تمكنت البطاطا الحلوة المصرية من غزو الأسواق الأوروبية ومنافسة البطاطا الأمريكية هناك، بدعم من جودتها وأسعارها التنافسية.
قال أحمد شاهين، رئيس مجلس إدارة شركة الشاهين لتصدير الحاصلات الزراعية، إن البطاطا الحلوة المصرية تمتاز بسمعة جيدة جداً فى الأسواق التصديرية، خاصة دول الاتحاد الأوروبى مثل فرنسا وإيطاليا وإنجلترا وكرواتيا والسويد.
أضاف لـ«البورصة»، أن الشركة تستهدف الوصول بصادراتها من البطاطا الحلوة لنحو 10 آلاف طن بنهاية الموسم التصديرى الحالى، من خلال محطتى تصدير تمتلكهما الشركة.
أوضح أن الشركة تستهدف دخول الأسواق الأفريقية، بجانب صربيا وجورجيا والمجر وكندا وغيرها خلال الفترة المقبلة، مضيفاً أن الموسم التصديرى الحالى ليس بقوة المواسم الماضية؛ بسبب تشبع بعض الدول من البطاطا المصرية، ما أدى إلى هبوط أسعارها فى تلك الأسواق.
أشار «شاهين»، إلى أن تسرع المزارعين فى حصاد المحصول قبل استيفاء فترة نضج الثمرة بشكل كامل، بجانب انقضاض الشركات المصدرة على شراء المحصول قبل نموه بهدف تصدير كميات أكبر إلى الخارج، أثرا على الأسواق الخارجية، وتكدسها بالبطاطا خلال الفترة الحالية والتى تعد ذروة الموسم التصديرى.
وطالب المزارعين بمنح المحصول الجديد فترة النضج الطبيعية التى يحتاجها لنمو الثمرة خلال الموسم المقبل، وذلك للحفاظ على تنافسية المنتج بالأسواق الخارجية، والحفاظ على التواجد بقوة داخل هذه الأسواق.
وتجاوزت صادرات مصر الزراعية 6.9 مليون طن خلال الفترة من الأول من يناير الماضى وحتى 16 أكتوبر الجارى، بقيمة نحو 4.37 مليار دولار، بزيادة 980 مليون دولار، وأكثر من 574 ألف طن عن الفترة نفسها من العام الماضى، احتلت البطاطا المركز السادس فى الصادرات الزراعية بإجمالى كميات 153 ألفاً و736 طناً، وفقاً لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى.
«عاطف»: هولندا من أبرز المشترين.. تليها فرنسا وألمانيا
وقال محمد عاطف، أحد مصدرى البطاطا، إن البطاطا الحلوة المصرية تنافس الأمريكية على الأراضى الأوروبية، بكل قوة منذ بداية الموسم التصديرى الحالى، بسبب جودتها وسعرها المنافس لنظيرتها الأمريكية.
أضاف لـ«البورصة»، أن الولايات المتحدة من أبرز الدول المنافسة لمصر فى سوق البطاطا الحلوة داخل الأسواق الأوربية، رغم اختلاف مواسم التصدير بين الدولتين للأسواق الأوروبية.
ويمتد الموسم الرئيسى لإمدادات البطاطا الحلوة من مصر بين أغسطس ويناير من كل عام، والذى يتزامن مع أدنى مستوى للواردات من الولايات المتحدة الأمريكية.
ولفت إلى أن الطلب المرتفع من قبل الأسواق الأوربية مع بداية الموسم الحالى، عزز من انتشارها داخل تلك الأسواق، ومهد ذلك لتحطيمها أرقاماً قياسية داخل هذه الأسواق.
أوضح «عاطف»، أن هولندا من أبرز المشترين للبطاطا المصرية فى دول الاتحاد الأوروبى، تليها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وغيرها من الأسواق الواعدة المستقطبة لهذا المحصول.
شركات «البطاطا الحلوة» تتوسع فى التخزين بغرض التصدير
وتصدرت البطاطا الحلوة قائمة الخضراوات المصرية المصدرة بواقع 11 ألف طن، تليها الفاصوليا بأنواعها بإجمالى 10 آلاف طن، ثم خضراوات مشكلة بإجمالى 8 آلاف طن، وفقاً لتقرير هيئة سلامة الغذاء وبلغ إجمالى عدد أصناف الخضراوات المصدرة 55 صنفاً بنحو 40 ألف طن.
اوستوردت دول الاتحاد الأوروبى 63 ألف طن من البطاطا الحلوة من مصر خلال أول 5 أشهر من السنة المالية (2023/ 2024)، ما يزيد بنسبة 50% على الفترة نفسها من الموسم السابق، وفقاً لموقع «East Fruit».
وجاءت أكبر الدول العربية المنتجة للبطاطا لعام 2022، هى مصر بإجمالى كمية 6.15 مليون طن، والجزائر بنحو 4.3 مليون طن، والمغرب بنحو 1.76 مليون طن، تليها لبنان بنحو 676 ألف طن، والسعودية بنحو 605 آلاف طن، وسوريا بنحو 557 ألف طن، والسودان بنحو 520 ألف طن، وتونس بنحو 400 ألف طن، واليمن بنحو 336 ألف طن، ليبيا بنحو321 ألف طن، وفقاً لمنظة «الفاو» التابعة للأمم المتحدة الأمريكية.
فى المقابل، قال مصدر بإحدى شركات التصدير، إن تدافع المزارعين على زراعة البطاطا الحلوة العام الحالي، أدى إلى تضاعف المساحات المنزرعة، ومن ثم زيادة المعروض منها، ما أثر على تراجع الأسعار بشكل كبير مقارنة ببداية الموسم.
أضاف، أن تشبع العديد من الأسواق التصديرية منذ بداية الموسم، أدى إلى انخفاض السعر بالسوق المحلى، ليصل لأقل من تكلفة زراعتها ما أدى إلى تخلص المزارعين منها كأعلاف للماشية، إذ وصل سعر الكيلو إلى 3 جنيهات بدلاً من 10 جنيهات بداية الموسم، متوقعاً أن تتحرك أسعارها صعوداً خلال الفترة المقبلة.