وجه المتعاملون فى السوق المصرية اتهامات نحو التقارير الفنية بعد واقعة إحدى مراكز البحوث التى تعارض توقعاتها مع اتجاه السوق.
وشهد مؤشر البورصة الرئيسي انخفاضًا بنحو 3% بنهاية تعاملات الشهر الماضي.
وقال ياسر المصرى، العضو المنتدب بشركة العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية، إنه من المهم التفرقة بين توصية صادرة من وحدة بحثية مرخصة من الهيئة العامة للرقابة المالية، ونوع آخر من التوصيات مجهولة المصدر أو معلومة المصدر لكنه غير مؤهل.
وأشار إلى أنه من الطبيعى أن يحدث نسبة خطأ،ولكن المؤهلين عادة لاتتجاوز نسبة خطأهم نحو 10%، مؤكدًا أن اتهام المتعاملين بالسوق للتحليل الفنى بأنه وراء التراجعات أمر غير منطقى.
وأضاف أنه لابد من التفرقة بين الاشاعة والتوصية، مشيرًا إلى أن التأثير علي السوق في النوعين قوي خاصة عندما لا يتسم السوق بالعمق وأحجام تداول صغيرة نسبيًا.
ولفت إلى أنه تم تحذير المستثمرين كثيرا من أخطاء المحللين وأن التوصيات الفنية احتمالية أن تصيب وتخطئ، موضحًا أن أغلب الشركات تنوه إلى ذلك في التقارير ولكن لا أحد من المستثمرين يهتم، والكل في جميع الأحوال معرض للخطأ والتأثير الأكبر عادة ما يكون للشائعات أكثر منه للتقارير الفنية.
وقالت رانيا يعقوب، العضو المنتدب بشركة ثرى واى لتداول الأوراق المالية، إن عمليات جنى الأرباح بعد حدوث حالة من التشبع الشرائى واختراق منطقة المقاومة الهامة 30 ألف نقطة، مع تزايد معدلات التعامل الهامشى أمور طبيعية.
وتابعت أن من يتهم الرؤى الفنية بالتقصير أو تضليل السوق، يحاولون مداواة تقصيرهم، حيث كان من المفترض مع هذه التراجعات لابد من ظهور جنى أرباح جزئى والدخول مرة أخرى فى الأسهم.
وذكرت يعقوب، أنه ليس من الطبيعى أن يستطيع أى شخص إصدار هذه التقارير والتوصيات دون الحصول على شهادات فى هذا العلم، أو يعمل فى إحدى شركات الأوراق المالية، بالإضافة إلى اجتيازه اختبارات هيئة الرقابة المالية والذى أصبح ملزما.
وأوضحت أن هناك فوضى فى التحليل الفنى، مع انتشار مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، مشيرة إلى أن هذه الفوضى يجب تجريمها لمنع التلاعبات فى سوق المال.
وأضاف باسم أبوغنيمة، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، أنه من الطبيعى أن تختلف الرؤى الفنية بين المحللين الفنيين ليتواجد البائع والمشترى، وكل محلل فنى له رؤية فنية يعتمد فيها على تقديرات علمية ما.
وأوضح أن السوق المصرية تتسم بالتذبذبات المرتفعة وأحجام التداول الصغيرة، بالإضافة إلى عدة معطيات مختلفة.
وأضاف قائلاً: “ليس معنى أن السوق يمشى عكس أو مخلفته الرؤية مرة أو اتنين أن ثمة مشكلة”.
وذكر محمد إسماعيل، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة سيجما لتداول الأوراق المالية، أن رؤية المحلل الفنى لا تركز على جلسة واحدة وإنما لعدة جلسات وبالتالى ليست الرؤى متضاربة، مشيرا إلى أن الرؤية تختلف حال إشارتها أن السوق سيصعد لكنه يختبر منطقة دعم، أو العكس.
وذكر أنه من الطبيعي أن يشهد السوق بعض التذبذبات والتقلبات على المدى القصير،لكنه فى اتجاه صاعد على المديين المتوسط والطويل.
وأوضح أن الرؤى الفنية لا تستطيع التأثير على السوق بشكل قوى، وإن حدث ذلك تكون على المدى القصير فقط لكن سرعان ما يصحح نفسه ويستكمل اتجاهه.