حالف التوفيق اللجنة المنظمة لملتقى شرم الشيخ للتأمين وإعادة التأمين فى اختيار عنوان النسخة السادسة من الملتقى الذى تستضيفه مدينة شرم الشيخ تحت عنوان: «رؤية مستقبلية لتطوير صناعة التأمين»؛ حيث يأتى انعقاد النسخة الجديدة كأول نسخة يتم تنظيمها بعد صدور قانون التأمين الجديد الذى انتظره القطاع سنوات طويلة حتى خروجه للنور فى شهر يوليو الماضى.
وتأتى النسخة الجديدة من الملتقى فى ظل توترات جيوسياسية تشهدها منطقة الشرق الأوسط ومناطق عديدة من العالم، وتلقى بظلالها على صناعة التأمين عالميًا، وبالتالى تنعكس على صناعة التأمين المحلية خاصة ما يتعلق بتعامل شركات التأمين مع شركات إعاده التأمين العالمية والتى بدورها تتكبد خسائر كبيرة ناتجة عن توابع تلك الأحداث السياسية بخلاف ما تتكبده من تعويضات أيضًا عن الخسائر الطبيعية التى يتعرض لها العالم بشدة خلال السنوات الماضية كان آخرها إعصار «ميلتون» الذى ضرب ولاية فلوريدا فى الولايات المتحدة الأمريكية الشهر الماضى وقدرت خسائره بنحو 50 مليار دولار.
كما يأتى انعقاد النسخة السادسة من ملتقى شرم الشيخ مع تغير مهم ضمن قانون التأمين الجديد وهو تعديل الموازنة المالية للشركات لتبدأ من يناير حتى نهاية ديسمبر، وهو ما يفرض على الشركات تغيير خططها المالية ووضع معايير جديدة لتحصيل الأقساط وسداد التعويضات خاصة التعويضات تحت التسوية عن الحوادث التى تعرض لها العملاء خلال السنوات الماضية.
وتفرض كل هذه التحديات والتغيرات الجديدة أن يكون لصناعة التأمين رؤية مختلفة فى التعامل معها حتى يستمر القطاع فى الحفاظ على عملائه بالسوق، وكذلك معدلات نموه التى تزايدت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة بالتركيز على عدد من النقاط المهمة من وجهة نظرى المتواضعة، وفى مقدمتها ابتكار منتجات تأمينية جديدة تستهدف شرائح من غير المتعاملين مع شركات التأمين، وكذلك التوسع فى التحول الرقمى بالشركات كركيزة أساسية فى انتشار خدمات شركات التأمين.
كما تفرض تلك التحديات كذلك أن تعيد شركات التأمين النظر فى المنافسة بينها بحيث تكون منافسة حقيقية على جودة الخدمة المقدمة للعملاء وليست على خفض أسعار التغطيات التأمينية بما لا يتناسب مع الأسعار العادلة للأخطار المؤمن عليها، فضلًا عن أن يكون لدى الشركات بدائل لتحصيل الأقساط فى ظل ارتفاع معدلات التضخم والتى قد تضطر العديد من العملاء إلى إلغاء وثائقهم التأمينية لعدم القدرة على سداد القسط التأمينى.
خلاصة القول
نؤكد أن صناعة التأمين من الصناعات المهمة فى حماية الاستثمارات القومية والأفراد والمؤسسات وهو ما يزيد العبء على سوق التأمين المصرى فى صياغة رؤية جديدة للقطاع تقوم على التكامل بين جميع أطراف الصناعة ممثلين فى الهيئة العامة للرقابة المالية وشركات التأمين وشركات الوساطة وشركات تقدير المعاينة والخبراء الاكتواريين، بما يحقق النمو المأمول لزيادة مساهمة القطاع فى الناتج المحلى الإجمالى وملاحقة السوق للتغيرات العالمية.
كلمة أخيرة
مازلت عند قناعاتى الشخصية أن شركات التأمين فى السوق والتى تجاوز عددها 40 شركة تفتقد المرونة الكافية والتعامل الواجب ـ ولن أقول الأمثل ـ مع وسائل الإعلام، ما عدا قلة من الشركات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وربما لا يكون هناك تواصل بين رؤساء شركات التأمين والصحفيين المتخصصين فى القطاع إلا خلال انعقاد المؤتمرات التى ينظمها الاتحاد المصرى للتأمين، وهو ما يتطلب ضرورة أن يكون هناك تجاوب من الشركات مع وسائل الإعلام سواء المقروءة أو المسموعة بأسلوب يتفق مع الدور المهم الذى تقوم به فى زيادة الوعى بالتأمين كصناعة مهمة.
كلمة واجبة
تحية واجبة إلى الأستاذ علاء الزهيرى، رئيس الاتحاد المصرى للتأمين واللجنة المنظمة لملتقى شرم الشيخ على ما بذلوه من مجهودات كبيرة طيلة 6 أعوام للحفاظ على دورية انعقاد «شرم راندفو» الذى أصبح حدثًا مهمًا على أجندة مؤتمرات التأمين العالمية ويستقطب العديد من كبرى شركات التأمين وإعادة التأمين من جميع أنحاء العالم، وهو ما يظهر فى ارتفاع عدد المشاركين من نسخة إلى أخرى ليصل لنحو 1000 مشارك فى النسخة الحالية.