كثف المستثمرون في جميع أنحاء آسيا رهاناتهم على الشركات المحتمل أن تربح من وراء عودة دونالد ترامب الوشيكة إلى البيت الأبيض، ما أدى إلى قفزات كبيرة في بعض الأسهم.
وذكرت صحيفة “ذا بيزنيس ستاندارد” البنجلاديشية، اليوم السبت، أن فوز المرشح الجمهوري ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأسبوع الماضي، أدى إلى ارتفاعات في أسهم بعض الشركات من بينها، تلك الكورية المتخصصة في بناء السفن، ومصنعي الإلكترونيات الهنود، وموردي الصلب الأستراليين.
ولفتت الصحيفة، إلى أن القاسم المشترك بين المستثمرين هو الاعتقاد بأن هذه الشركات يمكن أن تستفيد من القيود الأكثر صرامة على التجارة العالمية، والتي ستضغط على سلاسل التوريد، خاصة الواردة من الصين.
وارتفعت أسهم شركة بناء السفن الكورية الجنوبية “هانوا أوشن” بنسبة 30% على مدار اليومين الماضيين، كما زادت أيضًا أسهم نظيراتها “هيونداي للصناعات الثقيلة” و”سامسونج للصناعات الثقيلة” الكورية الجنوبية لبناء السفن، بعد مكالمة هاتفية جرت بين ترامب والرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، حيث أعرب خلالها الرئيس الأمريكي المنتخب عن أمله في التعاون الوثيق مع الدولة الآسيوية.
وانعكس ذلك، في تمكن شركة “هانوا أوشن” من شراء حوض بناء السفن البحري السابق بمدينة فيلادلفيا الأمريكية، كما أمنت الشركة مؤخرًا أول عقد على الإطلاق لكوريا الجنوبية لإصلاح سفينة بحرية أمريكية، وهما عاملان قد يطمئنان المستثمرين القلقين بشأن مخاطر نهج ترامب الذي يرفع دائمًا شعار “أمريكا أولاً”، خصوصا في مجال التجارة.
وفي أستراليا، ارتفعت أسهم شركة “بلو سكوب” المنتجة للصلب المدرجة في سيدني جنبًا إلى جنب مع شركات صناعة الصلب المحلية الأمريكية، حيث زاد بأكثر من 5% على مدار يومين على التوالي، وتحصل الشركة على ما يقرب من نصف إيراداتها من أمريكا الشمالية، إلى حد كبير من خلال فرعها في ولاية “أوهايو”، ما يضعها على الجانب الأيمن من التعريفات الجمركية المحتملة.
وفي الهند، أغلقت أسهم شركات تصنيع الإلكترونيات الهندية “ديكسون” و “كاينز” و”سيرما” على أعلى ارتفاع بنسبة تزيد عن 8.5% بعد يوم من إجراء الانتخابات الأمريكية، حيث تفاعل المستثمرون المحليون مع فوز ترامب.
ويعتقد خبراء الاقتصاد أن الهند ستحصل على دعم من الاستراتيجية المعروفة بـ “الصين زائد واحد” خاصة بعد عودة مخاطر التعريفات الجمركية، وهي استراتيجية عمل لتجنب الاستثمار في الصين فقط، بل توجيه الاستثمارات إلى التصنيع في الاقتصادات النامية الواعدة الأخرى مثل الهند وغيرها من الدول.
وتشير التحركات إلى وجود شعور بين المستثمرين في آسيا بأنه على الرغم من الكآبة بشأن تأثير التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، فإن هناك أرباحًا على الطاولة لمشتري الأسهم النشطين.