في خطوة غير مسبوقة، كشفت شركة “فولكس فاجن” عن أنها تدرس إغلاق مصنعين بألمانيا في أول تحرك من نوعه بموطنها الأم.
يأتي ذلك في ظل التحديات الراهنة التي تواجهها الشركة أثناء انتقالها من صناعة السيارات التقليدية إلى عصر السيارات الكهربائية.
وإذا مضت الشركة بذلك سيكون أول إغلاق من نوعه في بلد الشركة الأصلي، وذلك في إطار جهودها للتحول بعيدا عن الوقود الأحفوري.
وأبلغت “فولكس فاجن”، التي تتخذ من مدينة فولفسبورج الألمانية مقرًا لها، مجلس الأعمال الخاص بها أنها تتطلع لإغلاق مصنع تصنيع مركبات واحد على الأقل ومصنع مكونات واحد في ألمانيا من أجل تحقيق وفورات في التكاليف بقيمة مليارات اليورو، وفق صحيفة الجارديان البريطانية.
ويسلط مقترح الشركة الضوء على الصعوبات التي تواجهها شركات السيارات الأوروبية التقليدية في الانتقال من السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل إلى السيارات الكهربائية، التي تعد أنظف ولكنها أقل ربحًا حاليًا.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن شركات السيارات الأوروبية والأمريكية تجد نفسها في موقف صعب وتحت ضغط متزايد، خصوصاً من الشركات الصينية المصنعة للسيارات الكهربائية التي تتمتع بتكاليف أقل وهوامش ربح أعلى.
وأوضحت شركة “فورد” الأمريكية، المنافسة الشديدة من الشركات الصينية كسبب رئيسي لإلغاء خطتها لبناء سيارة “سيارة رياضية متعددة الاستخدامات” (SUV) كهربائية جديدة وتأجيل إطلاق شاحنة كهربائية.
وفي الوقت ذاته، أجلت شركات أخرى مثل، جنرال موتورز ومرسيدس-بنز وفولكس فاجن، خططها للتوسع في سوق السيارات الكهربائية بسبب التحديات الاقتصادية والمنافسة المتزايدة.
بينما تواجه تسلا، التي تعتبر رائدة في مجال السيارات الكهربائية، صعوبة في تحسين مبيعاتها التي شهدت تراجعاً ملحوظاً.
وكان قد أعلن الاتحاد الأوروبي عن فرض رسوم إضافية تتراوح بين 17.4%، و37.6% على الواردات الصينية التي تحمل بالفعل رسمًا استيراديًا بنسبة 10%، قائلا إن “الشركات الصينية استفادت من دعم حكومي كبير وغير عادل”.
ومع ذلك، فإن الميزة التكلفة التي تتمتع بها العديد من الشركات الصينية قد تتيح لها بيع السيارات بشكل مربح في أوروبا.
وبدوره، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة “فولكس فاجن” أوليفر بلوم، إن “صناعة السيارات الأوروبية تواجه وضعًا صعبًا وجادًا للغاية حيث أصبحت البيئة الاقتصادية أكثر صعوبة ودخل منافسون جدد إلى السوق الأوروبية”.
وأضاف: “ألمانيا، على وجه الخصوص، تتخلف بشكل متزايد من حيث القدرة التنافسية، في هذا السياق، يجب علينا كشركة أن نتصرف بحسم”.
وتمتلك “فولكس فاجن” علامة فولكسفاجن نفسها بالإضافة إلى أودي وبورش وسيات وسكودا وغيرهم.
وكانت قد أعلنت في يوليو الماضي أنها تفكر في إغلاق مصنع أودي في بلجيكا، وهو أول إغلاق مقترح لمصنع أوروبي، والأول للمجموعة على الصعيد العالمي منذ 40 عامًا؛ ومع ذلك، فإن إغلاق مصنع في صناعة السيارات القوية في ألمانيا سيكون تحولاً استراتيجيًا كبيرًا للشركة، وسيثير جدلاً سياسيًا واسعًا.
وتزيد مخاوف إغلاق مصانع “فولكس فاجن” من الضغط على المستشار الألماني أولاف شولتس في ظل تدهور الاقتصاد وصعود اليمين المتطرف بعد خسارة أحزاب الائتلاف الحاكم في ألمانيا في انتخابات ولاية تورينجن لصالح حزب البديل لألمانيا، وهو أول مرة يفوز فيها حزب يميني متطرف في انتخابات.
كما كشفت صحيفة الجارديان النقاب عن أن الاقتصاد الألماني على حافة الركود التقني- الفني- منذ ما يقرب من عامين، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على صناعة السيارات في البلاد.
ويعاني الاقتصاد الألماني من أزمات اقتصادية عميقة وسط استمرار صدور بيانات سلبية لا تبشر كثيراً بأن رابع أكبر اقتصاد في العالم، والذي انكمش 0.3% العام الماضي، قد يتعافى قريباً.