تستعد لجنة الموالح بالمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية، لعقد اجتماع مع «الحجر الزراعى»، وتحديد موعد بدء الموسم التصديرى للموالح «2024 ـ 2025»، الأسبوع المقبل.
قال محمد خليل، رئيس اللجنة، إنَّ الاجتماع المرتقب سبقه عقد اجتماع موسع مع الحجر الزراعى، الشهر الماضى؛ لمناقشة بعض الأخطاء التى تقع فيها الشركات والمحطات المصدرة للموالح والحاصلات الزراعية بصفة عامة، من بينها عدم وضوح الأختام على «بالتات» التصدير، وتتضمن تاريخىّ الإنتاج والصلاحية، والتأكيد على تدوينهما بشكل واضح بجانب التأكيد على ختم التبخير الخاص بالمنتج.
أضاف لـ «البورصة»، أن الموسم الحالى سيشهد تركيزاً أكبر على تصدير «المركزات»، لافتاً إلى دخول 8 8 شركات تصنيع جديدة فى مجال مركزات الموالح وتصديرها وهو أمر جيد جداً؛ لأنها تعطى المحصول قيمة مضافة.
أشار «خليل» إلى أن الكميات التى تم تصديرها خلال الموسم الماضى تتراوح بين 2.2 و2.4 مليون طن بنمو 39%، مقارنة بالموسم السابق، وتصل لنحو 22% فى القيمة بالدولار، متوقعاً تراجع الصادرات خلال الموسم المقبل لتسجل نحو 2 مليون طن بعد التوجه للتصنيع، وزيادة الطلب الخارجى على المركزات.
وتابع: «ثمة تراجع فى إنتاجية بعض الأصناف من الموالح مثل الماندرين واليوسفى بنسبة 40%»، مشيراً إلى أن مصر تصدر من 7 إلى 8 أضناف من الموالح لنحو 150 دولة من بينها الفلبين وفيتنام.
وأوضح أن عدد المحطات التى تقوم بالتصدير يبلغ نحو 180 محطة، والعديد منها يرفع الطاقات الإنتاجية بهدف زيادة صادراتها خلال الموسم، راهناً الزيادة فى الصادرات بانتهاء الاضطربات الأمنية فى البحر الأحمر، وعودة حركة الملاحة إلى طبيعتها، خصوصاً أن الأسواق البديلة لدول آسيا لن تقدم أسعاراً جيدة للمحصول.
«عبدالحكيم»: زيادة الكميات التصديرية للأوروبا عوضت تدنى الأسعار
وقال طارق عبدالحكيم، رئيس شركة إيجاست لتصدير الحاصلات الزراعية، إنَّ الطلب على الموالح المصرية يشهد نسبة نمو سنوى غير مسبوقة بدعم من جودتها وخضوعها للاشتراطات التى تتطلبها الأسواق التصديرية، وتحديداً الأوروبية.
أضاف لـ«البورصة»، أن أوروبا أبرز الأسواق استقطاباً للموالح المصرية، تليها أسواق جنوب شرق آسيا والصين والهند وأستراليا واليابان وغيرها العديد من الأسواق، لافتاً إلى أن أنظمة التكويد والجودة والتحليل وسلامة الغذاء التى تتبعها الهيئة والجهات الأخرى، ساعدت على منح الموالح المصرية سمعة طيبة فى جميع الأسواق العالمية.
وذكر أن مصر لم تتأثر بالتغيرات المناخية بالقدر الكبير الذى شهدته كبرى الدول المنتجة للموالح، ما وجه دفة الكثير من الدول المستوردة للموالح إلى مصر، لسد العجز والفقد الذى سببته تلك الدول.
أكد “عبدالحكيم”، أن أحداث البحر الأحمر أثرت على بعض الأسواق التصديرية لشرق آسيا خلال الموسم المنتهى، ولكن الطلب الأوروبى المتزايد كان إحدى الفرص البديلة لتلك الأسواق، وهو ما أكدته الإحصائيات التى وردت عن هيئة الرقابة على الصادرات والواردات والتى أظهرت نسبة زيادة 36% فى الكميات خلال العام مقارنة بسابقه.
اقرأ أيضا: منطقة حرة خاصة باسم “غرس لمركزات الموالح” باستثمارات 10 ملايين دولار
ولكن على النقيض، ذكر أن إغراق الأسواق الأوروبية بالموالح، أدى إلى زيادة الكميات ولكن تأثرت الأسعار وتراجعت بنسبة 50% مقارنة ببداية الموسم، وذلك بعد زيادة المعروض بتلك الأسواق، إذ انخفضت الأسعار إلى 5 يورو للكرتونة زنة 15 كجم، مقارنة بنحو 9 يورو بداية الموسم.
ولفت إلى أن زيادة الكميات التصديرية للأوروبا عوضت تدنى الأسعار بنهاية الموسم، ولكنها لم تجنِ التكاليف المرتفعة لزراعة البرتقال ومحطات التصدير والتطهير، والتخزين والتبريد نتيجة ارتفاع أسعار الكهرباء، والنقل نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات.
أشار «عبدالحكيم»، إلى أن الأسواق المنافسة لمصر فى تصدير الموالح، هى شمال أفريقيا مثل المغرب، وجنوب أوروبا مثل إيطاليا وقبرص وتركيا وإسبانيا والبرتغال، وتأتى المنافسة بسبب قرب بعض من هذه الدول للأسواق التصديرية. ولكن تمتاز مصر بجودة المنتج وثمار البرتقال الكبيرة التى تفضلها بعض الأسواق والسعر المنافس لها، كما تمتاز مصر أيضاً بتكلفة زراعة موالح وهو أقل من تلك الدول، ما يعزز تواجدها بتلك الدول.
وأوضح أن الأرجنتين والبرازيل من الأسواق المنافسة فى نصف الكرة الجنوبى للصادرات المصرية، وذلك بسبب اختلاف مواسم الحصاد والتصدير، ما يضع تلك الأسواق التصديرية فى حالة شبه تشبع طوال فترات العام.
وسجلت عائدات صادرات الموالح المصرية فى الموسم الأخير 2023 ـ 2024 ما يصل إلى 1.163 مليار دولار بنمو 22.5%، مقارنة بعائدات الموسم السابق له، من خلال شحن 2.45 مليون طن بنمو 36%، وفق بيانات الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات.
وانخفضت صادرات الموالح إلى آسيا انخفضت بشكل عام، لكن ليس بوتيرة واحدة، فتراجعت فى الأسواق الرئيسية مثل الهند وماليزيا وسنغافورة بين 5 و10%، فى حين تراجعت فى أسواق أخرى مثل الصين وهونغ كونغ وفيتنام بما يتراوح بين 30 و63%.
مصدر: 15% نمواً مستهدفاً لصادرات القطاع
وقال مصدر بإحدى شركات تصدير الحاصلات الزراعية، إنَّ بشائر إنتاجية الفدان خلال الموسم الجديد منخفضة بنسب تتراوح بين 10 و15%؛ بسبب الجهد الكبير الذى تحملته الأشجار من الثمار خلال الموسم المنتهى، ولكن زيادة عدد المساحات المنزرعة بالموالح، سيعوض النقص الناتج عن الإنتاجية، متوقعاً أن تتفوق الكميات عن الموسم المنتهى.
أضاف لـ«البورصة»، أن تدنى السعر بنهاية الموسم لأوروبا، بعد اكتظاظ أسواقها بالموالح، هو أحد التحديات التى وقعت فيها العديد من الشركات، مطالباً بتنسيق الشركات مع المجلس التصديرى ومن ثم سفارات مصر فى تلك الدول للكشف عن المعلومات الكافية للشركات حتى لا يحدث إغراق بالمنتج وتنخفض الأسعار.
كما توقع، أن تشهد صادرات الموالح نمواً يتراوح بين 15 و20% خلال الموسم الجديد، مقارنة بالمنتهى، بدعم من الطلب المتزايد عليها.
وتجاوزت صادرات مصر الزراعية 6.9 مليون طن، بقيمة 4.37 مليار دولار، بزيادة قدرها 980 مليون دولار، وأكثر من 574 ألف طن عن الفترة نفسها من العام الماضى، وفقاً لوزارة الزراعة.