قال حلمى أبوالعيش رئيس مجلس إدارة مجموعة سيكم القابضة، إن المجموعة بشركاتها التابعة تتبنى منذ فترة طويلة سياسات التنمية المستدامة، وتصل بصمتها الكربونية السنوية “صفر” منذ عام 2007 عبر شراء شهادات الكربون.
أضاف فى حوار لـ”البورصة”، أن شهادات الكربون التى اشترتها شركة إيزيس التابعة مؤخرًا سيتم إعدامها ولن يعاد بيعها، فالهدف الأساسى منها هو معادلة البصمة الكربونية للشركة أى ما يسمى بشهادات التقاعد.
وأشار إلى أن المؤسسات التابعة والمرتبطة بشركة سيكم ستشترى سنويًا نحو 12 ألف شهادة لصالح الجمعيات الزراعية ولدعم المزارعين فى الجمعية المصرية للزراعات الحيوية، خاصة ان القطاع الزراعى يستطبع تثبيت الانبعاثات الكربونية.
وفى منتصف أغسطس الجاري اشترت شركة إيزيس للصناعات الغذائية شهادات كربون تعادل 500 طن من الانبعاثات من 10 مزارعين من الجمعية المصرية للزراعة الحيوية التى يترأس مجلس إدارتها أيضًا حلمى أبوالعيش.
الجمعية المصرية للزراعة الحيوية تستهدف إصدار 350 ألف شهادة سنويًا
وأكد رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للزراعة الحيوية، إن هناك مستهدف سنوى بإصدار نحو 350 ألف شهادة من مزارعى الجميعة التى تضم عدد ضخم من المزارعين والذي سيزداد بصورة يومية، متطلعًا أن تشهد سوق الكربون الطوعية فى مصر إقبالاً من قبل المؤسسات المالية والبنوك والمصنعين وغيرهم لشراء وتنشيط السوق.
وتابع أن الجمعية لديها شهادات حالية جاهزة للإصدار بواقع 120 ألف شهادة، ومن الممكن أن يرتفع عددها بنهاية العام الجاري إلى 200 ألف شهادة على حسب الطلب على شراء الشهادات، موضحًا أن تسعير الشهادات حاليًا يصل إلى نحو 20 يورو، موضحًا أن هذا هو تسعير الشهادة فى صفقة شراء الشهادات التى تمت من قبل تابعته “إيزيس”.
وأشار إلى أن الجمعية تستهدف الوصول بعدد أعضائها إلى 40 ألف مزارع خلال العام المقبل، ويصل عددهم حاليًا إلى 10 آلاف، ويزداد بنحو ألفى مزارع شهريًا.
وتابع أن الجمعية ستطرح 20 ألف شهادة كربون فى سوق الكربون الطوعية من قبل المزارعين، ولكن هذه المرة بنظام المزايدة لتكون أول صفقة بيع بنظام الموايدة فى يالسوق الجديدة، بخلاف الصفقة المبرمة من قبل التى كانت بآلية الصفقات المعدة مسبقًا.
وسوق تداول الكربون هو نظام يعتمد على آلية السوق لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة من خلال تقديم حافز مالى، كما أنها أحد آليات التمويل المبتكرة للتصدى للآثار السلبية للتغيرات المناخية.
وتوقع أن يحدث الزخم الحقيقى فى سوق الكربون الطوعية العام المقبل بعد معرفة أهمية السوق والتوعية به، مضيفًا أن هناك جزء إلزامى يتعلق بضريبة الكربون التى فرضتها أسواق الاتحاد الاوروبى على المصدرين إليها ومن بينها مصر، مما سيدفع لوجود طلب كبير من قبل الشركات الراغبة فى التصدير على سوق الكربون.
وسيشمل الاتفاق الذى يعرف بـ”آلية تعديل حدود الكربون” الواردات الصناعية من بلدان التكتل الـ27 ويستهدف أولا المنتجات الأكثر تسببا للتلوث، حيث سيتعيّن على المستورد الإعلان عن الانبعاثات المرتبطة مباشرة بعملية الإنتاج، وإذا تجاوزت المعايير الأوروبية، فسيكون عليه الحصول على “شهادة انبعاثات” بثمن ثانى أكسيد الكربون فى الاتحاد الأوروبى، والتى سيبدأ تطبيقها بداية من 2026.
وتعد مصر من الدول المصدرة للأسمدة للاتحاد الأوروبى مما يلزم شركاتها بتقديم شهادة كربونية للمنتجات المصدرة حتى تتمكن من الاستمرار فى التصدير.
وأضاف أن الشركات التى تقوم بالتصدير لأوروبا سوف تقوم بدفع ضريبة «البصمة الكربونية» فى حال زيادة الانبعاثات فى المنتجات عن الحد الأقصى بعدما منح الاتحاد مهلة 3 سنوات، على أن تطبق الضريبة بدءاً من عام 2026 حيث تقوم بدفع 90 يورو على كل طن كربون أكثر من الحد الأقصى.
ويعد طن الكربون هو وحدة القياس للانبعاثات، ولذلك كل طن من الانبعاثات يساوى شهادة خفض كربونية.
من ناحية أخرى تستهدف مجموعة سيكم القابضة تحقيق معدل نمو فى حجم أعمال الشركة العام المقبل بنسبة تترواح بين 25 و30%.
“إيزيس” تستهدف استثمار 100 مليون جنيه خلال 2025
وقال أبو العيش، إن أكبر شركات مجموعة سيكم والتى تساهم بحصة كبيرة من حجم أعمال الشركة تصل إلى 50% هى شركة إيزيس للمنتجات الطبيعية، التى تقدم عدد من المنتجات فى القطاع الغذائي، وتستهدف التوسع بإضافة منتجات جديدة خلال الفترة المقبلة.
أضاف أن الخطة التى تعتزم شركة إيزيس تنفيذها تستهدف تغطية الاحتياجات المنزلية من الغذاء، ولدى الشركى حاليا نحو 120 منتجا يتركز أغلبها فى الأعشاب، وتستهدف التوسع فى باقى المنتجات بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن شركة إيزيس لديها حصة سوقية من قطاع الأعشاب تصل إلى 90%، وأن الهدف الأساسي هو تقديم منتجات صحية، فيما تمتلك الشركة مصنعين إحداها للأعشاب، والاخر للمياه، ويجرى حاليًا العمل على التوسع بالمصنع الثالث.
“شنايدر إلكتريك”: الذكاء الاصطناعى يرفع انبعاثات شركات الإنترنت العالمية
وأضاف أبو العيش، أن الشركة اعتمدت استثمار نحو 100 مليون جنيه فى توسعاتها الجديدة، مع مراعاة تضييق حجم التوسعات نظرًا لارتفاع التكلفة الاستثمارية فى ظل التحديات الراهنة، خاصة وأن الشركة باتت تبتعد بصورة كبيرة عن الاقتراض نظرًا لارتفاع معدلات الفائدة سواء على المستوى المحلى أو العالمي.
وأكد على أن الشركة تتبنى خطة لتخفيض حجم مديونياتها التى تصل إلى 800 مليون جنيه، مقسمة بواقع 50% للقروض بالجنيه المصري، وأخرى بالعملة الأجنبية، موضحًا أن الرافعة المالية للشركة “نسبة الدين إلى الأسهم” تصل إلى 1:3.
وأكد على أن شركته تخطط لمضاعفة الاستثمارات بعد وضوح الرؤية فى السوق المحلية، متوقعًا أن تشهد الأوضاع الاقتصادية استقرارًا وتتضح الرؤية أمام المستثمرين فيما يتعلق بالقدرة على التخطيط فى غضون عام ونصف.
وتابع أن العنصر الهام الذي دفع الشركة لتجاوز التحديات الاقتصادية خلال السنوات الثلاث الماضية هو توزيع الأعمال بطريقة صحية بواقع 50% للتصدير، و50% للسوق المحلية، مؤكدًا أن الفرص التصديرية منحت الشركة سيولة جيدة من النقد الأجنبي دفعها لتجاوز الأزمات.
وأوضح أن المجموعة تركز خلال الفترة الراهنة على تعظيم حجم الأعمال، وتخفيض الرافعة المالية، وزيادة الصادرات، والتوسع فى الطاقات الإنتاجية مما يعطيها المجال أمام المزيد من النمو.
“لوتس” تتوسع فى قطاع المستحضرات التجميلية الطبيعية
وتمتلك مجموعة سيكم القابضة 5 شركات تعمل فى مجالات مختلفة وتركز على الحفاظ على البيئة وتتبنى معايير التنمية المستدامة، على رأسها: شركة إيزيس للصناعات الغذائية، وشركة لوتس للمستحضرات الطبية، و”نيتشر تاكس”، و”سيكم للأراضي الزراعية”.
وذكر أن شركة لوتس للمستحضرات الطبية تتوسع حاليًا فى طاقتها الإنتاجية وتقوم بتوريد 50% من منتجاتها النباتية الطبيعية إلى مصانع إيزيس، وباقى الطاقة الإنتاجية إلى منتجين أخرين، ويبلغ حجم إنتاج الشركة من النباتات الطبية قرابة 20 ألف طن.
وأضاف، أن الشركة توسعت مؤخرًا فى تقديم منتجات جديدة من مستحذرات التجميل الطبية، وتعمل بصورة مستمرة على استحداث أدوية بديلة من النباتات والأعشاب والمستخلصات الطبية الطبيعية.
“نيتشرتكس” تخطط للتوسع فى صادرات الأسواق الخارجية
وعلى صعيد شركة نيتشرتيكس المتخصصة فى تصنيع الملابس القطنية فإنها تتواجد حاليًا فى 25 بلدا وكل إنتاج الشركة يوجه لعملية التصدير، خاصة وأنها منتجات قطنية تتوافق مع معايير التنمية المستدامة، ولا يصدر عنها انبعاثات كربونية ومصنوعة من القطن الحيوى، مؤكدًا أن الشركة لديها خطة للتوسع بالأسواق التصديرية إلى 35 بلدًا حول العالم فى الفترة المقبلة.
وتابع أن الشركة تعمل على تصنيع الملابس فى كافة الفئات العمرية، ولكنها تركز بصورة أساسية على فئة الأطفال من بين الفئات العمرية.
مزارع سيكم تنتج ألفين طن قطن حيوى سنويًا.. وخطة للزيادة
وتابع أن الشركة تدير أيضًا عملية صناعة زراعة القطن الحيوى التى تقوم مجموعة سيكم بزراعته فى مزراعها المنتشرة حول مصر ولدى الشركة مزارع فى المنيا والشرقية بمساحة تصل إلى 7 آلاف فدان، بالإضافة إلى مزارع أخرى فى سيوة ومناطق أخرى، ويصل حجم الإنتاج السنوى من القطن الحيوى أكثر من ألفى طن وهو فى تزايد مطرد.
ويرى أبو العيش أن هناك فرصة قوية وتنافسية ناتجة من تحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار وهى التصدير، فالشركات لديها فرصة ذهبية فى الوقت الحالى لاقتناص الفرص الحالية، ولكن لابد من رصد الطلب، والقوى الشرائية، واحتياجات المستهلك فى الدول المستهدفة بالتصدير حتى تستطيع تحقيق عائد أقوى من الفرص المتاحة فى الأسواق.
الحكومة تعلن “الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون”
واستطرد قائلا: “فكر دعم الصادرات مبني على مساعدة الشركات التي تصدر في مصر على أن يكون لها قدرة تنافسية في السوق العالمي، والتكاليف فى مصر حاليا أعلى من منافسين آخرين وهو ما يتطلب دعمًا، ودعم الصادرات يجب أن ينظر على المنافسة العالمية والأسعار العالمية لمحاولة منح مصر فرصة للمنافسة”.
وأكد على أن هناك فرص واعدة فى قطاعات الأغذية، والملابس، بالإضافة إلى الأدوية، ولكن قطاع الملابس سريع النمو ولديه فرص فى كل الأسواق.
وتابع أن الشركات أيضًا لديها فرص في السوق المحلية، خاصة أن مصر سوق استهلاكي واسع، وعمليات البيع والشراء للاحتياجات الأساسية لن تتوقف بأى حال، ولكن القوى اشلرائية لابد من مراقبتها بصورة مستمرة فى ظل ارتفاع معدلات التضخم.
وتوقع أن شتهد معدلات التضخم انخفاضًا فى الفترات المقبلة إذا استمر الاتجاه فى مسار تنازلى، ولكن القوى الشرائية والفرص في السوق المحلية مرهونة بانخفاض معدلات التضخم إلى مستويات ما قبل الأزمة، مرجحًا أن يشهد العام المقبل انخفاض حقيقى فى معدلات التضخم فى البلاد.