مساعٍ لإبرام شراكات مع شركات مصرية لتطوير زراعة ومعالجة الكتان
تشهد صناعة الكتان فى مصر تحولاً كبيراً مع دخول الاستثمارات الصينية بقوة مؤخراً، ورغم أن هذه الاستثمارات من المتوقع أن تعزز نمو القطاع، فإنها أثارت تحديات جديدة أمام الشركات المحلية.
وأفاد بعض المتعاملين فى القطاع خلال حديثهم مع «البورصة» بأن المستثمرين الصينيين بدأوا أولى خطواتهم الاستثمارية فى تحسين تقنيات الزراعة والبنية التحتية المرتبطة بإنتاج الكتان، بما فى ذلك تطوير طرق الرى وتطبيق التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى سعيهم لإبرام شراكات مع الشركات المصرية لتطوير مشاريع مشتركة فى زراعة ومعالجة الكتان.
وأضاف المتعاملون أن الشركات الصينية رصدت أيضاً استثمارات لإنشاء أو تحديث مصانع معالجة الكتان، ما يسهم فى زيادة الطاقة الإنتاجية وتحسين الجودة.
ويسعى المستثمرون إلى تحقيق عوائد مالية جيدة وتوسيع نطاق أعمالهم فى الأسواق العالمية.
تعتبر مصر من كبار مصدرى الكتان؛ حيث احتلت المركز السادس عالمياً فى عام 2020 من حيث تصدير الكتان الخام أو المعالج، بإيرادات بلغت حوالى 14.7 مليون دولار، وفقاً لبيان مجلس الوزراء.
«عز»: مصر قاعدة إنتاجية جيدة للصين ومن خلالها تصدر الكتان إلى أفريقيا
وفى هذا السياق، قال سيد سنبل، رئيس مجلس إدارة شركة سنبل لتصنيع الكتان ومنتجاته، إنَّ دخول الاستثمارات الصينية إلى السوق المصرى أدى إلى إشعال المنافسة فى السوق المحلي.
ورغم ترحيب سنبل بالاستثمارات الصينية، فإنه أشار إلى أن توجيه هذه الاستثمارات نحو صناعات غير مشبعة فى السوق المحلى كان سيكون أكثر فائدة للصناعة المصرية.
وأوضح «سنبل»، أن السوق الصينى من أهم الأسواق المستقبلة للكتان المصرى، يليه السوق الهندى، مضيفاً أن شركته تصدر 95% من إنتاجها السنوى إلى أسواق رئيسية مثل الصين والهند والدول الأوروبية.
من جانبه، أكد علاء عبدالوهاب، رئيس مجلس إدارة شركة السهم لتصنيع الكتان ومنتجاته، أن الشركات الصينية بدأت فى شراء محصول الكتان مباشرة من المزارعين وتوسعت فى زراعة الكتان عبر استصلاح أراض جديدة فى عدة محافظات.
وأشار إلى أن صادرات شركته تراجعت بنسبة 25%، مع التركيز على أسواق إيطاليا والصين وبلجيكا وفرنسا.
«حكيم»: رصدنا 10 ملايين جنيه لإنشاء مصنع كتان بمنطقة جمصة الصناعية
بدوره، قال أحمد حكيم، رئيس مجلس إدارة شركة ماك أوفرسيز لتصدير الكتان ومشتقاته، إن شركته واجهت تحديات كبيرة للحفاظ على حصتها فى السوق الخارجى بعد تدفق الاستثمارات الصينية إلى القطاع.
ورغم ذلك، تمكنت الشركة من الحفاظ على جزء كبير من حصتها بفضل علاقاتها القوية مع العملاء، فى حين لم تستطع العديد من الشركات الأخرى التكيف مع دخول الشركات الصينية.
وأشار «حكيم» إلى أن شركته تنتج سنوياً نحو 700 طن من الكتان عالى الجودة، وتسعى لزيادة الإنتاج 20% فى الفترة المقبلة.
كشف عن خطة الشركة لاستثمار 10 ملايين جنيه فى إنشاء مصنع جديد بالمنطقة الصناعية بجمصة، مع هدف تحقيق مبيعات تصل إلى 6 ملايين دولار بنهاية العام، مقارنة بـ4 ملايين دولار فى 2023.
أضاف أحمد عزالدين، رئيس لجنة تنمية العلاقات مع الصين بجمعية رجال الأعمال المصريين، أن المستثمرين الصينيين يرون فى قطاع الكتان المصرى فرصاً واعدة لتحقيق أرباح كبيرة، خاصة فى ظل الطلب المتزايد على المنتجات الطبيعية من الكتان.
وأوضح أن الصين، كأكبر منتج للمنسوجات والملابس فى العالم، تواصل استثمارها فى مصر كقاعدة إنتاجية لتصدير منتجاتها إلى أسواق أخرى، أبرزها أفريقيا.