سجلت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا مزيداً من الارتفاع عقب قفزتها أمس الإثنين، في ظل ترقب المتداولين لتداعيات عاصفة استوائية قادمة في أواخر الموسم، والتي تهدد بإرباك إنتاج الوقود في الولايات المتحدة.
ارتفعت العقود المستقبلية المعيارية بنسبة 1.5% بعد مكاسب قُدرت بنحو 3% في اليوم السابق، إثر تشكل العاصفة رافائيل في منطقة البحر الكاريبي التي تتحرك باتجاه خليج المكسيك. ورغم توقعات بضعفها مع اقترابها من سواحل ولاية لويزيانا لاحقاً هذا الأسبوع، مما قد يجنب منشآت التصدير الأميركية تأثيرها المباشر، إلا أن العاصفة تسببت بالفعل في إخلاء بعض منصات إنتاج النفط والغاز في المنطقة.
تراجع إنتاج الطاقة المتجددة
تتزامن هذه المخاطر مع زيادة مؤقتة في الطلب على الغاز في أوروبا، وتواجه القارة تراجعاً في إنتاج الطاقة المتجددة هذا الأسبوع. وأشارت نماذج “بلومبرغ” إلى أن توليد طاقة الرياح في ألمانيا قد يصل إلى أدنى مستوياته، فضلاً عن تراجعها بشكل كبير في المملكة المتحدة. وغطت محطات الطاقة العاملة بالغاز نحو 70% من مزيج الطاقة في البلاد صباح الثلاثاء، بحسب بيانات الشبكة.
ورغم أن تراجع دعم الطاقة المتجددة يسهم في ارتفاع أسعار الغاز، إلا أن الطلب على التدفئة لا يزال محدوداً نظراً لدرجات الحرارة المعتدلة، وفقاً لما أوردته شركة الاستشارات “أوكسيلون” (Auxilione) في مذكرة. وهذا الاعتدال يساعد في الحفاظ على توازن السوق.
تقلبات ومخاطر إمدادات الغاز
في الوقت الحالي، تبدو إمدادات الغاز في أوروبا جيدة مع وصول مستويات التخزين إلى 95%، لكن السوق تظل عرضة لمخاطر التوريد. وساهمت التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مخاوف تتعلق بمرور الغاز الروسي عبر أوكرانيا واضطرابات الإنتاج من النرويج إلى الولايات المتحدة، في إبقاء المتداولين بحالة من الترقب والحذر خلال الأشهر الماضية.
في تقرير أرباحها الصادر يوم الثلاثاء، أشارت شركة “يونيبر” الألمانية (Uniper SE) إلى أن “العام الحالي تميز بالتقلبات، مع تسجيل زيادات قصيرة الأجل في الأسعار بسبب عوامل متعددة من بينها التوترات الجيوسياسية ومخاطر التوريد في قطاع الغاز الأوروبي، إضافة إلى تأثيرات الطقس على السوق”.
ارتفعت العقود المستقبلية لأقرب شهر في سوق الغاز الهولندية، التي يُنظر لها كمعيار لسوق الغاز في أوروبا، بنسبة 0.8% إلى 40.62 يورو لكل ميغاواط في الساعة عند 9:22 صباحاً بتوقيت أمستردام، فيما زادت العقود المماثلة في المملكة المتحدة بنسبة 0.8%.