تكافح شركات الأغذية الزيادات المضطردة فى أسعار مواد التعبئة والتغليف، خلال الفترة الماضية، للحفاظ على مبيعاتها وشريحة مستهلكيها.
قال حسن فندى، رئيس شركة الحرية، رئيس شعبة السكر بغرفة الصناعات الغذائية، إنَّ أسعار مواد التعبئة والتغليف ارتفعت بنسب كبيرة، خلال العامين الماضيين، مدفوعة بالأسعار العالمية والمتغيرات الاقتصادية فى السوق المحلى.
أضاف لـ«البورصة»، أن أسعار مواد التعبئة والتغليف تختلف من سلعة لأخرى، وعلى أساسه تحتسب نسبة تأثيرها فى التكلفة النهائية.
ولفت إلى أن المواد المرنة، يتم تصنيع جزء منها محلياً ومعظمها من قِبل شركات أجنبية عاملة فى السوق المصرى، وتستورد الجزء الآخر، إذ إنَّ قطاع الأغذية له اشتراطات ومواصفات معينة للتعبئة والتغليف من قبل هيئة سلامة الغذاء سواء للسوق المحلى أو التصدير.
أشار «فندى» إلى أن «الحرية» استقطعت الجزء الكبير من الزيادات من هامش ربحها، ومررت الجزء الآخر على فترات زمنية بحيث تحافظ على شريحة مستهلكيها، ومن ثم الطلب على منتجاتها.
«قرقوشة»: «كامينا» تضيف خطوط إنتاج لتصنيع عبوات البلاستيك
وقال مينا قرقوشة، مدير مبيعات شركة كامينا الغذائية، إنَّ الزيادات المضطردة فى أسعار مواد التعبئة والتغليف، دفعت الشركة لإضافة خطوط إنتاج لتصنيعها، لتكتمل دورة التشغيل دون الحاجة للاستيراد.
أضاف لـ«البورصة»، أن «كامينا» لديها مصنع بلاستيك يصنع جزءاً كبيراً من العبوات لجزء كبير من منتجاتها، وتحصل على الجزء الآخر من السوق المحلى، فضلاً عن الاستيراد.
ولفت إلى أن الشركة تسير نحو تحقيق مستهدفات مبيعاتها خلال العام، محققة نسبة 90% وفق ما هو مخطط له من قبل الإدارة.
وقال مصدر بإحدى شركات الصناعات الغذائية، إن الاستراتيجية التسويقية لبعض الشركات، اتجهت لتقليل أحجام العبوات للحفاظ على التكاليف، ومن جهة أخرى الحفاظ على هدر الزيادات فى مقاسات مواد التعبئة والتغليف.
نديم إلياس: منتجات التعبئة عالية الجودة ضرورية للوصول إلى الأسواق الدولية
أضاف أن أسعار مواد التعبئة والتغليف ارتفعت بأكثر من 200%، خلال العامين الماضيين، بفعل بعض المتغيرات المحلية ومنها انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار، وتأخر الإفراجات الجمركية، ما أدى إلى زيادة رسوم الغرامات والأرضيات، وغيرها من المتغيرات التى أثرت فى ارتفاعها.
وأوضح أن النمو السكانى الكبير دفع إلى زيادة الفاتورة الاستيرادية لمواد التعبئة والتغليف خلال السنوات الماضية.
ويقدر حجم سوق التغليف الورقى فى مصر بنحو 2.32 مليار دولار فى عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 2.86 مليار دولار بحلول عام 2029، بمعدل نمو سنوى قدره 4.22% خلال تلك الفترة، وفق إحدى الدراسات التى أعدها mordorintelligence.
أوضحت الدراسة، أن العوامل الرئيسية التى تدفع نمو سوق التغليف الورقى تتمثل فى الطلب المتزايد على التغليف الورقى فى صناعة المواد الغذائية فى مصر والارتفاع الكبير فى قطاع التجارة الإلكترونية.
«فؤاد»: 10 ـ 15% زيادة فى الأسعار كل 3 أشهر
وقال محمود فؤاد، مدير التصدير بشركة الوعد الاستثمارية المتخصصة فى تصنيع المشروبات الغازية، إنَّ مواد التعبئة والتغليف لقطاعات المشروبات الغازية تمثل نحو 30% من التكلفة النهائية للإنتاج.
أضاف لـ«البورصة»، أن الشركة تضع خططها السعرية وتصوراتها النهائية وفق أسعار مواد التعبئة والتغليف، وذلك بسبب تغير أسعارها كل 3 أشهر.
لفت «فؤاد»، إلى أن الشركة تحصل على مواد التعبئة والتغليف من شركات محلية، وتحتفظ بمخزون يكفيها لمدة 3 أشهر، وعند انتهائه والتعاقد على طلبيات جديدة تجد الأسعار قد ارتفعت بنسب تتراوح بين 10 و15%، الأمر الذى يجبرها على وضع نسبة تحوط صغيرة أثناء تسعير منتجاتها؛ حتى لا تتغير الأسعار فى العام أكثر من مرة، ومن ثم تؤثر على طلبياتها التصديرية.
وأشار إلى أن أسعار مواد التعبئة والتغليف ارتفعت خلال العامين الماضيين بأكثر من 300%، وكانت ضمن أبرز عوامل الإنتاج التى أثرت فى التكلفة بشكل كبير، مدعومة بانخفاض قيمة العملة وزيادة أسعار المحروقات.
وذكر أن الشركة تحصل على منتجات تعبئتها وتغليفها من شركة الشرق الأوسط لصناعة الزجاج، حيث إنَّ الأسعار المحلية منخفضة عن أسعار المستوردة.
قال «فؤاد»، إنَّ الشركة تحاول السيطرة على الزيادات من خلال التعاقد على كميات كبيرة من مواد التعبئة والتغليف، ما يفرض على المورد تقديم خصومات وتخفيضات، تؤثر على جزء كبير من نسبة الزيادة التى شهدتها خلال الفترة. وأطلقت وزارة البيئة مبادرة ممولة من الاتحاد الأوروبى، بهدف تقليل اعتماد مصر القوى على العبوات البلاستيكية وتقليل استخدامها بسبب آثارها الضارة.