تصدرت قضية الأمن الغذائي أجندة أبرز المؤتمرات المحلية والدولية خلال أكتوبر الماضي، من ضمنها منتدى الغذاء العالمي، والاجتماعات السنوية للبنك الدولي، نتيجة التحديات الدولية التي تواجهها المنظمات الدولية والحكومات ومؤسسات المجتمع المدني في ضمان توفير الأمن الغذائي بما يحقق الهدف الثاني من أهداف التنمية.
قالت مرجريت صاروفيم نائب وزيرة التضامن الاجتماعي، إنه يتم التعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” لدعم بعض المشروعات التنموية التي تستهدف تحقيق الأمن الغذائي للفئات الأولى بالرعاية، ومنها ما تم تدشينه مؤخرا بالمنيا مشروع “تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي والأمن الغذائي وتمكين المجتمعات الريفية الضعيفة “.
وأشارت صاروفيم، إلى أن من ضمن تلك المبادرات الهامة، مبادرة “ازرع”، والتي أطلقها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي في نوفمبر 2022، لتطوير الزراعة ودعم صغار المزارعين في مصر، حيث تستهدف تحسين دخل 100 ألف من صغار المزارعين، وتوفير المحاصيل الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي، وتقليل الفاتورة الاستيرادية، وتوسيع رقعة الأراضي المزروعة بالقمح، وتوفير التقاوي الزراعية.
وأوضحت أنه تم تدشين المرحلة الثالثة من المبادرة التى تستهدف دعم زراعة مليون فدان من القمح، ويتشارك في المبادرة عدد من مؤسسات المجتمع المدني والحكومة والتعاونيات الزراعية لتنمية وتمكين صغار المزارعين، فضلا عن تقديم عدد من الخدمات التكاملية في هذا الإطار التنموى.
مكرم: نسهم في تمكين الفلاحين وتقديم الخدمات التكاملية
وقالت السفيرة نبيلة مكرم رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، إن التحالف يعد ركنا مهما فى عملية التنمية، وداعما لمنظومة شبكات الحماية الاجتماعية وشريك اساسي مع الحكومة والقطاع الخاص في تحقيق محاور التنمية المجتمعية والأنشطة الخدمية لمصلحة المواطنين.
وأضافت أنه يوجد أكثر من 36 مليون مواطن استفادوا من عمل التحالف الذى يضم 100 ألف متطوع يعملون على سد احتياجات الأسر الأكثر احتياجا فى مختلف المحافظات، مشيرة إلى أن من ضمن أولويات عمل التحالف الوطني المسهمة في تحقيق الأمن الغذائي من خلال دعم المجال الزراعي ودعم صغار المزارعين وتحقيق الاستدامة.
سرحان: تحويل هدر الطعام إلى مصادر تغذية الأسماك والحيوانات
وقال محسن سرحان، الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، إنه يتم هدر ثلث الطعام الذي يُنتَج في العالم، وهذا لا يمثل فقط إهدارًا للمال الذي يُستخدم لشراء هذا الطعام، بل أيضًا إهدارًا للمياه التي لا يمكن تعويضها والمستخدمة في زراعة هذا الطعام، بالإضافة إلى الضرر الكبير الناتج عن الغازات الدفيئة من تحلله.
واقترح بعض الحلول لمواجهة القضية من ضمنها تحويل هدر الطعام إلى مصادر لتغذية الأسماك أو الحيوانات، مشيراً إلى العديد من التجارب التي تمت في هذا الاتجاه، والتي تحتاج إلى المزيد من الدعم والتمويل للوصول إلى نتائج فعالة من خلال البحث والتطوير، كما دعا المجتمع العلمي الدولي إلى تقديم الأفكار والحلول مؤكدا استعداد المجتمع المدني للتنفيذ.
ولفت إلى أن بنك الطعام المصري يعمل على دعم وتمكين صغار المزارعين كجزء من محور “تمكين” في استراتيجية المؤسسة لتطوير وضمان استقرار حياة المستحقين من خلال إمدادهم بموارد وأنظمة زراعية ودمجهم ضمن سلاسل إمداد المؤسسة بما يضمن تعزيز الانتاج الزراعي ودعم الاقتصاد المحلي.
جونسون: نسعى لإنشاء نظام بيئى شامل لصغار المزارعين
وقال جينو جونسون الرئيس التنفيذى لشركة تنمية، التابعة للمجموعة المالية مجموعة إى اف چى القابضة، إن القطاع الزراعى يأتى فى مقدمة القطاعات التى تحتاج إلى الدعم لاسيما فى ضوء محدودية خيارات التمويل وضعف تمثيل هذا القطاع فى القطاع المالى، علمًا بأن هناك العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة التى ينبض بها القطاع، والتى ستسهم فى حالة اقتناصها فى تعظيم القيمة لكل من أصحاب المشروعات الصغيرة والشركات، وهو ما سيؤدى بدوره إلى تعزيز الموارد الاقتصادية.
أضاف أن الشركة تعكف على استكشاف طرق جديدة ومبتكرة للمساهمة فى تعظيم المردود الإيجابى على المجتمعات المحيطة بالشركة، والعمل مع أحد أبرز الشركاء للمساعدة فى تعزيز الأمن الغذائى من خلال إنشاء نظام بيئى شامل لصغار المزارعين.
ولفت إلى أن شركة تنميه توجه تمويلاتها على المجالات والمناطق الأكثر احتياجاً من خلال فروعها المتواجدة فى مجتمعات الدلتا وصعيد مصر، وتقوم بتقديم باقة من الخدمات والمنتجات التى تلبى الاحتياجات المتنوعة للشركات الصغيرة مثل برامج التمويل الشخصى للسيدات وتمويل المركبات الصغيرة، وتهدف الشركة إلى أداء دورها الوطنى فى دفع عجلة الاقتصاد وتخفيف معدلات الفقر وتعزيز الشمول المالى وتحسين مستوى المعيشة.