رصدت تقارير إعلامية، ردود فعل المستثمرين بشأن ترشيح الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، للملياردير المستثمر، سكوت بيسنت، لمنصب وزير الخزانة بعد عملية اختيار استغرقت وقتا أطول مقارنة ببقية المناصب الوزارية في حكومته.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” الأمريكية، أن الخطوة تمنح مستثمري السندات لمحة عن الأجندة الاقتصادية الشاملة للإدارة الأمريكية المقبلة بعد بحث مطول شمل العديد من المتنافسين البارزين.
وأوضحت الوكالة، أنه إلى أن يتم استئناف التداولات في وقت مبكر من جلسة بعد غد الاثنين، فإن المستثمرين والاستراتيجيين يترقبون المزيد من التفاصيل حول آراء بيسنت بشأن السياسة المالية وخطواته التالية، حيث إن إعلان ترشيحه للمنصب رسميًا جاء أمس بعد إغلاق سوق سندات الخزانة الأمريكية التي تبلغ قيمتها 28 تريليون دولار.
ومن بين آراء المستثمرين والاستراتيجيين في “وول ستريت” بشأن اختيار بيسنت للمنصب، جلين كابيلو – الذي قضى أكثر من ثلاثة عقود في مكاتب تداول السندات في بورصة نيويورك وهو الآن مدير إداري في بنك “مجموعة ميشلر المالية” الاستثمارية – حيث وصفه بـ “الصقر المالي”، مؤكدا أنه سيكون إيجابيًا بشكل عام للاقتصاد والأسواق.
وقال كابيلو، إن بيسنت يرغب في كبح الإنفاق وإعادة وزير الخزانة إلى التوافق مع الأسواق، مضيفًا أن جوهر سياسة التعريفات الجمركية في عهد بيسنت هو أن الشركات قد يكون لديها قدر معين من الوقت لضمان دعمها للاقتصاد الأمريكي وإلا ستواجه التعريفات الجمركية.
أما جون فاجان – الذي أدار مجموعة مراقبة الأسواق التابعة لوزارة الخزانة الأمريكية خلال الفترة بين عامي 2014 و2018 – فأشار إلى أن تعليقات بيسنت ووجهات نظره السابقة من المقرر أن تتغير بمجرد مواجهته لواقع دور وزير الخزانة.
وأوضح أنه عندما يتم اتخاذ القرارات بشأن إصدارات الخزانة، فإنها تكون ذات عواقب بالغة يتم اتخاذها مع مجموعات كبيرة من الأشخاص “حول الطاولة وكميات هائلة من البيانات والاعتبارات التي تنبع حقًا من الاستقرار والقابلية للتنبؤ” على حسب تعبيره.
من جهتها، عبرت بريا ميسرا، مديرة في بنك “جي بي مورجان” الأمريكي لإدارة الأصول عن تشجيعها لتولي بيسنت ذلك المنصب، منوهة بأنه على دراية كبيرة بالأسواق.
كما لفتت إلى تصريحاته بشأن نهج تدريجي للتعريفات الجمركية وأنه كان صريحًا فيما يتعلق بالحاجة إلى السيطرة على العجز، وأن هذا يشير إلى رغبته في منع رد فعل السوق الذي من شأنه أن يقيد أهداف الإدارة بشأن التجارة والسياسة المالية.
كذلك أوضح، أندرو برينر، رئيس الدخل الثابت الدولي في شركة “نات ألاينس” الأمريكية للأوراق المالية، أن بيسنت كان مستشارًا اقتصاديًا لترامب لفترة طويلة من الزمن، ويفهم الرئيس الأمريكي المنتخب.
فيما عبر إد الحسيني، الاستراتيجي في شركة “كولومبيا ثريدنيدل” لإدارة الأصول عن توقعاته بألا يكون لدى وزير الخزانة أجندة مستقلة طموحة، مشيرا إلى أنه سيواجه عدة مهام، من بينها تحديد حجم ونطاق الاستجابة المالية في الركود القادم، وتحديد هيكل استحقاق ديون الخزانة مع ارتفاع الاقتراض في العام المقبل، وإمكانية إبداء رأيه في مفاوضات السياسة الضريبية في العام المقبل.
بينما وصف جريجوري فارانيلو، المسئول في شركة “أميريفيت” الأمريكية للأوراق المالية، اختيار بيسنت لمنصب وزير الخزانة الأمريكي بـ”الرائع”، معبرا عن رأيه أنه يفهم الأسواق العالمية، مضيفا”هذا أمر بالغ الأهمية لهذا الدور وأن الأسواق تثق فيه” .
وكان ترامب قد رشح أمس سكوت بيسنت، مؤسس شركة الاستثمار “كي سكوير جروب” وأحد المروجين المتحمسين لفرض رقابة سياسية على الاحتياطي الفيدرالي، لتولي منصب وزير الخزانة، قائلا إنه سيساعده على إطلاق عصر ذهبي جديد للولايات المتحدة.