تستهدف شركة أكاى التركية للملابس الجاهزة، ضخ استثمارات جديدة بحوالى 1.5 مليار جنيه بشكل تدريجى حتى نهاية عام 2030، وذلك ضمن استراتيجية الشركة التوسعية خلال الفترة المقبلة.
قال سامى سقالة، المدير العام لشركة أكاى التركية للملابس الجاهزة، إنَّ الشركة ستنشئ مصنعاً جديداً ضمن الخطة التوسعية داخل منطقة بورسعيد الحرة، لزيادة الطاقة الإنتاجية بنسبة 100% بهدف تلبية احتياجات الأسواق الخارجية.
أضاف لـ«البورصة»، أن الشركة تصدر إجمالى طاقتها الإنتاجية إلى عدد من الدول من بينها «ألمانيا، وأمريكا، وكندا، واليابان، والصين، وروسيا»، ونستهدف التوسع فى السوق الآسيوى بفضل جودتنا المرتفعة وسعرنا المنافس.
أشار إلى أن «أكاى» تسعى للوصول بصادراتها إلى 50 مليون دولار بنهاية عام 2026، مقابل 35 مليون دولار صادرات متوقعة بنهاية العام الجارى.
أشار إلى أن أبرز عملاء الشركة فى الأسواق الخارجية هى العلامات التجارية «هوجو بوس» Hugo Buss براند ألمانى، و«مافي» Mavi Jeans براند تركى، و«سيفين» براند أمريكى.
وأسست الشركة مصنعها كمنطقة حرة خاصة فى المنطقة الصناعية بمحافظة بورسعيد عام 2007 باستثمار مصرى تركى بالشراكة مع العلامة التجارية التركية الشهيرة «مافي» التى تمتلك 70% من الشركة، وبلغت مساحة المصنع بداية إنشائه 9 آلاف متر مربع.
اقرأ أيضا: 5 شركات تركية تخطط للاستثمار بقطاع الملابس فى القنطرة غرب الصناعية
تزايد الطلب على منتجات «أكاى» فى الأسواق العالمية، دفعها إلى مضاعفة مساحة المصنع إلى 18 ألف متر مربع حالياً وإضافة خطوط إنتاج جديدة، ويقدر حجم الاستثمارات الحالية بحوالى 35 مليون دولار، وفقاً لمدير عام الشركة.
وأرجع «سقالة»، نجاح الشركات التركية العاملة بقطاع المنسوجات فى السوق المصرى، خلال السنوات الماضية، إلى انخفاض تكلفة الأيدى العاملة، والكفاءة الإنتاجية العالية للعامل، مقارنة بنظيره التركى.
أوضح أن المصنع يعمل به حالياً 1500 عامل من محافظات بورسعيد، الإسماعيلية، والدقهلية، ومن المتوقع أن يصل إجمالى العاملة إلى ألفى عامل، خلال العام المقبل، بدعم من التوسعات المرتقب تشغيلها بداية 2025.
نوه بأن الملابس الجاهزة المصرية لديها تاريخ طويل فى الأسواق الخارجية؛ لأنها ذات جودة عالية، ما جعل مصر واحدة من أهم مصادر الملابس فى أوروبا وأمريكا.
وسجلت صادرات قطاع الملابس الجاهزة حوالى 1.55 مليار دولار، خلال الفترة من يناير حتى يوليو 2024، مقارنة بـ1.30 مليار دولار فى الفترة نفسها من 2023 بنسبة ارتفاع 20%، وفقاً للمجلس التصديرى للقطاع.
ونمت صادرات الملابس إلى دول الاتحاد الأوروبى بنسبة 29%، وتُعد ثانى أكبر سوق أمام الملابس الجاهزة المصرية لتسجل 363 مليون دولار بالفترة من يناير حتى يوليو 2024، مقابل 281 مليون دولار فى الفترة نفسها من عام 2023.
تحسن العلاقات المصرية التركية يفتح المجال لشراكات اقتصادية جديدة
لفت إلى أن الحكومتين المصرية والتركية تتعاونان بشكل قوى لتسهيل تبادل المنتجات والمواد الخام، الأمر الذى ساعد على تحسن أوضاع الشركات التركية فى السوق المصرى، وجعل مصر قِبلة المستثمرين الأتراك الراغبين فى إقامة مشروعات نسيجية فى القاهرة.
أشار إلى أن تحسن العلاقات المصرية التركية مؤخراً يعزز من التنسيق بين الحكومتين لإزالة العقبات أمام المستثمرين الأتراك فى مصر، كما يفتح المجال لشراكات اقتصادية جديدة ومشاريع مستقبلية تسهم فى نمو اقتصاد البلدين.
ووصل عدد الشركات التركية العاملة فى السوق المصرى إلى حوالى 790 شركة، بإجمالى استثمارات تقدر بحوالى 2.5 مليار دولار.
وتعمل الشركات فى قطاعات مختلفة أبرزها المنسوجات والملابس الجاهزة، وتوفر فرص عمل لحوالى 50 ألف عامل، وفقاً لوزارة الصناعة والنقل.
انخفاض تكاليف الإنتاج واتفاقيات التصدير جعلا مصر وجهة مفضلة للشركات
لفت إلى أن الموقع الجغرافى لمصر والذى يربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا، يسهل عمليات التصدير إلى الأسواق العالمية بتكلفة نقل أقل مقارنة بدول عربية وأوروبية.
تابع أن ضمن المزايا التى تكتسبها الشركة للتصدير للخارج تكمن فى أن مصر تدخل فى مجموعة من الاتفاقيات التجارية مثل اتفاقية «الكوميسا»، بالإضافة إلى اتفاقيات تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي، ما يعفى الصادرات من الجمارك، ويعزز تنافسية المنتجات خارجياً.
استطرد: بفضل انخفاض تكاليف الإنتاج واتفاقيات التصدير المعفاة من الجمارك، تتمتع المنتجات المصرية بقدرة تنافسية عالية فى الأسواق العالمية، وهذا الأمر يجعل مصر وجهة مفضلة للشركات التى تسعى إلى إنتاج ملابس جاهزة عالية الجودة بأسعار تنافسية.
وأرجع سبب نمو صادرات الملابس الجاهزة إلى الأسواق الخارجية لاستثمار الشركات المصرية المصدرة مؤخراً فى تحسين تقنياتها الإنتاجية وزيادة الكفاءة، ما يعزز من قدرتها على المنافسة فى الأسواق العالمية، خاصة فى الملابس ذات المواصفات العالية والمنتجات البيئية المستدامة التى أصبحت مطلوبة بشدة فى الخارج.
أوضح أن تطبيق معايير الاستدامة، من خلال استخدام الأقمشة الطبيعية مثل القطن العضوى أو المواد المعاد تدويرها فى تصنيع الملابس، لدورها فى تقليل استهلاك الموارد الطبيعية والتلوث الناتج عن عمليات التصنيع.
ووفقاً لتقارير عالمية، فإنَّ استخدام القطن العضوى يوفر مياهاً أكثر بنسبة 91%، مقارنة بالقطن التقليدي.
أوضح «سقالة» أن المصانع يمكنها تقليل الانبعاثات الكربونية من خلال الاعتماد على مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية أو الرياح، بالإضافة إلى تبنى تقنيات إنتاج ذكية مثل إعادة تدوير المياه فى عمليات الصباغة، واستخدام تقنيات التصنيع بدون نفايات.
وتشترط دول أوروبا المستوردة للملابس الجاهزة توافر شهادات تفيد بالتزام الشركة بالمعايير البيئية مثل شهادتى «Oeko-Tex» و«GOTS».