برزت اليابان كواحدة من النقاط المضيئة فى سوق صناديق التحوط الذى يبلغ حجمه 400 مليار دولار فى آسيا، حيث تشهد إطلاق صناديق جديدة فى وقت تعانى فيه مناطق أخرى من إغلاقها، فى إشارة إلى أن التقلبات الكبيرة التى شهدها شهر أغسطس لم تعرقل انتعاش الأسواق المالية اليابانية.
وشهدت آسيا إغلاق عدد من صناديق التحوط يفوق عدد الصناديق الجديدة التى أطلقت منذ عام 2023، ويعود السبب الرئيسى لذلك إلى تراجع سوق الأسهم الصينية.
ومع ذلك، شهد عدد الصناديق التى تركز على اليابان زيادة صافية بأكثر من 10 صناديق خلال هذه الفترة، وفقًا لبيانات “بريكوين”، التى نقلتها رويترز.
من المتوقع إطلاق خمسة صناديق إضافية تركز على اليابان أو الاستعداد لإطلاقها فى الربعين الثالث والرابع من العام، وتتنوع استراتيجياتها بين صناديق الأسهم ذات الاستراتيجيات الطويلة والقصيرة وصولاً إلى الصناديق الكمية، حسبما ذكرت مصادر مطلعة على هذه الخطط، وفق رويترز.
تأتى هذه الإطلاقات من داخل اليابان وخارجها، وتلقى استقبالاً جيداً من المستثمرين.
وتشير هذه التحركات إلى ثقة متزايدة فى اليابان، التى كانت لفترة طويلة غير محبذة لدى صناديق التحوط ومجموعة واسعة من المستثمرين، والتى شهدت مؤخرًا أسوأ انخفاض يومى للأسهم منذ عام 1987.
وهذا التطور يوحى بأن الأسواق المالية اليابانية بدأت تعود إلى الحياة بعد عقود من التهميش من قبل كبار المستثمرين.
قال سويتشى أوتسومي، مؤسس “شينكا كابيتال مانجمنت” التى تستعد لإطلاق صندوق طويل-قصير للأسهم اليابانية: “اليابان تشهد أخيراً تغييرات إيجابية، مع التضخم ونمو الأجور”.
وأضاف: “لم أشهد قط مثل هذه الاتجاهات الكبيرة فى حياتى المهنية”، مشيراً إلى خبرته السابقة كشريك فى صندوق التحوط “آسيا ريسيرش آند كابيتال مانجمنت ليمتد”.
وبلغت أسواق الأسهم اليابانية أعلى مستوياتها على الإطلاق فى يوليو بفضل الاهتمام الأجنبى وحملة إصلاح الحوكمة المؤسسية، وأسعار الفائدة إيجابية وترتفع لأول مرة منذ زمن طويل مع نمو الاقتصاد.
أوضح أوتسومى أن صندوقه سيركز على التغييرات فى الحوكمة والفرص الناشئة عن ارتفاع أسعار الفائدة، وهى مواضيع تتردد صداها بين المستثمرين.
وقال جون كابليس، الرئيس التنفيذى لشركة “بيفوتال باث” المتخصصة فى أبحاث صناديق التحوط: “شهدنا اهتمامًا أكبر بمديرى الصناديق الذين يركزون على اليابان”.
وشهدت الأسواق اليابانية تراجعاً حاداً فى بداية أغسطس بعد رفع بنك اليابان سعر الفائدة وظهور بيانات اقتصادية ضعيفة فى الولايات المتحدة، ما أدى إلى ارتفاع مفاجئ فى الين وانهيار فى سوق الأسهم.
ومع ذلك، لم تثن هذه التقلبات صناديق التحوط عن السوق اليابانية.
تعتزم شركة “أكتوس راى بارتنرز” التى تدير أصولاً بقيمة 700 مليون دولار فى هونح كونج إطلاق استراتيجية جديدة لليابان فى وقت لاحق من هذا الشهر، وتستهدف جمع 100 مليون دولار بحلول نهاية العام.
كتبت – فرح طارق: