وضعت شركة Educatly للحلول التعليمية التوسع الإقليمى ضمن خططها الاستراتيجية، كما تسعى لتوجيه جولة التمويل التى جمعتها مؤخراً والبالغ قيمتها 2.5 مليون دولار لمواصلة الابتكار وتوسيع نطاق خدماتها، كما تتفاوض مع البنك المركزى المصرى للحصول على ترخيص يتيح توفير تمويل للطلاب لدعم واستكمال تعليمهم.
قال محمد السنباطى، المؤسس والرئيس التنفيذى لمنصة Educatly، إن فكرة المنصة بدأت من تجربته الشخصية فى محاولة العثور على المسار التعليمى المناسب له، ما جعله يدرك أن هناك فجوة حقيقية بين ما يحتاجه الطلاب تعليميًا وما تقدمه الفرص التعليمية المتاحة.
وأضاف السنباطى لـ”البورصة”: “ساعدتنى تجربتى فى دراسة الماجستير فى إيطاليا حيث أظهرت لى الأثر التحولى الذى يمكن أن تحدثه الفرص التعليمية المناسبة فى حياة الطلاب، ولذلك قررت العمل على تسهيل ذلك من خلال منصة Educatly”.
وتابع: “لقد خضت رحلة طويلة بدأت بفتح شركة صغيرة فى مصر وإغلاقها، ومن ثم الانضمام إلى حاضنة أعمال فى إسبانيا أثناء البحث عن الحلول المناسبة، حتى انضممت إلى LinkedIn لتمويل النسخة الأولى من منصة Educatly، وهناك تعاونت مع Juan Manuel ثم مع عبدالرحمن أيمن الذى كان يعانى من صعوبات تعليمية مماثلة، وعملنا معًا على تنفيذ هذا المشروع بهدف مساعدة الطلاب فى اختيار التخصصات المناسبة، وتحديد الجامعات المناسبة لهم، حتى يتمكنوا من بناء مستقبل مهنى يحقق طموحاتهم”.
وعن خططهم الاستراتيجية فى السوق المحلى، قال السنباطى إن شركة Educatly تسعى للتوسع الإقليمى، حيث تتواجد الشركة حالياً فى مصر، والسعودية، والإمارات، وتمتد أعمالها أيضًا إلى أفريقيا فى دول مثل كينيا ونيجيريا.
تعاون مع 1100 جامعة.. وخطة لزيادة عدد الشراكات
وأضاف أن الشركة تستهدف زيادة عدد الطلاب الذين تخدمهم لتتجاوز العدد الحالى البالغ 3 ملايين طالب يدرسون فى أكثر من 1100 جامعة منتشرة فى 90 دولة حول العالم، كما تركز بشكل خاص على المزيد من التوسع فى دول شمال أفريقيا لوجود فرص كبيرة للنمو.
وأوضح أن المحور الثانى يتضمن الاستثمار فى التكنولوجيا، مما سيتيح للشركة الوصول إلى عدد أكبر من الطلاب بسرعة أكبر، خصوصاً مع ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعى.
وأشار إلى أن هذا الاستثمار يُمكّن الشركة من تعزيز تعاونها مع المزيد من الجامعات وتقديم برامج تعليمية مخصصة، أما المحور الثالث فهو التخطيط لإطلاق خدمات جديدة بنهاية العام بهدف مساعدة الطلاب فى تحديد مساراتهم المهنية وتقديم تجربة رقمية محسنة، حيث توفر الشركة خريطة رقمية لمختلف مؤسسات التعليم حول العالم لتسهيل عملية البحث عن فرص تعليمية للمستخدمين بشكل أكثر كفاءة.
وعن حجم استثماراتهم، أشار السنباطى إلى أن شركة “Educatly” قامت بعدد من الجولات الاستثمارية المتتالية لدعم مسيرتها وتوسيع عملياتها، وفى البداية، انطلقت الشركة بجولة صغيرة من التمويل جمعتها من الأصدقاء والعائلة، وقد ساعدتها على إنشاء النموذج الأولى للشركة واختبار الفكرة بشكل عملى.
وتابع: “بعد ذلك، تمكنت Educatly من جذب اهتمام المستثمرين، مما أدى إلى جمع جولة استثمارية أولية بقيمة مليون دولار، هذه الجولة شهدت مشاركة مؤسسات استثمارية من مختلف المناطق، بما فى ذلك أيرلندا وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو ما ساهم فى توسيع نطاق الشركة وتعزيز تواجدها فى السوق”.
وقال إن الشركة أنهت مؤخراً جولة تمويل رئيسية جمعت من خلالها 2.5 مليون دولار، وهذه الجولة كانت بمثابة دفعة قوية لمواصلة الابتكار وتوسيع نطاق خدمات “Educatly” لتشمل المزيد من الطلاب حول العالم.
من أبرز ممولى الشركات الناشئة فى مصر خلال النصف الأول؟
وأضاف: “هذا التمويل سيمكن الشركة من تعزيز استثماراتها فى التكنولوجيا وتطوير المزيد من الحلول المبتكرة التى تلبى احتياجات الطلاب وتساهم فى تحقيق رؤيتها المستقبلية”.
وبالحديث عن الخدمات التى توفرها المنصة، أوضح أن Educatly تركز على ثلاثة أمور رئيسية: الأول مساعدة الطلاب فى اختيار تخصصاتهم والعثور على البرامج والجامعات المثالية التى تتناسب مع مهاراتهم، سواء فى مستوى البكالوريوس أو الدراسات العليا، وتسهيل عملية التسجيل بيسر وتضم المنصة حالياً أكثر من 1100 جامعة فى 90 دولة مختلفة.
كما تسهم المنصة فى تمكين الطلاب من التواصل مع طلاب آخرين فى الجامعات التى يستهدفونها لتبادل الخبرات والمعرفة، كما أن المنصة تعتمد على الذكاء الاصطناعى الحديث ونماذج اللغة الكبيرة (LLM) لضمان دقة المعلومات المقدمة.
فى حين يركز المحور الثانى على تمكين الطلاب من الوصول لمختلف الجامعات، حيث تقدم “Educatly” خريطة رقمية لمختلف المؤسسات التعليمية حول العالم، ويسهم ذلك فى تبسيط عملية البحث عن الفرص التعليمية للمستخدمين، وتتعاون المنصة فى هذا الإطار مع أكثر من 1100 جامعة فى أكثر من 500 تخصص، وتستهدف زيادة عدد الشراكات لتشمل 1500 جامعة جديدة بنهاية عام 2024.
أما المحور الثالث والأخير فهو معنى بالشراكات الدولية، فالمنصة تتعاون مع شركاء من خارج مصر لمساعدة الطلاب فى الحصول على الدعم المالى من خلال خطط تقسيط متنوعة مثل القروض الدراسية التى تُسدد بعد الحصول على وظيفة.
وقال السنباطى: “المنصة حاليًا تتفاوض مع البنك المركزى المصرى للحصول على ترخيص لتوفير التمويل اللازم للطلاب لدعم واستكمال تعليمهم”.
“Educatly” تسعى للوصول إلى 7 ملايين طالب بنهاية العام الجارى
وأضاف أن الشباب المصرى أصبح أكثر دراية بالفرص المتاحة، ولا نجد شباب يفكرون بالطرق التقليدية فى الجامعات أو الكليات والتى اعتدنا أن نطلق عليها “كليات القمة”، بل يفضل الشباب ان يكتشفوا كل الفرص المتاحة، ومن هنا يأتى دورنا فى مساعدتهم لاكتشاف ميولهم وشغفهم، وتحديد الجامعات المناسبة سواء فى مصر أو خارج مصر، مع فرص الحصول على الدعم المادى، ومع التغيرات السريعة فى سوق العمل، هناك حاجة متزايدة للمهارات الجديدة، وهذا ما يبحث عنه الشباب.
وعن عدد عملائهم، أوضح أن المنصة نجحت فى الوصول إلى 3 ملايين طالب حتى عام 2023، بعد أن كان العدد مليون طالب فقط فى عام 2022.
وتابع: “زادت شراكاتنا مع الجامعات من أقل من 300 جامعة إلى أكثر من 1100 جامعة حول العالم فى الوقت الحالى ونستهدف الوصول لـ 7 ملايين طالب بنهاية هذا العام”.
وفيما يخص عدد المحافظات التى يغطونها وهل هناك اتجاه لزيادة عددها خلال الفترة المقبلة، أشار السنباطى إلى أن تطبيق Educatly متاح فى جميع المحافظات فى مصر، ونحن ملتزمون بتوسيع نطاق خدماتنا باستمرار، ونعمل على خطة توسعية لوجودنا خارج مصر من خلال تقديم خدماتنا فى المزيد من الدول العربية، وهدفنا هو توفير الوصول السهل والميسر إلى المعلومات التعليمية لأكبر عدد ممكن من المستخدمين، وتعزيز استفادتهم من الفرص التعليمية فى كافة المناطق.
وقال إن المنصة تعمل باستمرار على تحسين وتطوير خدماتها لتلبية احتياجات الطلاب فى مختلف المناطق، وتعزيز وجودهم فى الأسواق الحالية والجديدة.
وتابع: “التوسع الإقليمى ليس فقط لزيادة قاعدة العملاء، بل سيسهم أيضًا فى تعزيز قدرة الشركة على تقديم خدمات تعليمية متقدمة وملائمة لاحتياجات مختلف الأسواق”.
وعن التحديات التى تواجههم وكيف تغلبوا عليها، قال السنباطى: “فى البداية واجهنا صعوبات كبيرة، حيث كانت الهندسة والطب تعتبر المسارات المهنية المفضلة والمقبولة على نطاق الأهل، وهذا جعل من الصعب إقناع عائلاتنا وأقاربنا بأهمية ريادة الأعمال وإمكاناتها الفعّالة، وكانت الأفكار التقليدية حول الأمن الوظيفى والاستقرار فى المهن التقليدية تشكل عائقاً أمامنا، وواجهنا ردود فعل سلبية من الأهل الذين لم يكن لديهم دراية كافية بمنظومة الشركات الناشئة والتحديات والفرص التى توفرها، وهذا الفكر السائد حول المهن التقليدية كان يشكل حاجزاً كبيراً لنا، مما زاد من صعوبة إقناعهم بمشروعنا الجديد”.
“سكولز” الناشئة لتوصيل الطلبة تستهدف نمواً سنويًا فى حجم أعمالها 200%
وتابع: “لكن بفضل إيماننا برؤيتنا وثقتنا فى قدراتنا نجحنا فى تجاوز هذه التحديات واستطعنا بمرور الوقت أن نثبت للأهل أهمية ريادة الأعمال وكيف يمكن أن تكون مجزية وناجحة، ومن خلال جهدنا المستمر والتزامنا بتحقيق رؤيتنا، وضعنا الأساس لنجاح Educatly، وأصبحنا قادرين على بناء شركة تساهم فى إحداث تغيير إيجابى فى مجال التعليم وتقديم حلول مبتكرة للطلاب حول العالم”.
وعن رؤيته بصفة عامة لنمو نشاط الشركات الناشئة فى مصر وهل تأثر بالتغيرات الاقتصادية التى أصابت العالم، أكد السنباطى أن الشركات الناشئة فى مصر أظهرت مستوى ملحوظا من المرونة والقابلية للتكيف، حتى فى ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، حيث تتميز ريادة الأعمال فى مصر بالنمو المستمر، مع تزايد الدعم من المستثمرين وحاضنات الأعمال، وهذا التوسع يعزز من ديناميكية جيل الشباب وسوق التكنولوجيا المتنامى.
وأضاف أنه بالرغم من تأثير التغيرات الاقتصادية العالمية على الشركات الناشئة، خصوصًا من حيث التمويل وظروف السوق، فإن العديد من الشركات المصرية الناشئة قد حولت هذه التحديات إلى فرص، ومن خلال الابتكار وتطوير استراتيجيات جديدة، تمكنت هذه الشركات من تلبية الاحتياجات المتزايدة فى السوق وتعديل أساليبها لتناسب الظروف الحالية.
وأشار السنباطى إلى أن التركيز على التكنولوجيا والحلول الرقمية ساهم فى تقليل الآثار السلبية لهذه التغيرات، مما يضع الشركات الناشئة المصرية فى موقع جيد للاستمرار فى النمو والنجاح.