أعلن البنك المركزى المصرى، مؤخرًا، أن منصة التحويلات اللحظة “إنستاباى” ستبدأ استقبال تحويلات المصريين بالخارج، فى خطوة يراها المصرفيون فرصة لجذب المزيد من التحويلات التى تخطت 30 مليار دولار قبل الأزمة الاقتصادية الأخيرة، للقطاع الرسمى.
ورغم التعافى القوى لتحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال الفترة المقبلة بعد توحيد سعر الصرف، لكن جزءًا منها لا يزال يتم بالطرق التقليدية خارج البنوك.
وقال محمد عبد العال، عضو مجلس إدارة فى البنك المصرى الخليجى، إن تطبيق إنستاباى منذ أن تم إطلاقه، حقق نجاحات متتالية وأثبت جدارته فى مصر من خلال تعاظم حجم العمليات المنفذة، وزخم عدد مستخدميه.
وأضاف أن دراسة المركزى لتفعيل الخدمة لعملات غير الجنيه المصري، ستعمل على توطيد العلاقات الاقتصادية وتوسيع حدود التعامل بين مصر والدول الأخرى.
وتوقع أن تكون نسبة العمولات على تحويلات المصريين العاملين فى الخارج عبر إنستاباي، أقل مقارن بعمولة التحويل التقليدي، بهدف توسيع شريحة المتعاملين من خلال التطبيق.
وتابع: “نسبة العمولة المُخفضَة مع لحظية تنفيذ العمليات، تعزز من حجم التحويلات من الخارج ويُشجع وصول قيمتها إلى معدلاتها المرتفعة السابقة”.
“المركزى”: 93 مليون معاملة “إنستاباى” الربع الأول بـ565 مليار جنيه
أضاف أنها تقلل مخاطر الاختراق والتهديدات السيبرانية، نظرًا لتطور مستوى الأمن السيبرانى للتطبيق، وتُعزز تنافسية البنوك، واستمرار اختفاء السوق للسوداء.
وبحسب بيانات البنك الدولى شهدت البنوك وشركات تشغيل الهواتف المحمولة وشركات تحويل الأموال انخفاضًا عامًا فى متوسط التكاليف الإجمالية، بينما كانت أعلى فى خدمات مكاتب البريد، بسبب العدد المحدود من الخدمات التى تقدمها.
وبحسب تكلفة إرسال 200 دولار التى يجمعها البنك الدولى فإن عمولة البنوك لا تزال الأعلى بين مزودى خدمات الدفع، حيث بلغ متوسط التكلفة 13.40% فى الربع الثانى من عام 2024، فيما كانت 7.48% فى مكات البريد، و5.6% فى شركات تحويل الأموال، بينما تُعد شركات تشغيل الهواتف المحمولة الأقل تكلفة بين مزودى خدمات الدفع، حيث بلغت التكلفة 3.85%.
وقال البنك المركزى إن البنوك ستبدأ الترويج لتلك الخدمة مع بداية الشهر المقبل، بعد أن تم الربط الكامل بين البنوك المصرية والخليجية.
وكشف أن استقبال التحويلات الخارجية سيتم بالعملة المحلية، ويجرى دراسة التعامل بعملات عربية مثل الدرهم الإماراتى والريال السعودى فى تحويلات التطبيق ولم يُتخذ قرار بشأنها حاليًا.
عامر: “إنستاباى” يعزز جذب التحويلات من الطرق التقليدية
ورجح هانى عامر المحلل المالى بشركة العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية، أن تتجاوز عمولة استقبال تحويلات المصريين فى الخارج من خلال إنستاباي، عمولة التحويل التقليدى بنسبة بسيطة، إن لم تكن مُعادلة لها، مقابل تقديم الخدمة لحظيًا.
فيما أكد عامر أن الاستفادة اللحظية من التحويل من الخارج، يجتذب المستفيدين من التحويل واستقبالها من خلال إنستاباى رغم نسبة العمولة.
وتابع: “تلك الخطوة تدعم حجم تحويلات المصريين العاملين فى الخارج، نظرًا للحظية وسهولة التحويل”.
ويرى عامر، أن تسريع وتيرة استقبال تلك التحويلات بالعملات الأخرى، يدعم نشاط واكتفاء القطاع المصرفي، لا سيما الاقتصاد المحلى وتوفير العملة الأجنبية ومواصلة اختفاء السوق الموازي.
20.8 مليار دولار تحويلات المصريين العاملين بالخارج فى 9 أشهر
وقال إيهاب نصر، وكيل محافظ مساعد بقطاع العمليات المصرفية ونظم الدفع بالبنك المركزى المصرى فى تصريحات تليفزيونية، إن تسعير العمولة على عمليات استقبال تحويلات المصريين فى الخارج عبر إنستاباى متروك للبنوك بهدف خلق منافسة فى القطاع المصرفي، وسط توجيهات “المركزي” للبنوك بتقديم حوافز للمتعاملين لاجتذاب أكبر شريحة ممكنة.
وتُحدد عمولة عمليات التحويلات وفقًا للعملة المستخدمة، والدولة التى يتم التحويل من خلالها، على أن يتسلم العميل الأموال بالجنيه المصرى، بحسب نصر.
شوقى: العمولات التى يحصلها المركزى من التحويلات تدعم السيولة لديهم
وقال أحمد شوقى الخبير المصرفي، إن تلك الخطوة ستُسهم فى زيادة حجم التدفقات النقدية لتحويلات العاملين فى الخارج، لتصل إلى معدلاتها المرتفعة السابقة، خاصة فى ظل اختفاء السوق الموازي.
وتابع: “على الرغم من أن حجم تحويلات المصريين فى الخارج تعاود الارتفاع، إلا أنها ما زالت أقل لما كانت عليه بنهاية السنة المالية 2021 – 2022.
وبلغت تحويلات المصريين العاملين بالخارج، خلال السنة المالية 2023 -2024 نحو 21.9 مليار دولار، وفق البنك المركزى المصري، بعد أن وصلت أعلى مستوياتها على الإطلاق فى العام المالى 2021-2022 عند 31.9 مليار دولار.
وأضاف شوقى أن تزامن الاعتماد على تطبيق إنستاباى فى استقبال التحويلات، مع قرار المركزى بإتاحة فتح حساب بنكى بداية من سن 15 سنة، سيعمل على توسيع قاعدة المتعاملين به خارج وداخل مصر بشكل تدريجي، موضحًا أن أغلب مستفيدى التحويلات من فئة الشباب، وهذا ما يُعزيز خطة الشمول المالي.
وسمح البنك المركزى المصرى للبنوك بفتح حسابات مصرفية للشباب من سن 15 إلى 21 عامًا، دون الحاجة لموافقة ولى الأمر، بدلًا من سن 16 عامًا، بحسب أحدث تعديلات على الكتاب الدورى الصادر فى 27 يناير 2021.
وتوقع شوقى أن يتجاوز إجمالى عدد مستخدمى التطبيق 12 مليون عميل بنهاية يونيو 2025.
ووصل عدد مستخدمى انستاباى نحو 11.5 مليون عميل حتى نوفمبر 2024، بحسب التصريحات الأخيرة إيهاب نصر، وكيل محافظ مساعد بقطاع العمليات المصرفية ونظم الدفع بالبنك المركزى المصرى.
ويرى شوقى إن تلك الخطوة قد تُنذر بظهور تطبيقات تحويل لحظى جديدة مثل إنستاباى خلال الفترة المقبلة، مما يُدعم خطة الدولة والبنك المركزى نحو الشمول المالي.
ويتوقع شوقى أن يتجاوز نسبة الأفراد المشمولين ماليا إلى 75% بنهاية السنة المالية الحالية 2024 – 2025.
وارتفعت نسبة الشمول المالى إلى 71.5% بنهاية يونيو 2024، بحسب البنك المركزي.
ويرى شوقى، أن التحويلات اللحظية لعمليات المصريين فى الخارج تُزيد من الاحتياطى الأجنبي، من خلال الاحتفاظ بالعملة الأجنبية مقابل سدادها بالمصرى من ناحية، ومن ناحية أخرى الاحتفاظ بالعمولة لدى المركزي.
وأعلن البنك المركزى ارتفاع الاحتياطى الأجنبى لـ46.94 مليار دولار نهاية أكتوبر الماضي.