أدى استمرار ارتفاع تكاليف الشحن والطاقة فى الدول الأوروبية مع صعوبة الاستيراد من الصين، إلى زيادة الطلب الأوروبي على المعادن المصرية خلال الأسابيع الأخيرة، وفق متعاملون فى السوق لـ “البورصة”.
وتصدر قطاع مواد البناء والصناعات المعدنية قائمة القطاعات الأعلى تصديرًا في مصر خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجارى، بقيمة صادرات 6.47 مليار دولار، مقابل 5.66 مليار دولار في الفترة نفسها من 2023، بنمو تجاوز 14%.
وقاد قطاع الصناعات المعدنية نمو صادرات مواد البناء بنسبة 23% لتبلغ 4.679 مليار دولار خلال الفترة من “يناير- أغسطس 2024” مقابل 3.816 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، وفقًا للمجلس التصديرى للقطاع.
«حنفي»: تكاليف الشحن والطاقة سبيلنا للتواجد بقوة فى أوروبا
وقال محمد حنفى، المدير التنفيذى لغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، إن ارتفاع الطلب الأوروبي على المنتجات المصرية يعود إلى ارتفاع تكاليف الشحن في الصين والتي تتسبب في زيادة الأعباء على الشركات الأوروبية وهو ما دفع الأخيرة إلى البحث عن بدائل فى السوق المصرى.
وأضاف لـ «البورصة»، أن ارتفاع أسعار الطاقة أيضًا في أوروبا، جعلها تعتمد أكثر على استيراد المعادن سواء نصف مصنعة أو منتج كامل الصنع، بالإضافة إلى أن التراجع المستمر فى قيمة العملة ساهم فى خفض سعر المنتج المصرى فى الأسواق الخارجية.
ولفت إلى أن الطلب في السوق المحلي يشهد حالة من الهدوء النسبي، نتيجة ترقب الشركات للقرارات والقوانين الجديدة التي تتعلق بالقطاع العقاري والضرائب، وهو ما دفعها تتجه للتصدير بشكل أكبر خلال الفترة الحالية.
وقال حسن المراكبي، رئيس مجموعة «المراكبى للصلب»، إن المجموعة تتوسع في تصدير لفائف السلك إلى العديد من الأسواق الأوروبية بدعم من ارتفاع الأسعار المحلية عقب الزيادات الأخيرة فى أسعار الطاقة.
وأضاف لـ «البورصة»، أن الشركة بدأت عمليات التصدير قبل أربع سنوات، ونجحت فى أن تكون من الشركات القليلة التى تُصدر حديد تسليح ولفائف السلك؛ نظراً إلى صعوبة تصدير حديد التسليح الذى يتطلب اشتراطات ومواصفات معتمدة حسب كل دولة مستوردة.
ولفت إلى أن إجمالى إنتاج المجموعة من الصلب والحديد ومنتجات أخرى بلغ 450 ألف طن بنهاية عام 2023، ومن المخطط أن يصل إلى 550 ألف طن بنهاية العام الجارى، بحجم تصدير يبلغ 40% من الإنتاج.
هارون: الشركة تُصدر 300 طن ألومنيوم شهريًا لـ5 دول أوروبية
وقال محمد هارون، رئيس مجلس إدارة شركة إيليت لسحب الألومنيوم إحدى الشركات التابعة لمجموعة هارون للألومنيوم، إن الشركة تصدر للدول الأوروبية أبرزها النمسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا وإسبانيا وهولندا بحجم صادرات يقدر بـ300 طن شهريًا وقيمة تصل لمليون دولار.
وأضاف لـ «البورصة»، أن السوق الأوروبي من أكثر الأسواق المستقبلة للمعادن المصرية خلال الفترة الحالية للاستفادة من تكاليف الشحن المنخفضة وانخفاض سعر العملة وجودة المنتجات المرتفعة.
وأشار «هارون»، في تصريح سابق لـ «البورصة»، إلى أن المجموعة تستهدف ضخ استثمارات بقيمة 5 مليارات جنيه لإنشاء مصنع جديد مخصص لسحب الألومنيوم على مساحة 150 ألف متر مربع بمدينة السادات الصناعية، على أن يتم وضع خطة للانتهاء من المرحلة الأخيرة من إنشاء المصنع بحلول 2029.
وأوضح أن الهدف من تدشين المصنع هو زيادة صادرات الشركة خاصة إلى الدول الأوروبية خلال السنوات المقبلة.
وبدوره، قال عبدالله الغزالي، رئيس مجلس إدارة مجموعة «الغزالى جروب»، إن زيادة الطلب الأوروبي على المعادن المصرية يعود إلى صعوبة التصنيع في أوروبا نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة على خلفية الحرب الأوكرانية التي لا تزال مستمرة.
وأضاف لـ «البورصة»، أن مصر كانت من أكبر الدول المستفيدة من توجه دول الاتحاد الأوروبي للبحث عن أسواق جديدة لتلبية احتياجاتها، وذلك لقرب المسافة بينهما. موضحًا أنه يستهدف التوسع بهدف استغلال الفرص التصديرية في أروربا.
وأوضح «الغزالي» أن المجموعة تستهدف ضخ 50 مليون جنيه استثمارات جديدة خلال الفترة المقبلة للحصول على قطعة أرض على مساحة 5 آلاف متر مربع لإنشاء مصنع جديد ببلبيس فى مجال الإنشاءات المعدنية والمدنية.
ونوه بأن مصنع الشركة الخاص بالإنشاءات المعدنية والمدنية، ينتج نحو ألف طن سنويًا من الحديد ويقوم بتصدير 10% من الإنتاج إلى السودان وليبيا بحجم صادرات يصل إلى 10 ملايين جنيه.