تخطط عدد من الشركات العاملة فى القطاع الصناعى لتطوير مشروعات عقارية، سعياً لتعزيز تدفقاتها المالية من مصادر جديدة وتأمين استقرارها أمام تقلبات السوق.
يعكس هذا الاتجاه تطورًا مهمًا فى استراتيجيات الاستثمار، ويثير تساؤلات حول أثره على السوق العقارى، ومدى قدرة الشركات الصناعية على تحقيق النجاح وسط منافسة قوية ومخاطر محتملة.
قال الدكتور سمير عارف، رئيس مجلس إدارة مجموعة الأهرام لنظم الأمان، إن الشركة لفترة طويلة كانت تركز على الاستثمار فى النشاط الصناعى، لكن الرغبة فى ضمان استمرارية الموارد المالية للشركة تحوطًا من أى مستجدات قد تطرأ على النشاط الصناعى دفعها إلى تحويل نشاطها الاستثمارى.
أضاف عارف، أن الشركة اختارت الاستثمار فى السوق العقارى للاستفادة من النشاط القوى الذى يشهده فى جميع المحافظات بدعم من خطة الدولة لزيادة عدد الوحدات السكنية أمام المواطنين.
أوضح أنه ساهم فى تأسيس شركة وادى فالى للتطوير العقارى، والشركة بدأت فى إنشاء كمبوند فيلات متكامل الخدمات فى مدينة العاشر من رمضان باسم “THE CAPITAL”، على مساحة 31 ألف متر مربع.
التسليم السريع وحوافز الأجانب.. آليات جديدة لتسويق المشروعات العقارية
أشار إلى أن الشركة تمتلك محفظة أراض جيدة فى العديد من المدن، لكنها تركز على التوسع فى مدينة العاشر من رمضان لتوفير أكبر عدد من الوحدات أمام النمو السكانى المتزايد بالمدينة.
وقال عارف، إن مدينة العاشر من رمضان تعتبر قاعدة مهمة للمستثمرين ورجال الأعمال وفئة كبيرة منهم تسعى إلى الاستقرار فى المدينة، وبالتالى يحتاجون إلى إسكان فاخر، لذلك تحاول الشركة الاستفادة من هذه الفرصة لتوسيع حجم أعمالها.
أضاف أن المشاريع العقارية ذات الجودة العالية تلعب دورًا كبيرًا فى تعزيز ثقة العملاء، مشيرًا إلى التزام الشركة بتقديم أعلى معايير الجودة والالتزام بجداول التسليم المحددة.
ومجموعة الأهرام للكوالين هى شركة عائلية، تأسست عام 1945، وتعمل فى مجال تصنيع وإنتاج وتصدير كوالين الأبواب والسلندرات والأقفال، وتضم 3 مصانع، هى: الأهرام للمعادن، وهاى تك، ونيو هاى تك.
رشوان: خطة لتأسيس شركة عقارية
وقال المهندس أحمد رشوان، رئيس مجلس إدارة شركة رشوان للمنتجات الحديدية، إن تراجع الطلب فى السوق المحلى على منتجات القطاع دفع الشركة إلى الاستثمار فى قطاعات جديدة لاستمرار تدوير رأس المال.
أضاف رشوان، أن الشركة كانت تمتلك 5 قطع أراض فى مدينتى 6 أكتوبر والقاهرة الجديدة بمساحة إجمالية تصل إلى 60 ألف متر مربع وقررت تطويرهم وإنشاء مشروعات سكنية بدلًا من التوسع فى نشاطها الصناعى.
شركات العقارات تعود إلى “زيرو مقدم” لتنشيط المبيعات
أوضح أن الشركة تخطط لتأسيس شركة تطوير عقارى لتكون الذراع الاستثمارية فى هذا القطاع، وذلك بعد الانتهاء من تنفيذ المشروعات منتصف العام المقبل.
أشار إلى أن خطة الشركة تتضمن التوسع خارج حدود المحافظات التى تشهد منافسة كبيرة بين المطورين العقاريين، وتفاضل حاليًا بين محافظة الإسكندرية وبعض مدن الصعيد التى تحتاج إلى إسكان فاخر أو متوسط.
مصادر: أحد كبار مستثمرى الحديد يؤسس شركة للتطوير العقارى
وقالت مصادر لـ”البورصة”، إن أحد كبار المستثمرين فى قطاع الحديد والصلب بالسوق المصرى، يؤسس شركة متخصصة للتطوير العقارى لتكون ذراعًا استثماريًا تمهيدًا لتطوير عدد من المشروعات داخل القاهرة الكبرى وخارجها، ومن المقرر إطلاق الشركة خلال الربع الأول من العام المقبل.
البستانى: دخول مستثمرين جدد للقطاع العقاري “سلاحًا ذو حدين”
وقال المهندس محمد البستانى، رئيس مجلس إدارة شركة البستانى للتنمية العقارية، إن دخول مستثمرين جدد للقطاع العقارى لتنويع محفظة الاستثمارات يعتبر “سلاحًا ذو حدين”.
أضاف أن دخول شركات جديدة إلى السوق يمكن أن يكون إيجابيًا إذا اعتمدت تلك الشركات على فريق عمل يمتلك خبرة وكفاءة فى جميع المجالات المرتبطة بالتطوير العقارى، سواء التنفيذ أو التسويق، أو الإدارة.
أوضح البستانى، أن أبرز السلبيات تتمثل فى دخول غير المتخصصين إلى القطاع العقارى دون خبرة كافية، مما يؤدى إلى تعثر المشروعات وعدم اكتمالها، متابعًا “لكل مهنة خبراتها الخاصة، ودخول أشخاص غير مؤهلين يعرقل عملية التنفيذ والتطوير”.
شركات المقاولات تطالب بتيسيرات لتجنب سحب المشروعات
وقال إن نجاح الشركات الجديدة يعتمد على تقديم منتجات عقارية تلبى احتياجات العميل، فضلًا عن كسب ثقة العميل، وتوفير ملاءة مالية جيدة تمكنها من الاستمرار فى حالة وجود متغيرات بالسوق تتعلق بالأسعار.
أضاف أن إعداد دراسات جدوى دقيقة بإشراف متخصصين يعد من الخطوات الأساسية لضمان نجاح أى مشروع، لافتًا إلى أن توفر الرؤية الجيدة والدراسات المتخصصة يسهم فى جذب المزيد من الاستثمارات إلى القطاع، وهو ما يعزز من قدرته على النمو والتوسع.
وشدد البستانى على أهمية دور الدولة فى مراقبة أداء الشركات الجديدة لضمان المصلحة العامة، وحماية العاملين فى القطاع العقارى من التأثيرات السلبية لأى ممارسات ناتجة عن قلة الخبرة.
عبدالغنى: نمو القطاع العقارى شجع المستثمرين على ضخ أموال فى مشروعات جديدة
وأكد الدكتور محمد عبد الغنى، رئيس مجلس إدارة شركة “ECB” للاستشارات الهندسية، أن الدولة أبدت اهتماماً كبيرا بقطاع العقارات فى الفترة الأخيرة، من توفير الأراضى اللازمة للمشروعات العقارية ودعم التوسع العمرانى من خلال إنشاء عدد من المدن الجديدة.
أوضح أن هذه الجهود شجعت المستثمرين على ضخ أموالهم فى القطاع، مشيراً إلى أن المنافسة المتزايدة بين الشركات تسهم فى تقديم أفكار جديدة وتحسين جودة المنتجات العقارية.
وطالب المستثمرين بالالتزام بالقواعد وتعيين الكفاءات المناسبة لضمان استقرار السوق وتجنب التعثر، والحرص على دراسة السوق العقارى بشكل مستمر، فضلًا عن الاهتمام بملف التنفيذ وتسليم الوحدات للعملاء وفقًا للجداول الزمنية لبناء الثقة مع العميل.
أشار عبدالغنى إلى أن الإقبال على الوحدات السكنية الجديدة يعد مؤشرًا إيجابيًا للمستثمرين، لاسيما المصريين المقيمين بالخارج، الذين يرون فى انخفاض سعر العملة فرصة جاذبة للاستثمار العقارى.
كما شدد على ضرورة أن تتسم المشروعات العقارية بالتنوع والابتكار عن المنتجات الحالية فى السوق، لضمان جذب العملاء.
راشد: نجاح المستثمرين الجدد فى القطاع يعتمد على وضع خطط واضحة
وقال الدكتور محمد راشد، عضو غرفة صناعة التطوير العقارى باتحاد الصناعات المصرية، إن نجاح المستثمرين الجدد فى القطاع العقارى يعتمد على وضع خطط واضحة وأهداف محددة.
وشدد على أهمية الاستعانة بالخبرات المتخصصة فى جميع مراحل تطوير المشروعات، بدءًا من إعداد دراسات الجدوى وحتى تقديم خدمات ما بعد البيع.
أضاف راشد، أن الشراكات مع شركات ذات خبرة قد تكون خيارًا مناسبًا للمستثمرين الجدد لتقليل المخاطر وتعزيز فرص النجاح.
ودعا إلى ضرورة إصدار السجلات التجارية والبطاقات الضريبية للشركات الجديدة، والتسجيل فى غرفة التطوير العقارى لضمان الالتزام بالمعايير المهنية.
وأكد أهمية دور الدولة فى تنظيم القطاع العقارى ومتابعة أداء الشركات الجديدة لضمان تقديم مشروعات ذات جودة عالية.
وأشار إلى أهمية إسناد المشروعات الكبرى لشركات ذات خبرة وسابقة أعمال قوية لتعزيز ثقة العملاء وضمان وجود توازن بالقطاع العقارى، فضلا عن حفظ حقوق العملاء.
أضاف أن الدولة يمكنها تنظيم السوق العقارى من خلال وضع إجراءات وشروط واضحة تضمن التزام المطورين بتسليم المشروعات فى مواعيدها المحددة وبالجودة المطلوبة.
وقال إنه مع تزايد المنافسة بين الشركات العقارية، يظل نجاح الشركات الجديدة مرتبط بقدرتها على تقديم منتجات عقارية متميزة، مع الالتزام بالتنفيذ، والحفاظ على جودة المنتج المقدم للعميل، والتعاون مع الكفاءات والخبرات المتخصصة.