يستهدف المعهد المصرفى المصرى التركيز على دعم الإدارات والقطاعات التى تعانى البنوك من ندرة فى الكوادر البشرية فيها، خاصة فى مجالات تكنولوجيا المعلومات وأمن المعلومات. وتواجه البنوك تحديات حقيقية فى هذه القطاعات، بالإضافة إلى استمرار توجه المعهد نحو إفريقيا للعمل على تلبية احتياجات البنوك الإفريقية، مما يعزز ريادة مصر فى هذا المجال.
قال عبد العزيز نصير، المدير التنفيذي، إن المعهد يقدم برنامجًا جديدًا تحت اسم “التدريب من أجل التوظيف فى قطاعات التكنولوجيا”، ويتم من خلاله الإعلان عن فرص تعيين فى البنوك بعد عملية اختبار دقيقة. ويتم تعيين المتدربين بعد تخرجهم، وفى بعض الأحيان، يتم تنظيم زيارات ميدانية للمتدربين داخل البنوك للتعرف على البيئة العملية.
وبحسب تقرير الاستقرار المالي، تم إطلاق مبادرة “الأمن السيبراني” فى القطاع المصرفى المصرى خلال الفترة من 2018 وحتى 2023، وتستهدف تدريب وتخريج عدد من الكوادر والمتخصصين فى مجال الأمن السيبرانى والبنوك العاملة داخل مصر، بالتعاون مع المعهد المصرفى المصرى وكبرى الشركات الدولية المتخصصة فى هذا المجال. وتم إطلاق العديد من الدورات التدريبية ضمن المبادرة خلال عام 2024.
وأضاف نصير أن التدريب على أمن المعلومات السيبرانى ينقسم إلى نوعين؛ الأول هو تدريب موجه لجميع العاملين فى البنوك، مثل موظفى خدمة العملاء، والخزانة، والالتزام وغيرهم. ويتضمن هذا التدريب برامج لرفع مستوى الوعى لدى الموظفين وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لحماية معلومات البنك من عمليات الاختراق والاحتيال. يشمل ذلك كيفية التعامل مع البريد الإلكترونى واكتشاف الرسائل الاحتيالية، بالإضافة إلى استخدام الأجهزة القابلة للإزالة بأمان مثل “فلاش ميموري”.
وتتضمن بعض الدورات اختبارات قبل وبعد التدريب لقياس مدى استفادة المتدرب من الدورة التدريبية، حيث يتم وضع سيناريوهات عملية مثل إرسال بريد إلكترونى احتيالى كجزء من الاختبار. ويتم إعادة التدريب لمن لا يجتاز الاختبار بنجاح.
وأوضح أن النوع الثانى من التدريب على الأمن السيبرانى موجه للمتخصصين العاملين فى إدارات أمن المعلومات. يتلقون تدريبًا فنيًا مكثفًا يشمل التصدى لعمليات اختراق افتراضية لتقييم جاهزية البنك لمنع الهجمات السيبرانية. يتضمن ذلك أيضًا إجراء تدريب على كيفية التعامل مع حالة الاختراق حال وقوعها، والتدريب على إجراء ضبط الأدلة الجنائية الإلكترونية لتحديد أسباب وقوع الهجمات السيبرانية واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتفادى تكرارها مستقبلاً.
وتناول تقرير الاستقرار المالى إطلاق أول أكاديمية رقمية “ديجيتال أكاديمى” فى مصر، بالتعاون مع مركز التمويل والتكنولوجيا وريادة الأعمال والمعهد المصرفى المصري، لصقل مهارات العاملين فى القطاع المصرفى المصرى فى مجال التكنولوجيا المالية والمجالات ذات الصلة.
اقرأ أيضا: المعهد المصرفى: تدريب 219.4 ألف مستفيد العام المالى الماضى
وتقدم الأكاديمية برامج تدريبية وأخرى أكاديمية تشمل مجالات متنوعة. وقد بدأت الأكاديمية أولى برامجها الإعلامية “برنامج الابتكار” للتدريب على الابتكار فى 2023، والبرنامج الثانى هو “الذكاء الاصطناعى التوليدى فى التمويل”، والذى بدأ خلال عام 2024.
ويساهم المعهد فى تنفيذ خطط التحول الرقمى عبر تقديم برامج تدريبية للرقمنة تغطى كافة جوانب العمل المصرفى وتستهدف جميع المستويات، سواء للخريجين الشباب أو المستويات الإدارية العليا.
وأضاف نصير أن البرامج التدريبية الخاصة بالاستدامة تحظى حاليًا بزخم كبير، إذ يحظى هذا التوجه بدعم من البنك المركزي. وكان العام الماضى من أكثر الأعوام التى شهدت إقبالًا على برامج الاستدامة، لذلك يوليها المعهد اهتمامًا شديدًا.
وأوضح أن هناك إقبالًا من البنوك على البرامج الخاصة بتدريب القيادات العليا والكوادر المصرفية. وفيما يتعلق بالشباب المعينين حديثًا بالبنوك، ذكر أن كل وظيفة تستلزم تدريبًا متخصصًا لتطوير أداء الموظف بها. وبالنسبة للموظفين الطموحين الذين يسعون للترقى إلى مناصب قيادية، فإن الأمر يتطلب اكتساب مهارات إضافية بجانب تحسين الأداء الوظيفى الحالي.
ونصح نصير شباب الموظفين الراغبين فى الترقى بالتركيز على البرامج المتعلقة بتنمية المهارات القيادية، والاهتمام بمهارات قيادة التغيير والتكيف مع المتغيرات، الأمر الذى يعزز من فرصهم لتولى مناصب قيادية مستقبلًا. لأن المرونة والقدرة على التأقلم والقدرة على العمل الجماعى تعتبر من أهم السمات والمهارات المطلوبة فى الوقت الحالي. لذا، فإن المهارات الشخصية قد تكون أكثر أهمية من المهارات الفنية فى فرص الترقى.
ولا يقتصر دور المعهد المصرفى على تدريب العاملين بالقطاع المصرفي، ولكنه يمتد لرفع مستوى الوعى بين أفراد المجتمع على اختلاف فئاتهم، من خلال دورات تدريبية عن كيفية التعامل مع البنوك، والتى استفاد منها عدد كبير من الأفراد.
50 ألف رائد أعمال استفادوا من المنصة الخاصة بريادة الأعمال فى 4 أشهر
وقال نصير إنه بعد إطلاق منصة ريادة الأعمال، استفاد منها أكثر من 50 ألف رائد أعمال خلال 4 أشهر. وتحتوى المنصة على 4 دورات أساسية تساعد رواد الأعمال على استمرارية ونمو شركاتهم، وهى دورة عن علاقة البنوك بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتخطيط المالي، ومراحل تنفيذ المشروعات الناشئة ونموذج الأعمال.
فيما يتعلق بشركات التكنولوجيا المالية، أشار نصير إلى وجود برامج مخصصة لهذه الشركات التى تُعتبر جزءًا من القطاع المصرفي. فضلاً عن التعاون أيضًا مع شركات التكنولوجيا فى تقديم برامج حول استخدام الذكاء الاصطناعى فى التمويل وأمن المعلومات. فضلاً عن أن المعهد يقدم كذلك دورات لشركات التمويل العقارى والتخصيم.
مذكرات تفاهم مع 9 جامعات للمساهمة فى إعداد الكوادر المدربة لسوق العمل
وتناول نصير جهود المعهد بالجامعات المصرية، إذ نظم زيارات لعدد 24 جامعة مصرية، وتم عقد 14 جلسة توعية حضرها 2857 طالبًا، ووقع مذكرات تفاهم مع 9 جامعات بهدف المساهمة فى تقديم أفضل الكوادر المدربة لسوق العمل عن طريق تبادل الخبرات والمشاركة فى إعداد الطلاب والخريجين الجدد بالمهارات والإمكانيات اللازمة لسوق العمل أو للبدء فى مشروعات ناجحة ومنتجة تفيد الاقتصاد القومي.
وشارك المعهد فى مؤتمرات للتوظيف، وعقد ثلاث مجموعات تفكير جماعى مع طلبة الجامعات حول التوجهات الجديدة للشباب، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل لتدريب الطلاب على مستقبل التوظيف.
وأضاف أنه تم عقد دورات ضمن برنامج “التدريب من أجل التوظيف” لطلاب الجامعات، حيث سجل 3354 طالبًا وحضر منهم 1846 بالفعل. وبعد تخرجهم، يتم إدراجهم فى قاعدة بيانات تتيح للبنوك الوصول إلى الكوادر التى تحتاجها بسهولة للتعيين فى المجال المصرفي.
وكان المعهد المصرفى المصرى أطلق مبادرة “عشان بكرة” خلال عام 2012 تحت رعاية البنك المركزى المصرى لتحسين قدرة الأفراد على إدارة الأموال، وفهم واستخدام الخدمات المالية المختلفة، وذلك من خلال نشر التثقيف المالى للمساهمة فى الوصول إلى الشمول المالي.
وأطلق المعهد منصة التثقيف المالي، الوجهة الأولى للحصول على محتوى تعليمى للشباب والكبار والأطفال ورواد الأعمال ومقدمى الخدمات المالية.