تستهدف الحكومة تنفيذ مشروعات صوامع حديثة، وتوطين صناعة تخزين الغلال، ما يعد خطوة حيوية لضمان الأمن الغذائى، وتعزيز الاقتصاد الوطنى، وتوفير العملة الأجنبية.
قال رفقى كامل، المدير التنفيذى لشركة سامكريت، الشريك فى شركة فيروم مصر للصوامع والتخزين، إنَّ الشركة بصدد البدء فى تنفيذ 3 مشروعات لوزارة التموين والتجارة الداخلية، مشيراً إلى أن المشروعات تم إسنادها للشركة من جانب مجلس الوزراء بالأمر المباشر، وتشمل 3 صوامع بإجمالى سعة تخزينية 1.4 مليون طن بتكلفة أستثمارية 5 مليارات جنيه خلال 3 سنوات.
أضاف «رفقى» لـ«البورصة»، أن المشروعات الثلاثة تشمل صومعة شرق بورسيعد بسعة تخزينية 800 ألف طن، وصوامع حقلية بمحافظات الدلتا المنتجة للقمح سعة 400 ألف طن، وصومعة بتوشكى سعة 200 ألف طن.
ويأتى المشروع ضمن خطة شركة فيروم مصر للصوامع والتخزين لزيادة المساحات التخزينية الخاصة بالحبوب والغلال وتقليل الفاقد منها.
ويضم هيكل المساهمين شركة فيروم بحصة 50%، والشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين بحصة 12%، ونسبة مماثلة لشركة شرق بورسعيد للتنمية، و26% لشركة سامكريت.
وتابع أن الشركة تخطط لبناء مصنع للصوامع الحديثة، وفقاً لأعلى المعايير لتسهم فى تقليل الفاقد فى تخزين الحبوب باستثمارات 2.3 مليار جنيه ومنتج محلى بنسبة تصل إلى 60% خلال فترة تتراوح بين 3 و5 سنوات على مساحة 52 ألف متر مربع بالمنطقة الصناعية شرق بورسعيد وقدرة إنتاجية تصل إلى مليون طن.
وذكر أن الشركة لا تستهدف السوق المحلى فقط، وإنما تسعى للتصدير لأسواق أفريقيا والشرق الأوسط، والتوسع فى أوروبا فى المستقبل.
تم تأسيس شركة فيروم فى فبراير 2024 بنظام حق الانتفاع لمدة 50 عاماً، وسدد الشركاء 25% من رأس المال المصدر ليبلغ نصيب الشريك الأجنبى 50% من رأس المال تم سداده باليورو.
ويتم حالياً التفاوض مع عدة بنوك لتوفير جزء من التمويل اللازم للمشروع منها «سى أى بى»، و«مصر»، و«أبوظبى الأول».
وتجرى البنوك حالياً فحصاً نافياً للجهالة قبل التوصل للعرض النهائى للتمويل.
مصدر بالتموين: نستهدف 4.8 مليون طن سعات تخزينية بحلول 2027
من جانبه، قال مصدر بوزارة التموين والتجارة الداخلية لـ«البورصة»، إنَّ مصنع فيروم سيتم تدشينه فى قلب المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تحديداً فى منطقة شرق بورسعيد الصناعية التى تمتد على مساحة 16 مليون متر مربع، وتخضع لقانون المناطق الاقتصادية ذات الطبيعة الخاصة. ومن أهم مميزات وعوامل التمكين لتواجد المشروع بالمنطقة الصناعية شرق بورسعيد، الاستفادة بالحوافز الاستثمارية للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
أضاف المصدر، أن المشروع سيحصل على حزمة جاذبة من الحوافز المالية وغير المالية، بالإضافة لانخفاض تكاليف الشحن والنقل واللوجستيات والتوافق مع استراتيجية ورؤية شركة شرق بورسعيد للتنمية الرئيسية، لافتاً إلى أن قطعة الأرض المخصصة لمشروع الصوامع تقع بجوار مشروع الشركة الوطنية لصناعات السكك الحديدية (نيرك)، وهذا القرب يتيح فرصة للتكامل فى مجال الصناعات المعدنية.
“فيروم مصر” تفاوض 4 بنوك لاقتراض 1.8 مليار جنيه لتمويل صوامع بورسعيد
وذكر أن مشروع فيروم مصر له أهمية استراتيجية فى تعزيز ثقة المستثمرين الأجانب للاستثمار فى المنطقة الصناعية كونه أول شريك أجنبى واستثمار أجنبى مباشر بالمنطقة. ومن أهم عوامل التمكين لتواجد مشروع فيروم، توفير مكونات الصوامع الجديدة وقطع غيار الصوامع القائمة فى مصر.
وتابع أن المشروع سيسهم فى توطين الصناعة، وإعداد كوادر فنية تكون قادرة على تطوير الأداء، ومواكبة التطور التكنولوجى، وتوفير احتياجات الحكومة المصرية من مكونات الصوامع بالعملة المحلية، وتوفير فرص عمل جديدة تقدر بنحو 250 فرصة عمل مباشرة، ويهدف لتوفير خدمات الصيانة والمتابعة الفنية للصوامع الحالية والتى يتم إنشاؤها، بالإضافة لاستهداف نسبة من السوق الدولى لإنتاج مكونات الصوامع لخلق مصدر للعملة الأجنبية.
أشار المصدر إلى أنه نظراً إلى أهمية الأمن الغذائى والخسائر الناتجة عن الأساليب التقليدية للتخزين، وطبقاً لبرنامج الحكومة لتوفير مخزون استراتيجى من الحبوب يكفى 9 أشهر مخطط الوصول لنحو 3.4 مليون طن العام الحالى، والوصول لـ4.8 مليون طن بحلول عام 2027، كما من المستهدف الوصول لنحو 6 ملايين طن بنهاية عام 2030.
«السباعى»: المشروع يخفض بشكل كبير تكلفة استيراد السلع الغذائية
من جانبه، قال أحمد السباعى، المدير العام لمجموعة المصرية السويسرية للمكرونة والطحن والمركزات، إنَّ إقامة صوامع حديثة وتوطين صناعة تخزين الغلال فى مصر يعدان خطوة حيوية لضمان الأمن الغذائى وتعزيز الاقتصاد الوطنى.
وأوضح لـ«البورصة»، أن الاستثمار فى بناء صوامع متطورة فى مختلف المناطق يمكننا من تخزين كميات كبيرة من الغلال، ما يعزز قدرتنا على مواجهة الأزمات الاقتصادية، ويضمن توفر المواد الغذائية الأساسية لفترات أطول.
أشار «السباعى» إلى أهمية تشجيع الحكومة للقطاع الخاص لتوطين إقامة الصوامع، إذ سيساعد ذلك على تقليل الفاقد فى المحاصيل وتعزيز كفاءة التخزين، ما سينعكس إيجابياً على استقرار السوق وأسعار السلع.
وتابع: «تمكين القطاع الخاص من إدارة صوامعه ذات الثقة كمناطق جمركية خاصة سيعزز من قدرته التنافسية، ويسهم فى تسريع الإجراءات الجمركية، ما يؤدى إلى تحسين تدفق السلع وتقليل الازدحام فى الموانئ».
أضاف أن توطين صناعة الصوامع، يعزز قدرة التخزين فى البلاد، ويسهم بشكل كبير فى تخفيض تكلفة استيراد السلع الغذائية خلال الأزمات الخارجية والأوقات الحرجة، ويحقق فوائد اقتصادية مستدامة على المدى الطويل، ما يسهم فى استقرار السوق.
أكد «السباعى» توافر حوافز تشجيعية للشركات، مثل تسهيلات ائتمانية ودعم فنى وتقنى، بالإضافة إلى حوافز ضريبية، موضحاً أن هذه الخطوات ستساعد على جذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، ما يعزز من القدرة التنافسية للاقتصاد المصرى.
وقال وليد دياب، رئيس مجلس إدارة شركة الطحانون المصريون، إنَّ الشركات حالياً تعتمد على الصوامع المستوردة بنسبة 95%، لافتاً إلى أن توطين الصناعة المحلية يدعم توفير العملة الأجنية والاعتماد على المنتج المحلى، وبالتالى زيادة الاستثمارات فى القطاع.