دعت النقابات العمالية في شركة السكك الحديدية الفرنسية SNCF، السبت، إلى إضراب مفتوح بدءاً من الشهر المقبل، ما قد يؤدي إلى تعطيل خدمات القطارات خلال عطلة عيد الميلاد المقبلة.
وتطالب النقابات بتجميد عملية تفكيك شركة الشحن التابعة للشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية، القسم المسؤول عن الشحن التابع للسكك الحديدية الوطنية، وتعترض على شروط فتح الخطوط الإقليمية أمام المنافسة.
وفي بيان مشترك، أعلنت نقابات CGT-Cheminots، Unsa-Ferroviaire، Sud-Rail، وCFDT-Cheminots أن الإضراب سيبدأ في 11 ديسمبر كانون الأول المقبل، كما جددت الدعوة لإضراب قصير من 20 إلى 22 نوفمبر تشرين الثاني.
ورفضت الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية التعليق على هذه الخطوة عند التواصل معها.
وتكررت حالات تعطيل السفر نتيجة الإضرابات في الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية خلال فترات العطل المدرسية؛ حيث تسببت إضرابات مراقبي القطارات في فبراير الماضي في تعطيل سفر 150 ألف شخص خلال عطلة نهاية أسبوع، في حين أثرت إضرابات عيد الميلاد في ديسمبر 2022 على 200 ألف مسافر.
في عام 2023، أعلنت المفوضية الأوروبية عن تحقيق معمق فيما إذا كانت فرنسا قد انتهكت قواعد الاتحاد الأوروبي الخاصة بدعم الدولة من خلال دعمها قسم الشحن في الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية.
وأطلقت الحكومة الفرنسية عملية إعادة هيكلة سيتم بموجبها استبدال شركة الشحن Fret SNCF، بدءاً من 1 يناير كانون الثاني، بشركتين جديدتين هما Hexafret وTechnis، وذلك وفق خطة تم التفاوض عليها مع المفوضية الأوروبية لتجنب إجراءات قد تؤدي إلى تصفية الشركة التي توظف نحو 5000 شخص.
في بيانها، أكدت النقابات أن «تجميد الخطوات الحالية ممكن وضروري للسماح للأطراف المختلفة بالعودة إلى طاولة الحوار وإيجاد سبل تضمن استمرارية Fret SNCF وتطويرها على المدى الطويل».
قال جوليان تروكاز، الأمين الفيدرالي لنقابة Sud-Rail، إن إدارة الشركة «رفضتنا» في اجتماع عُقد هذا الأسبوع، وأضاف: «لدينا زملاء عملوا طوال حياتهم، لمدة 20 أو 25 سنة، في الشركة العامة Fret SNCF، وابتداءً من 1 يناير، كل شيء يتوقف».
وأضاف تروكاز «اليوم، زملاؤنا لا يعرفون ما سيحدث في الأول من يناير، يعلمون أنهم سيعملون لصالح شركات خاصة، لكنهم لا يعرفون ما حقوقهم الاجتماعية».
من جهته، قال توماس كافيل، الأمين العام لنقابة CFDT-Cheminots، إن هناك وقتاً كافياً للتفاوض قبل موسم الأعياد، مضيفاً «ما زلنا في وقت مبكر قبل عيد الميلاد، هذه فرصة للحوار الاجتماعي».
وتابع «يجب أن تكون هناك نافذة فرصة للحوار للتوصل إلى قرار يصبُّ في المصلحة العامة».
في عام 2018، خاض الرئيس إيمانويل ماكرون مواجهة مع نقابات SNCF القوية، وذلك لتمرير إصلاحات سحبت من الموظفين الضمانات التوظيفية مدى الحياة وامتيازات التقاعد، مع الوعد بإحياء الخطوط البطيئة، ورأى زعماء النقابات أن هذه الخطوة هي الأولى نحو الخصخصة، ونظموا إضرابات نقل ضخمة، لكنهم لم يتمكنوا من إيقاف الإصلاحات.
وفي الأسابيع الأخيرة، انتقدت النقابات التغييرات المستمرة في SNCF، واصفةً الأمر بـ«تجزئة» الشبكة.