نفت شركات صناعة السيارات الصينية سعيها إلى “الإطاحة” بمصنعي السيارات التقليديين في أوروبا عبر تقديم سيارات كهربائية أرخص، وذلك في محاولة لتهدئة المخاوف لدى منافسيهم الأوروبيين بشأن توسعهم الدولي السريع.
وخلال مشاركتهم في معرض السيارات الذي يُقام كل عامين في باريس، أكد عدد من الشركات الصينية الرائدة مثل “إكس بنج” و”جي إيه سي” التزامها طويل الأمد بالسوق الأوروبية، وذلك وسط تصاعد التوترات التجارية بين بروكسل وبكين وتحذيرات من “غزو” صيني للسوق.
وقال براين جو، الرئيس المشارك لشركة “إكس بنج”، أثناء عرض الشركة لسيارة كهربائية مزودة بتكنولوجيا ذكاء اصطناعي متقدمة: “نحن شركة عمرها 10 سنوات، ولا نسعى للإطاحة بشركات تم تطويرها على مدار 100 عام”.
ونقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية عن جو قوله إن الشركة تهدف إلى تقديم سيارات كهربائية “فاخرة” في أوروبا، رغم أنها قد تفكر أيضًا في تقديم نماذج أصغر بأسعار معقولة.
وأضاف: “لا نرغب في المنافسة على أساس السعر، هذا ليس هدفنا”.
كما أشار إلى أن الشركة الصينية الناشئة “منفتحة على تعزيز التعاون مع فولكس واجن” بعد أن وقعت الشركتان هذا العام اتفاقية لتطوير سيارتين كهربائيتين.
وبالمثل، اتخذت شركة “جي إيه سي”، المملوكة للدولة في الصين والتي تسعى إلى دخول الأسواق الأوروبية، لهجة تصالحية بشأن الفوائد الاقتصادية لدخولها السوق الأوروبية، مؤكدة إمكانية العمل مع الموردين المحليين في المنطقة.
وقال المدير العام للشركة، فنج شينجيا: “عندما ندخل الأسواق الأوروبية، سنأتي بروح التعاون”، مشددًا على رغبة الشركة في التعاون مع شركاء في سلسلة الصناعة وتلبية احتياجات المستهلكين الأوروبيين.
تأتي هذه التصريحات من صُناع السيارات الصينيين، الذين شاركوا بقوة في معرض باريس، حيث تنافست تصاميمهم الكهربائية المتقدمة مع الطرز المحلية، وسط تزايد القلق السياسي بشأن المخاطر التي تهدد صناعة السيارات في أوروبا.
وقد اتفقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في أوائل أكتوبر على فرض رسوم جمركية تصل إلى 45% على السيارات الكهربائية الصينية في محاولة للحد من تقدمها.
كما أصدرت شركات التصنيع المحلية مثل “فولكس واجن” و”ستيلانتيس”، المصنعة لسيارات “بيجو” و”فيات”، سلسلة من التحذيرات بشأن الأرباح، مما آثار الشكوك حول مستقبل المصانع الأوروبية التي تواجه فائضًا في الإنتاج مع تراجع الطلب على السيارات.
ورغم هذه التحذيرات، كانت بعض تصريحات شركات السيارات الأوروبية عن منافسيها الصينيين أكثر تحفظًا، وذلك جزئيًا لرغبتها في التعاون مع بعض هذه الشركات لتعزيز قدراتها التكنولوجية.
وفي هذا السياق، أكد لوكا دي ميو، الرئيس التنفيذي لشركة “رينو” الفرنسية، مؤخرًا على عزمه التصدي لتقدم شركات السيارات الصينية، لكنه دعا أيضًا إلى تعزيز التعاون، خاصة في مجال سلاسل توريد البطاريات التي تتحكم فيها الشركات الصينية بمواد رئيسية.