فى السنوات الأخيرة، شهدت مصر تحولاً كبيراً فى البنية التحتية الاقتصادية، وتوسعت فى إنشاء عدد من الموانئ الجافة، والتى لا يقتصر دورها على تعزيز كفاءة النقل والشحن، بل تلعب دوراً محورياً فى دعم الصناعة وزيادة قدرتها التنافسية بالأسواق العالمية.
وتجهز وزارة النقل والصناعة مخططاً للوصول إلى 30 ميناءً جافاً ومنطقة لوجستية على مستوى الجمهورية، خلال الفترة المقبلة، فى محافظات ومدن بنى سويف (كوم أبوراضى)، السادات، برج العرب، دمياط الجديدة، الفيوم الجديدة، سوهاج الجديدة، شق التعبان، القنطرة شرق.
كما تستهدف إنشاء مناطق لوجستية فى، قسطل، أرقين، السلوم، الطور، رفح، العوجة، الحسنة، النقب، طابا، رأس سدر، بئر العبد، العاصمة الإدارية الجديدة، توشكى.
ووفقاً لمصادر بالهيئة العامة للموانئ البرية والجافة، تحدثت لـ«البورصة»، تعتزم وزارة النقل تدشين العديد من خطوط السكك الحديدية لربط الموانئ البحرية بالمناطق الصناعية والجافة، ما سيسهل استقبال الحاويات والإفراج عنها، وإنهاء الإجراءات داخل الميناء الجاف لتخفيف الضغط عن الموانئ البحرية.
وأشارت المصادر إلى أن مد خطوط السكك الحديدية للمناطق الصناعية سيسهم فى تسهيل عمليات التصدير من خلال ربطها بالموانئ البحرية، مطالبة بضرورة الترويج للموانئ الجافة والمناطق الصناعية بخطط تسويقية فعّالة لتشغيل هذه المناطق فور الانتهاء من التنفيذ.
قال مستثمرون لـ«البورصة»، إن الموانئ الجافة ساعدت المصانع على توفير مساحات إضافية للتخزين ونقل البضائع، ما أحدث فرقاً كبيراً فى تسريع الإنتاج وتخفيض تكاليف النقل.
قال رفقى كامل، مدير قطاع الأعمال بشركة سامكريت، إنَّ المناطق الصناعية تعد البوابة الجديدة لدخول الاستثمارات لقطاع الموانئ الجافة، خاصة مع إنشاء العديد من المصانع الجديدة التى ستعزز من عجلة الإنتاج وضخ الاستثمارات فى عدة قطاعات.
وأضاف أن الشركة تستهدف الحصول على أراضٍ من وزارة الصناعة لإقامة مناطق صناعية، متاخمة لميناء كوم أبوراضى الجاف فى بنى سويف، وهى تعمل حالياً على الانتهاء من الدراسات النهائية لتقديمها لوزارة الصناعة والنقل، هذه الدراسات تتضمن صناعات متنوعة تشمل التغليف والتخزين.
وأكد أن إنشاء الموانئ الجافة سيسهم فى تحسين التجارة الدولية من خلال توفير مراكز لتبادل البضائع بين الدول، ما يعزز حجم التجارة ويزيد من تنافسية السلع المصرية فى السوق العالمى.
وخصصت وزارة النقل 65 مليار جنيه لمشروعات الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة، تشمل إنشاء 9 موانئ برية، 10 موانئ جافة، و5 مناطق لوجستية بحلول عام 2030 لتعزيز التجارة مع السودان وليبيا والدول الأفريقية على طريق القاهرة كيب تاون.
وقال مصطفى عبدالحليم، مدير منطقة البغدادى الصناعية التابعة لمحافظة الأقصر، إنَّ إدارة المنطقة اقترحت على المحافظة إنشاء ميناء جاف لخدمة الصناع، بالإضافة إلى دوره فى جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية إلى المنطقة.
أضاف لـ«البورصة»، أن توفير الخدمات اللوجستية للصناع أحد أبرز الحوافز التشجيعية لتوطين الاستثمارات الأجنبية، خاصة فى محافظات الصعيد والتى من الممكن أن تكون القبلة الأولى للتصدير إلى دول أفريقيا على المدى القريب.
«شعبان»: الموانئ الجافة جاذبة للاستثمارات الأجنبية
قال محمد خميس شعبان، رئيس جمعية مستثمرى السادس من أكتوبر، إنَّ ميناء السادس من أكتوبر الجاف ساعد المستثمرين على تقليل التكاليف اللوجستية بشكل ملحوظ، وأسهم فى تسريع حركة البضائع، وتخفيف الضغط على الموانئ البحرية، ما سمح للشركات بزيادة كفاءتها التشغيلية.
أضاف أن الموانئ الجافة تعد عنصراً جاذباً للاستثمارات الأجنبية، وتعطى دفعة قوية لخطط التصدير، ما يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمى للصناعات والخدمات اللوجستية.
وميناء السادس من أكتوبر الجاف هو أول ميناء جاف فى مصر، وقد تم تنفيذه بشراكة بين الحكومة المصرية وتحالف شركات بقيادة «السويدى إليكتريك» بالتعاون مع شركات أوروبية.
وتم توقيع عقد التشغيل فى 2020 باستثمارات تُقدر بحوالى 176 مليون دولار. يسهم الميناء فى خدمة المنطقة الصناعية بـ6 أكتوبر والمناطق المجاورة، ما يعزز من تدفق البضائع بسرعة وكفاءة أكبر.
«عارف»: 5 آلاف مصنع فى «العاشر» تنتظر تشغيل الميناء لتسهيل الإفراجات
وقال سمير عارف، رئيس جمعية مستثمرى العاشر من رمضان، إنَّ ميناء العاشر من رمضان يعد خطوة فارقة لدعم القطاع الصناعى من خلال تقليل زمن وصول البضائع للموانئ التقليدية، ما يحسن التزام الشركات الصناعية بمواعيد التصدير، ويعزز سمعة المنتجات المصرية عالمياً.
أضاف أن الموانئ الجافة ليست مجرد مشروعات بنية تحتية، بل هى أدوات استراتيجية لتحفيز النمو الصناعى والتصديرى، وتدشين ميناء العاشر سيخدم أكثر من 5 آلاف مصنع على الأقل وينتظرون التشغيل لتسهيل الإجراءات الجمركية.