للفائدة على الجنيه منذ مارس الماضى. وتبلغ أسعار الفائدة على الإيداع لدى البنك المركزى 27.25%.
ويوجد إجماع بين المحللين وبنوك الاستثمار على حدوث خفض للفائدة قبل نهاية العام الحالى، وبحسب مذكرة بحثية لبنك جولدمان ساكس فمن المرجح خفضها 1% الشهر المقبل على أن يتبعه خفض آخر بنحو 2% فى الربع الأخير من العام، وهو أقل من الخفض المُقدر سابقًا بنحو 6.25% فى 2024.
وشهدت السوق المصري إقبالا نحو إطلاق صناديق للاستثمار في الذهب بدأت بصندوق إيفولف بالتعاون مع أزيموت مصر، وكذلك صندوق بلتون، وأخيرًا صندوق من قبل الأهلى لإدارة الاستثمارات المالية.
رشاد: من المرتقب أن تشهد صناديق الأسهم رواجاً حال خفض أسعار الفائدة
ويرى إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية أن صناديق الاستثمار النقدية ترتكز بشكل أساسى على الاستثمار فى أذون الخزانة وبعض السندات، نظراً لارتفاع عوائدها التى تصل أحياناً إلى 28%.
وتابع أن مديرى الصناديق من ذلك النوع يتجهون لتوظيف أعلى نسبة من السيولة الموجودة فى أذون الخزانة، لذلك نجد أن معظم الصناديق متشابهة مع بعضها البعض بخلاف فرق لا يتخطى الـ 2% بين بعض الصناديق، على عكس صناديق الأسهم التى يمكن أن نجد الفرق بينها يتخطى الـ 5%.
وأوضح أنه عند الخفض المتوقع حدوثه بنهاية العام الجارى يمكن أن يتجه مديرو الصناديق للاستثمار فى السندات طويلة الأجل وليس أذون الخزانة، متوقعًا أن تكون صناديق الأسهم الأكثر رواجاً حينها، نظراً لأن خفض أسعار الفائدة سيؤدى إلى خفض تكلفة الإقراض على الشركات ومن ثم ارتفاع ربحية الشركات وهو ما يؤدى لارتفاع أسعار الأسهم.
وأطلقت “مباشر” منذ أيام صندوق للاستثمار في الأسهم، فيما اتجهت “أزيموت” لتأسيس صندوق استثمار بأسهم مؤشر الشريعة، إلى جانب إطلاق شركة سي آى أسيت مانجمنت صندوق يتتبع مؤشر الشريعة الإسلامية، وعلى نفس الخطى أطلقت بلتون صندوقين أحدهما لتتبع مؤشر EGX100، والأخر يتتبع مؤشر الشريعة الإسلامي.
قال أحمد مرشد، رئيس قطاع الاستشارات المالية بشركة أزيموت لإدارة الأصول، إن خفض سعر الفائدة سؤثر على صناديق الاستثمار النقدية ولكن ليس بنفس التأثير الذى سيطال الإقبال على حسابات البنوك، نظراً لكون الصناديق تستثمر فى أدوات الدخل الثابت ذات آجال معينة وبفائدة تكون فى بعض الأوقات أعلى من فائدة الكوريدور.
وأشار مرشد إلى أن صناديق الأسهم والذهب يمكن أن تشهد رواجاً عند خفض سعر الفائدة بشرط أن يحدث الخفض بشكل متتالى، مؤكدًا جاذبية صناديق الأسهم خاصة من قبل الأفراد للتحوط من معدلات التضخم المرتفع.