أصبحت صناديق التحوط أكثر تشاؤماً تجاه الين منذ أغسطس في الفترة التي سبقت إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأسبوع الماضي، مما يشير إلى أن العديد من هذه الصناديق كانت تتوقع فوز دونالد ترمب.
حسب بيانات لجنة تداول السلع الآجلة، عزز المستثمرون المضاربون رهاناتهم على انخفاض الين للأسبوع الرابع الممتد حتى الخامس من نوفمبر وهو يوم إجراء الانتخابات الأمريكية التي حقق فيها الرئيس السابق فوزاً ساحقاً.
تراجع الين مقابل الدولار مع ظهور نتائج الانتخابات يوم الأربعاء، قبل أن يعكس اتجاهه في اليوم التالي لينهي الأسبوع على ارتفاع طفيف. وتعتمد سياسة ترمب الاقتصادية -التي تستهدف تعزيز قيمة الدولار بين استراتيجيات أخرى- على خفض الضرائب ورفع التعريفات الجمركية، مما قد يؤدي إلى زيادة التضخم وعوائد سندات الخزانة.
تجارة الفائدة باقتراض الين
واجهت الرهانات على انخفاض الين بعض الشكوك، حيث انتعشت العملة بعد موجة البيع التي أعقبت الانتخابات، مع انخفاض الدولار وتحذير السلطات اليابانية من أنها ستمنع أي تحركات مفرطة في قيمة الين.
قال شوكي أوموري، المسؤول عن استراتيجية التداول لدى “ميزوهو سيكيوريتيز” (Mizuho Securities) في طوكيو، “الوضع الحالي ينبع من زيادة قوة الدولار، وهو ما يتماشى مع سياسات ترمب الاقتصادية”.
أشار أوموري إلى أن المتعاملين قد يعودون إلى تنفيذ صفقات الاقتراض باستخدام الين الياباني ذي العائد المنخفض نسبياً لتمويل استثمارات ذات عوائد أعلى لتحقيق أرباح من الفرق بين العوائد (أو ما يعرف باسم تجارة الفائدة).
وأضاف: “نتجه إلى زيادة اقتراض الين لتحقيق هامش ربح من الفرق بين معدلات الفائدة على الرغم من ارتفاع احتمال أن يزيد بنك اليابان سعر الفائدة في ديسمبر أو يناير”.
ويرى محللون آخرون أن اتجاه زوج الدولار/الين من المحتمل أن يعود ليعتمد على الفارق بين عوائد السندات قصيرة الأجل في البلدين.
كما أن تقليص توقعات خفض الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي، من المحتمل أن يعزز الدولار، مما سيؤثر على كل الأصول بما في ذلك الين والعملات الأخرى في الأسواق الناشئة مثل البيزو المكسيكي.
الأنظار تتجه إلى التضخم الأمريكي
في مذكرة بحثية، كتب تورستن سلوك، كبير الاقتصاديين لدى “أبولو غلوبال مانجمنت” (Apollo Global Management) في نيويورك : ” التوقعات السائدة بشأن سياسة الاحتياطي الفيدرالي غير دقيقة والاقتصاد قوي وهناك مخاطر تدفع التضخم إلى الصعود. الأسواق تعتقد أن الفيدرالي سيقوم بتخفيض أسعار الفائدة بشكل كبير في المستقبل”.
من المرجح أن تؤثر بيانات التضخم في الولايات المتحدة لشهر أكتوبر، التي ستصدر يوم الأربعاء، على زوج الدولار والين حيث ستحدد مسار الفيدرالي إزاء أسعار الفائدة. ومن المتوقع أن تظهر البيانات ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة إلى 2.6% الشهر الماضي، من 2.4% في سبتمبر، وفق نتائج مسح أجرته “بلومبرغ”.