انخفضت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية بعد تحذيرات مصرف “جولدمان ساكس” من احتمال حدوث ضغوط هبوطية تهدد الأسعار التي ارتفعت مؤخراً إلى أعلى مستوياتها هذا العام.
هبطت العقود المستقبلية القياسية بنحو 2.7% في بداية التداولات اليوم الأربعاء، حيث يتوقع محللو البنك أن الأسعار قد تنخفض إلى النصف تقريباً من مستوياتها الحالية إذا استمر تدفق الغاز الروسي إلى السوق بشكل أكبر من المتوقع.
أوضحت المحللة سامانثا دارت في مذكرة بحثية أن السيناريو الأساسي لـ”جولدمان ساكس” يفترض توقف تدفق الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب الأوكرانية بمجرد انتهاء اتفاقية العبور الحالية بين البلدين في نهاية هذا العام.
وأشارت إلى أن “أي تغيير في الوضع الراهن قد يؤدي إلى زيادة الإمدادات الروسية عن التوقعات، مما قد يدفع بأسعار الغاز العالمية نحو الهبوط”.
اتفاقية الغاز وتأثيرها على الأسعار
شهدت السوق رد فعل سريع بعد ورود أنباء عن احتمال التوصل إلى اتفاق في سبتمبر الماضي، حيث تراجعت الأسعار مؤقتاً بنحو 9.1% إثر تقرير إعلامي حول محادثات لنقل الغاز الأذربيجاني عبر الأنابيب الأوكرانية. ومع ذلك، لم يجر التوصل إلى اتفاق حول هذا الأمر حتى الآن.
وأضافت دارت أن الأسعار قد تنخفض أكثر إذا سُمح لروسيا بتوريد كميات محدودة من الغاز الطبيعي المسال من منشأتها الجديدة “أركتيك إل إن جي 2” (Arctic LNG 2) التي تخضع لعقوبات أمريكية. وأوضحت أن هذه السيناريوهات قد تدفع أسعار الغاز للهبوط إلى مستوى منخفض عند متوسط 20 يورو لكل ميغاواط في الساعة، مما يجعلها تنافس فحم الليغنيت في توليد الكهرباء.
مخزونات الغاز الأوروبية
وصلت معدلات ملء مرافق تخزين الغاز في أوروبا إلى 95%، مع تراجع الحاجة للتدفئة بسبب الطقس المعتدل بشكل غير مسبوق. كما تساهم مستويات إنتاج الطاقة المتجددة المرتفعة في الحد من استهلاك الغاز، فيما تقل واردات الغاز الطبيعي المسال عن مستويات العام الماضي.
شهدت الأسعار ضغوطاً هبوطية إضافية هذا الأسبوع مع تراجع حدة التوترات في الشرق الأوسط، رغم أن المتداولين لا يزالون في حالة ترقب لأي اضطرابات محتملة.
انخفضت العقود المستقبلية لأقرب شهر في سوق الغاز الهولندية، وهي المؤشر القياسي للغاز في أوروبا، بنسبة 2.3% إلى 41.90 يورو لكل ميغاواط في الساعة عند 8:43 صباحاً بتوقيت أمستردام، بعدما بلغت الأسعار أعلى مستوياتها منذ ديسمبر يوم الثلاثاء.