تتوقع الأسواق أن يواصل البنك المركزي التركي توقفه المؤقت عن تغيير أسعار الفائدة للشهر السابع على التوالي بعدما جاءت بيانات التضخم لشهر سبتمبر أعلى من المتوقع.
وفقاً لمعظم الاقتصاديين الذين استطلعت آراءهم “بلومبرج”، فإن لجنة السياسة النقدية برئاسة المحافظ فاتح كاراهان ستبقي على أسعار الفائدة عند 50% اليوم الخميس، ولم يخالف ذلك سوى اقتصادي واحد يتوقع خفضاً للفائدة بمقدار 250 نقطة أساس.
خففت لجنة السياسة النقدية لهجتها بشأن احتمال خفض سعر الفائدة الشهر الماضي، متوقعة تحسناً في تضخم أسعار الخدمات في الربع الأخير من العام. ودفع ذلك الاقتصاديين إلى اقتراح إمكانية أن يحدث خفض للفائدة في نوفمبر، لكن البيانات التي جاءت أسوأ من المتوقع أدت إلى مراجعة الموعد المتوقع إلى شهر يناير.
معايير البنك المركزي التركي
ينظر البنك المركزي إلى معيارين رئيسيين عند التفكير فيما إذا كانت تركيا مستعدة لخفض أسعار الفائدة أم لا، وهما: حدوث انخفاض مستمر في نمو الأسعار شهرياً، وتحسن في توقعات التضخم من قبل الشركات والأسر. ويقول محافظ البنك المركزي إن هناك “مسافة ينبغي أن نقطعها” على كلا المعيارين.
قال إريك مايرسون، كبير محللي الأسواق الناشئة في شركة “إس إي بي إيه بي” (SEB AB): “لا ننصح بتوجيه رسالة مفرطة في التيسير وسط استمرار ضغوط التضخم وحالة الشك والغموض العالمية المحتملة”. وأضاف أن كلاً من الانتخابات الأمريكية القادمة والصراع المستمر في الشرق الأوسط يتسببان في تلك الحالة من الغموض والشك. وأضاف: “من المفيد أيضاً لو أن البنك المركزي التركي شرح بمزيد من التفصيل كيف ينوي تحديد وتيرة خفض أسعار الفائدة”.
ظل مؤشر البنك المركزي المفضل للتضخم الشهري المعدل موسمياً عالقاً حول مستوى 3%. وقال نائب المحافظ، جودت أكجاي، لمجلة الإيكونوميست الأسبوع الماضي إن البنك سيظل “متشدداً حتى ينخفض الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري إلى مستوى مستدام”.
وافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إعادة هيكلة السياسة الاقتصادية العام الماضي، لكن المستثمرين لا يستطيعون التخلص من مخاوفهم بشأن المدة التي سيسمح فيها بأن تظل أسعار الفائدة مرتفعة إلى هذا الحد، في ضوء تاريخه في تفضيل استراتيجية النمو بأي ثمن.
على الرغم من أن الضغوط الأساسية تبرر الإبقاء على أسعار الفائدة عند 50% طوال بقية العام، قال إريك مايرسون إن خفض سعر الفائدة قد يحدث قبل نهاية عام 2024 بسبب “الضغوط السياسية الضمنية”.