تراجعت شركة موانئ دبي العالمية عن قرارها بالانسحاب من قمة الاستثمار الحكومية البريطانية يوم الاثنين، وأعلنت عن استثمار بقيمة مليار جنيه إسترليني (1.3 مليار دولار) في ميناء لندن جيتواي التابع لها والذي سيخلق 400 فرصة عمل.
قال شخص مطلع على الخطط يوم السبت، إن سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة موانئ دبي العالمية، سيلتزم بالخطة الأصلية ليشارك في الحدث، بعد تهديدات يوم الجمعة بأنه سيلغي حضوره.
تحفظ مديرون تنفيذيون بشركة تشغيل الموانئ الواقع مقرها في دبي على تعليقات نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر ووزيرة النقل لويز هاي هذا الأسبوع بشأن حادث وقع في مارس 2022 يتعلق بشركة “بي آند أو فيريز” (P&O Ferries)، التي اشترتها موانئ دبي العالمية في 2019.
منذ الإعلان عن انسحاب موانئ دبي العالمية من المؤتمر في الساعة الحادية عشرة يوم الجمعة، تراجع رئيس الوزراء كير ستارمر عن بعض انتقادات الوزراء حول ممارسات التوظيف في شركة “بي آند أو”.
وفي بيان صدر يوم السبت، قال متحدث باسم موانئ دبي: “بعد مناقشات بناءة وإيجابية مع الحكومة، حصلنا على الوضوح الذي نحتاجه. ونحن نتطلع إلى المشاركة في القمة الدولية للاستثمار يوم الاثنين”.
تم الإعلان رسمياً عن الاستثمار، الذي وضعته موانئ دبي العالمية قيد المراجعة، يوم السبت في البيان.
يقع “لندن جيتواي” على بعد حوالي 30 ميلاً شرق وسط لندن، ويوجد به ثلاثة أرصفة للتعامل مع أكبر سفن الحاويات في العالم، ومن المقرر افتتاح رصيف رابع في غضون أسابيع. ومن شأن الاستثمار أن يضيف رصيفين آخرين، مما يزيد القدرة الاستيعابية 50% ويرفع إجمالي العمالة في موانئ دبي العالمية هناك إلى 1600 شخص من 1200 موظف.
ومن شأن التوسع في “لندن جيتواي” أن يضع المنشأة على مسار إزاحة “فليكستو” (Felixstowe) باعتبارها أكثر مرافق الحاويات ازدحاماً في المملكة المتحدة بحلول 2030. واستثمرت الشركة بالفعل ملياري جنيه إسترليني في الموقع منذ أن بدأت عملياتها قبل 11 عاماً.
خطة التوسعة الأخيرة، التي تخضع لموافقات البناء والموافقات البيئية، تتطلب استصلاح أراضي على طول نهر التايمز لإضافة رصيف خامس سيتم افتتاحه في غضون ثلاث سنوات تقريباً، ومحطة ثانية للسكك الحديدية ثم الرصيف السادس بعد ذلك.
قال إرنست شولز، الرئيس التنفيذي للموانئ والمحطات في المملكة المتحدة بشركة موانئ دبي العالمية: “عندما وصلت السفينة الأولى إلى هنا في 2013، كان هناك بالتأكيد الكثير من الطموح” وحتى بعض المشككين حول جدوى المشروع على المدى الطويل. وأضاف: “يمكنك أن ترى أن الأمر نجح على المدى الطويل” وأن هناك “رغبة في تنمية الأعمال الآن، وهناك حاجة لذلك”.
وفي مقابلة أجريت قبل الخلاف مع الوزراء، أضاف شولز: “لدينا ثقة كبيرة في اقتصاد المملكة المتحدة”.
تجدر الإشارة إلى أن معظم أحجام التعاملات في “لندن جيتواي” عبارة عن واردات، ويوجد مجمع لوجستي مجاور يمتلئ بنصف طاقته البالغة 10 ملايين قدم مربع من مساحات التخزين والتوزيع والتصنيع. تتراوح الشركات هناك من “دي إتش إل” و”يونايتد بارسل سيرفس” إلى شركة توريد المواد الغذائية “كومباني فروتير المملكة المتحدة” (Compagnie Fruitière UK)، التي تدير واحدة من أكبر مرافق إنضاج الموز في البلاد.
افتتحت موانئ دبي الميناء في 2013، مراهنة على رغبة الشركات في أن تكون عملياتها اللوجستية مجاورة لميناء عميق وسط توافر خطوط السكك الحديدية الداخلية. وهو ما يعد بديلاً عن التركز الكبير لمراكز التخزين والتوزيع -التي يطلق عليها اسم “المثلث الذهبي”- في منطقة ميدلاندز في المملكة المتحدة، حول برمنغهام.
“لندن جيتواي” هو موقع ميناء حر في المملكة المتحدة، والذي يمكّنه من تقديم حوافز ضريبية ودعم جمركي للشركات هناك.