كشف المهندس عبداللطيف عبدالمنعم، رئيس شركة «ثرى أيه إنترناشيونال» التى تتولى إدارة وتشغيل قطاع نقل البضائع عبر السكك الحديدية بالشراكة مع شركة «الغرابلى» منذ نحو 11 شهراً، أن تحالف «جى ثرى أيه» (G3A)، الذى يضم الشركتين، يستهدف تحقيق إيرادات سنوية تصل إلى 720 مليون جنيه.
وأوضح «عبدالمنعم»، فى حواره مع «البورصة»، أن زيادة الإيرادات مرتبطة باستلام جميع الأصول المتفق عليها مع هيئة السكك الحديدية عند توقيع العقد، مشيراً إلى أن الشركة لا تزال فى مرحلة استلام أصولها من الهيئة، بما فى ذلك الساحات. وأضاف أن هذه المرحلة سيتبعها وضع خطة طويلة الأجل لتطوير قطاع نقل البضائع.
وأشار إلى أن التحالف قام بتأسيس شركة «جى ثرى أيه للنقل متعدد الوسائط» لإدارة وتشغيل القطاع، مبيناً أن الشركة الجديدة تسلَّمت حتى الآن حوالى 73 جراراً و2657 عربة بضائع متعددة الأغراض من الهيئة، وذلك ضمن تسهيلات اتفاق إدارة أصول قطاع البضائع.
وأكد «عبدالمنعم»، أن التحالف يعتزم ضخ استثمارات بقيمة 600 مليون جنيه فى قطاع البضائع خلال السنوات الخمس المقبلة، بهدف إنشاء 13 محطة تبادلية لنقل البضائع من القطارات إلى عربات النقل، وصولاً للعملاء، إلى جانب شراء أوناش لتسهيل عملية نقل البضائع.
وأضاف أن التحالف يستهدف نقل أكثر من 7 ملايين طن من البضائع عبر خطوط السكك الحديدية خلال 2025، مقارنةً بمتوسط 4 ملايين طن كانت هيئة السكك الحديدية تنقلها سنوياً، كما يسعى التحالف إلى تحقيق هدف نقل 15 مليون طن بحلول 2026، مشيراً إلى أن أول رحلة نقل حاويات عبر السكة الحديد من الإسكندرية إلى ميناء دمياط انطلقت فى نوفمبر 2023.
وعن خطط التوسع، قال «عبدالمنعم»، إنَّ زيادة أسطول الشركة من العربات والجرارات تعتمد على حجم الطلب من العملاء، مؤكداً أن أى توسع فى الأسطول يخضع لدراسة شاملة للسوق، بهدف تحديد السلع ذات الطلب العالى للنقل عبر السكك الحديدية.
دراسة زيادة تعريفة النقل بنسبة 15% بسبب ارتفاع أسعار السولار
وذكر أن تحالف «الغرابلى ـ ثرى أيه إنترناشيونال» للنقل والخدمات اللوجستية يدرس تعديل تعريفة نقل البضائع عبر السكك الحديدية بنسبة 15%، وذلك فى أعقاب ارتفاع سعر السولار إلى 13.5 جنيه، بدلاً من 11.50 جنيه.
وأشار إلى أن قطاع نقل البضائع يستهلك سنوياً حوالى 18 مليون لتر من السولار بتكلفة 207 ملايين جنيه، إضافةً إلى زيوت المحركات التى تُقدر تكلفتها بـ60 مليون جنيه سنوياً، مشيراً إلى أن التحديات الحالية تتعلق بارتفاع تكاليف التشغيل ومستلزمات الإنتاج فى هذا القطاع.
وأضاف «عبدالمنعم»، أن الشركة تتابع مؤشرات السوق، وتراقب تعريفة النقل البرى الجديدة فى محافظات دمياط، بورسعيد، الإسكندرية، السويس، والقاهرة، باعتبارها من أكثر المحافظات نشاطاً فى مجال النقل البحرى.
وأوضح أن تعريفة النقل تتأثر بسعر الوقود الذى يمثل 60% من تكاليف التشغيل، بينما يشكل باقى المدخلات نسبة 40%، وتشمل الصيانة والأجور والزيوت.
وأشار إلى أن قطاع نقل البضائع بالسكك الحديدية يُعد أقل تكلفة مقارنةً بالشحن البرى، ما يجعله خياراً جاذباً للمستوردين؛ حيث يعمل التحالف على إبرام تعاقدات مع عدة جهات لنقل شحنات متنوعة مثل الغلال والفحم والأحجار.
ولفت إلى أن التحالف يراجع تكاليف التشغيل بصورة دورية، وأجَّل تطبيق زيادة تعريفة النقل فى شهرى مارس ويوليو الماضيين، بعد رفع أسعار الوقود؛ حرصاً على العملاء الحاليين، وجذب عملاء جدد.
وأشار إلى أن تكاليف التشغيل ارتفعت بنسبة 17%؛ بسبب الزيادة فى أسعار السولار، وبنسبة 15% فى أسعار الزيوت، لافتاً إلى أن الجرار الواحد يستهلك حوالى 4 لترات من السولار لكل كيلومتر، وذلك حسب سرعة الجرار والمسافة المقطوعة.
فى سياق متصل، أشاد «عبدالمنعم» بعبور أول قطار لنقل حاويات الترانزيت، المكوّن من 25 حاوية، من ساحة شركة الإسكندرية لتداول الحاويات بميناء الدخيلة إلى ميناء شرق بورسعيد عبر المحطة التبادلية بالكيلو 8 فى وصلة «بالوظة – شرق بورسعيد»، مشيراً إلى أن هذه الرحلة تُعد الأولى المنتظمة لنقل البضائع من الإسكندرية إلى وسط سيناء.
وأوضح أن التحالف يعمل، حالياً، على تجهيز المحطة التبادلية لتفريغ الحاويات على شاحنات للوصول إلى ميناء شرق بورسعيد الذى يبعد نحو 25 كيلومتراً، وذلك لحين استكمال مسار الخط داخله، وهو المشروع الذى تسعى هيئة السكك الحديدية إلى تنفيذه فى الفترة المقبلة.
وأضاف أن التحالف يوفر رحلة يومية لنقل الحاويات من شرق بورسعيد إلى موانئ الإسكندرية ودمياط والسخنة والأدبية، ويطالب هيئة السكك الحديدية باستكمال الخط القومى (الفردان بئر العبد) لدعم ميناء شرق بورسعيد وجذب الخطوط الملاحية العالمية.
وأشار إلى أن «ميرسك» من الشركات الملاحية التى تستخدم ميناء شرق بورسعيد بانتظام؛ حيث تنخفض تكلفة نقل الحاويات عبر السكك الحديدية بنسبة 40%، مقارنةً بالشاحنات التى تصل تكلفة نقل الحاوية الواحدة عبرها إلى 20 ألف جنيه.
اقرأ أيضا: بدء تحصيل حق انتفاع قطاع البضائع بالسكك الحديدية بقيمة 300 مليون جنيه
وأكد «عبدالمنعم»، أن الشركة تركز، حالياً، على الرحلات ذات المسافات القصيرة لنقل البضائع؛ حيث تتسبب الرحلات الطويلة فى استهلاك إضافى للجرارات والوقت، على الرغم من تحقيق عوائد جيدة.
وأشار إلى أن التحالف بدأ فى تسديد حق الانتفاع السنوى بقيمة 300 مليون جنيه لصالح هيئة السكك الحديدية، وبدأ بتوريد 150 مليون جنيه على دفعتين، مقابل الانتفاع بأصول قطاع البضائع. وذكر أن الاتفاق مع الهيئة يشمل دفع 300 مليون جنيه سنوياً، 175 مليون جنيه منها مقابل الوحدات المتحركة (العربات والجرارات)، و125 مليون جنيه مقابل تأجير المسارات.
«عبدالمنعم» أكد أن تحالف «جى ثرى أيه» ملتزم بالعقد المبرم مع الهيئة القومية للسكك الحديدية، الذى يمتد لمدة 15 عاماً، ويشمل تنفيذ الصيانة الكاملة للعربات والجرارات التى سيتسلّمها التحالف، بإجمالى 2900 عربة و75 جراراً.
وأوضح أن التحالف يعتمد فى تقديم خدماته على شبكة خطوط تحتوى على 158 محطة ومجموعة من الساحات، تمتد على طول مسارات الشحن.
وأضاف أن شبكة التحالف تشمل مسارات رئيسية، مثل خط التبين ـ الإسكندرية ـ الدخيلة بطول 123 كيلومتراً، وخط الواحات البحرية ـ التبين بطول 350 كيلومتراً، وخط ميناءى السخنة والأدبية بطول 55 كيلومتراً، بالإضافة إلى وصلة برج العرب الجديدة من خط الإسكندرية ـ مطروح بطول 13 كيلومتراً.
تجدر الإشارة إلى أن خطوط البضائع تشمل نحو 11 صومعة غلال، تخدمها شبكة السكك الحديدية، بالإضافة إلى مصانع السكر والصناعات التكاملية، وعدد من مصانع الأسمنت ومواقع إنتاج البتروكيماويات، ما يجعل قطاع السكك الحديدية عنصراً حيوياً فى منظومة النقل التجارى فى مصر.