خفضت الصين السعر المرجعي اليومي لعملتها “اليوان” إلى مستوى لم يُسجل منذ أواخر عام 2023، مما يشير إلى أن البنك المركزي الصيني يسمح بضعف العملة في مواجهة التوترات التجارية مع الولايات المتحدة عقب عودة دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية.
ووفقًا للبيانات بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج، اليوم الخميس، حدد بنك الشعب الصيني سعر الصرف عند 7.1659 يوان لكل دولار.
وهذا التعديل لا يحمل توجهًا واضحًا نحو تعزيز العملة، يدل على استعداد السلطات لمزيد من ضعف اليوان في حال أصر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على تنفيذ تعهداته بفرض تعريفات جمركية قد تصل إلى 60% على الواردات الصينية؛ ما قد يساعد أيضًا في تقليل تأثير هذه التعريفات عبر تعزيز قدرة الصادرات الصينية على المنافسة.
بدوره، قال كبير استراتيجيي العملات في بنك ميزوهو الياباني كين تشونج،”قد يحاول بنك الشعب الصيني إعادة تحديد اليوان عند توازن جديد بعد الأخذ في الحسبان مخاطر التعريفات”.
وأضاف: “من خلال تقديم تخفيضات مسبقة في قيمة اليوان، قد يتمكن من تقليل التقلبات أثناء إعلان التعريفات الجمركية من الولايات المتحدة إذا حدث ذلك”.
وكان اليوان، إلى جانب العملات الأخرى للأسواق الناشئة، قد تعرض لضغوط شديدة مع ارتفاع الدولار أمس الأربعاء نتيجة لتوقعات تحفيز الاقتصاد الأمريكي.
وأشارت بلومبرج، إلى أن تحديد السعر المرجعي يعد أداة رئيسية يستخدمها بنك الشعب الصيني لإدارة تحركات العملة، حيث يحدد حركة اليوان بنسبة 2% على كلا الجانبين ومع ذلك، لدى الصين أيضًا طرق أخرى دقيقة لتهدئة تقلبات العملة.
وفقًا لتجار طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، قام البنك المركزي ببيع كميات كبيرة من الدولار في السوق المحلية يومي الأربعاء والخميس، كما يراقب التجار ما إذا كانت قدرة سياسة بكين على مواجهة تداعيات التعريفات ستساعد في مواجهة تأثيراتها المحتملة على الاقتصاد.
ومن المتوقع أن تتخذ اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني وهي الهيئة التنفيذية لأعلى سلطة تشريعية في الصين، مزيدًا من التدابير التحفيزية بعد اجتماع مرتقب هذا الأسبوع لدعم الاقتصاد.