ارتفعت الأسهم إلى مستويات مرتفعة جديدة في الربع الثالث من عام 2024 مدعومة بخفض أسعار الفائدة وزيادة تفاؤل المستثمرين بأن الاقتصاد الأمريكي يمكنه تجنب الركود، ولكن هل يمكن للأسهم أن تستمر في الارتفاع حتى نهاية العام؟.
نظرة إلى الوراء على الربع الثالث:
بشكل عام، استمر سوق تداول الأسهم في الارتفاع في الربع الثالث، على الرغم من وجود بعض المفاجآت في السوق على طول الطريق، وعلى وجه الخصوص، ظلت الأسهم مرنة خلال شهر سبتمبر وهي فترة أكثر تقلبًا تاريخيًا للأسهم.
فيما يلي نظرة إلى الوراء على أبرز الأحداث:
– الأسهم الرئيسية في الولايات المتحدة تواجه نوبتين من التقلبات في كل من يوليو وأغسطس:
في يوليو أدت بيانات الوظائف الأضعف من المتوقع إلى تسريع المخاوف من تباطؤ اتجاهات العمالة في الولايات المتحدة بسرعة أكبر مما توقعه الكثيرون، مما تسبب في خوف بعض المستثمرين من أن البنك الاحتياطي الفيدرالي ربما ترك أسعار الفائدة مرتفعة للغاية لفترة طويلة، في أغسطس أدى التراجع العدواني لبعض صفقات الكاري تريد للين مدفوعة برفع أسعار الفائدة غير المتوقع من بنك اليابان، إلى تعطيل الأسهم العالمية لفترة وجيزة.
– الانخفاضات كانت مؤقتة حيث انتعش كل من مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بسرعة وبشكل مثير للإعجاب.
أنهى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الربع الثالث بارتفاع بنسبة 5.5% محققًا رابع أفضل أداء فصلي على التوالي والربع السابع الإيجابي في آخر ثمانية أرباع، بشكل عام، أنهى المؤشر شهر سبتمبر بارتفاع يزيد عن 20% منذ بداية العام، وفي الوقت نفسه، تفوق مؤشر داو جونز الصناعي على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في الربع الثالث حيث ارتفع بنسبة 8.2%، وقد سجل كل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر داو جونز خامس ارتفاع شهري على التوالي بنهاية سبتمبر.
– المزيد من الشركات خارج قطاع التكنولوجيا بدأت في المشاركة في ارتفاع سوق الاسهم
ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.6% في الربع الثالث منهيًا شهر سبتمبر بارتفاع بنحو 22% تقريبًا منذ بداية العام، وعلى الرغم من أن المؤشر الذي يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا حقق أداءً جيدًا في نهاية سبتمبر، إلا أنه لم يتمكن من استعادة ذروته في أوائل يوليو بحلول نهاية الربع الثالث، ومن المثير للاهتمام أن الزعامة الضيقة لشركات التكنولوجيا الكبرى والتي دفعت أسواق الأسهم إلى الارتفاع خلال معظم النصف الأول بدأت تتسع في الربع الثالث، وتميزت بتحول في قيادة الأسهم إلى مجالات دورية/ دفاعية خارج التكنولوجيا بما في ذلك المرافق والعقارات والصناعات والخدمات المالية.
– خفض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر كان بمثابة نقطة مضيئة للسوق وخاصة بالنسبة للأسهم ذات القيمة السوقية الصغيرة.
ارتفع مؤشر راسل 2000 بنحو 9% في الربع الثالث وحقق مكاسب بأكثر من 12% منذ بداية العام حتى سبتمبر، حيث ساعد ارتفاع الأسهم المتوسع وانخفاض أسعار الفائدة والآفاق المتزايدة للهبوط الاقتصادي الناعم في زيادة التفاؤل للشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة في الربع الثالث، والتي تخلفت بشكل ملحوظ عن نظيراتها ذات القيمة السوقية الأكبر/الموجهة نحو النمو هذا العام.
نظرة مستقبلية للربع الرابع: تفاؤل حذر من جانب المستثمرين
بالنظر إلى بقية العام، إليك نظرة عامة على الرياح المواتية التي قد تدعم من متانة ارتفاع السوق الأخير:
1 .من المتوقع أن يستمر نمو الاقتصاد الأمريكي وأرباح الشركات خلال بقية عام 2024
اقتصاديًا، استمر نشاط المستهلك والشركات في الولايات المتحدة في إظهار علامات الاعتدال الصحي في الربع الثالث، وذلك مع انخفاض التضخم وتباطؤ اتجاهات العمالة/الإنفاق/الادخار ولكنها ظلت على قدم ثابتة طوال الربع.
ومن المهم أن أرباح الشركات نمت بوتيرة صحية في النصف الأول من العام، ومن المتوقع أن تستمر في النمو في النصف الثاني، والجدير بالذكر أن ظروف العمل يجب أن تظل صحية مما يعني أن التغييرات السريعة في إنفاق المستهلك من غير المرجح أن تحدث خارج صدمة حدث غير متوقع، خلاصة القول: قد تظل الخلفية الاقتصادية الكلية قوية وداعمة لأسعار الأسهم في الربع الرابع، خارج فترات التقلب القصيرة.
2 .التضخم وأسعار الفائدة في مسار للتحرك نحو الانخفاض.
بعد خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر، من المرجح أن يخفض البنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس أخرى على الأقل قبل نهاية العام، وكان الخفض الأخير لسعر الفائدة هو الأول للبنك الاحتياطي الفيدرالي منذ عام 2020 ومن المرجح أن ينهي دورة رفع أسعار الفائدة العدوانية المصممة لكبح التضخم المرتفع، واستنادًا إلى توقعات الاحتياطي الفيدرالي، من المرجح أن يستمر صناع السياسات في خفض أسعار الفائدة حتى نهاية العام وحتى العام المقبل، وهو ما قد يدعم النمو والعمالة في المستقبل.
3 .متوسط العائدات الشهرية لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 في الربع الرابع من بين الأقوى هذا العام.
وفي حين أن بعض عوامل الموسمية الضعيفة قد تلعب دورًا في وقت مبكر من الربع، فقد حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 متوسط عائد بنسبة 4.2% في الربع الرابع منذ عام 2000 ومتوسط عائد بنسبة 9.8% في الربع الرابع على مدى السنوات الخمس الماضية.