شهدت واردات الذهب من أوزبكستان وكازاخستان إلى سويسرا زيادة ملحوظة منذ الحرب الروسية الأوكرانية،حسبما كشفت اليوم “الثلاثاء”بيانات المكتب الفيدرالي للجمارك وأمن الحدود السويسرية.
ولفت خبراء في تجارة الذهب – في تصريحات لهيئة الإذاعة والتليفزيون السويسرية- إلى أن جزءا من هذه الواردات قد يكون مصدره روسيا بشكل غير مباشر،وهو ما يشكل انتهاكا للعقوبات الدولية.
وفي العام الماضى، تم استوردت سويسرا كميات قياسية من ذهب أوزباكستان وكازاخستان،سواء بشكل مباشر أوعبر المملكة المتحدة،حيث دخل البلاد نحو 130 طنا من الذهب الأوزبكي بقيمة 7.3 مليار فرنك،بالإضافة إلى 59 طنا من الذهب الكازاخي بقيمة 3.3 مليار فرنك، وذلك في شكل سبائك عالية النقاء،وبدأت هذه الزيادة الكبيرة في نهاية العام 2021 وما زالت مستمرة حتى الآن، وفقا لإحصائيات المكتب الفيدرالي للجمارك وأمن الحدود السويسرية.
ولوحظ تطورمماثل في إحصائيات الجمارك البريطانية حيث كانت الواردات من سبائك الذهب الكازاخية ضئيلة قبل مايو 2021،لكنها تضاعفت تقريبا على أساس سنوي منذ ذلك الحين،لتصل إلى 220 طنا في العام الماضي،وتمثل المملكة المتحدة وسويسرا فيما بينهما جميع واردات الذهب الكازاخستاني والأوزبكي تقريبا.
وأظهرت البيانات المجمعة المختلفة أنه في العام الماضي تجاوزت الكمية الإجمالية للذهب الكازاخستاني والأوزبكي المصدر بشكل ملحوظ الإنتاج المحلي للبلدين ومبيعات الذهب من قبل بنوكهما المركزية بعدة عشرات من الأطنان،حسبما أشار الخبراء.
وحول تفسير سبب زيادة هذا الفائض المصدر لسويسرا من الذهب؟أوضح الخبراء،أن التفسير الأكثر منطقية هو أن جزءا على الأقل من هذا الذهب قد يكون مصدره روسيا،التي تعتبر واحدة من أكبر منتجي الذهب في العالم،وذلك منذ منعتها العقوبات الغربية من استخدام قنوات تصديرها التقليدية.
وفي ظل عدم قدرة روسيا على تصدير ذهبها بحرية،يبرز خطر كبير يتمثل في احتمال استخدام هذين البلدين كوسيلة لإرسال الذهب إلى المملكة المتحدة وسويسرا، ليعاد بعد ذلك إلى السوق العالمية،وفقا لما صرح به مارك بييث،أستاذ القانون الجنائي في جامعة بازل وخبير معروف في مكافحة الفساد،لافتا إلى أن الافتراض هو أن هذين البلدين قد استوردا ذهبا إضافيا إلى ما أنتجاه، و من ثم يقومان بإعادة تصدير هذا الذهب.”
وأضاف مارك بييث قائلا” إن حقيقة زيادة هذه الواردات بعد بضعة أشهر فقط من بداية الحرب في أوكرانيا ( نهاية فبراير 2022)، بالإضافة إلى الروابط التاريخية الوثيقة بين هاتين الجمهوريتين السوفيتيين السابقتين وروسيا،إلى جانب مستويات الفساد المرتفعة،هذه العوامل مجتمعة تمثل إشارات تحذيرية واضحة.
وتجدر الإشارة إلى أن سويسرا حظرت واردات الذهب من روسيا فى أغسطس 2022،على غرار الخطوة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي في 21 يوليو من نفس العام،ضمن حزمة العقوبات التي يفرضها الغرب على موسكو ردا على عملياتها العسكرية في أوكرانيا.
وتعرف سويسرا،التي تضم عدة معامل لـ صهر سبائك الذهب،بمواقفها الحيادية لكنها خرجت عن حيادها المعهود في الأيام التي تلت اندلاع النزاع في أوكرانيا،سائرة على خطى الاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات على روسيا.