ذكر تقرير، أن شركة “نتفليكس” الأمريكية للبث الرقمي، استثمرت في إفريقيا نحو 175 مليون دولار خلال الفترة بين 2016 و2023.
ووفق التقرير، تلقت دولة جنوب إفريقيا 71% من مجمل تلك الاستثمارات، بينما تلقت نيجيريا، صاحبة أكبر اقتصاد في القارة والمواهب الخلاقة في صناعة الترفيه والأفلام نسبة ضئيلة من الاستثمارات.
يأتي ذلك فيما نفت شركة “نتفليكس” تقارير تتحدث عن انسحابها من نيجيريا، واعتبرتها شائعات لا أساس لها من الصحة، مؤكدة الالتزام بمواصلة أعمالها في البلاد، والاستثمار في المحتوى المحلي لترفيه المشاهدين النيجيريين وجذبهم.
غير أن مصادر مطلعة داخل صناعة الترفيه والأفلام في البلاد قالت لمنصة “سيمافور”، المعنية بالشؤون الإفريقية – التي أوردت التقرير – إن عملاق البث الرقمي العالمي للأفلام والمسلسلات والوثائقيات، تخفض من حجم إنتاجها الأصلي في نيجيريا.
وقال صناع أفلام سينمائية، عملوا مع منصة “نتفليكس” في مجالات إنتاج محلي نيجيري، إن منتجين ومخرجين لأفلام نيجيرية أُبلغوا الشهر الماضي أن مشروعاتهم الأصلية المتفق على إنتاجها مع “نتفليكس”، إما أُرجئت، وإما وُضعت على “الرف”، في الوقت الحالي.
وعللت “سيمافور” أسباب تلك الأجواء بتحديات اقتصادية تتمثل في تخفيض العملة المحلية النيجيرية “نيرة”، وتصاعد معدلات التضخم باستمرار، ما جعل تكاليف الإنتاج غير مستدامة على المدى القريب، علاوة على ضغوط إجرائية.
يأتي نفي “نيتفليكس”؛ ليعكس التزام المنصة العالمية بمواصلة استراتيجيتها لتوسيع حضورها في أفريقيا، تلك المنطقة الواعدة في نموها وانتعاشها، وذلك من خلال تعميق روابطها مع الأسواق الجماهير المحلية في القارة.
ويعتقد بعض صناع الأفلام في نيجيريا أن “نتفليكس” ستواصل الترخيص باستخدام الأفلام النيجيرية وبثها رقمياً، لكن سيقتصر الأمر على تلك الأفلام التي تحظى بقبول في دور العرض، بدلاً من ضخ استثماراتها في الإنتاج المحلي للأفلام.
ويفترض آخرون أن “نتفليكس” ربما تقتفي أثر خطوات شركة “أمازون برايم فيديو”، التي خفضت من حجم أعمالها في إفريقيا بشكل حاد في مطلع العام الجاري 2024.
واستغنت “أمازون” عن أعداد كبيرة من الوظائف، وقلصت من استثماراتها في المحتوى المحلي الإفريقي، وعزت ذلك إلى تحديات وصعوبات تتعلق بقدرتها على تحقيق ربحية عبر أسواق القارة الإفريقية؛ بما فيها نيجيريا.