قال رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، إن قطاع المدفوعات في مصر يواجه تحديات قانونية تعيق تطوره وتوسعه.
وأوضح ساويرس، في مقابلة مع ياسمين منير ورضوى إبراهيم مديرتا التحرير والشريكتان المؤسستان لجريدة حابي، خلال مؤتمر الجريدة السنوي السادس، الذي عقد أمس الإثنين، أن أحد المعوقات الرئيسية يتمثل في اشتراط أن يكون لدى الشركات العاملة في هذا القطاع شراكة مع بنك.
وأوضاف أنه في حال كان الهدف هو إنشاء بنك متخصص، فإن اشتراطات القانون الحالية لا تحقق هذا الهدف، حيث يصبح البنك شريكًا منافسًا للشركة، مما يعرقل تقدمها.
الوضع بالمنطقة محفوف بالتحديات.. ومصر تتمتع بمقومات قوية جاذبة للاستثمار
وقال ساويرس، إن الوضع السياسي والاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط يشهد تحديات كبيرة، مشيرًا إلى تصاعد الأحداث في سوريا وليبيا وأثرها على الاستثمارات.
وأضاف أن المنطقة تواجه خيارين صعبين: إما أنظمة دينية متطرفة أو حكومات دكتاتورية، وهو ما يعقد المشهد الاستثماري في دول مثل سوريا، التي ما زالت تعاني من حالة من الركود والتخلف التكنولوجي والاقتصادي.
وفي حديثه عن الوضع في مصر، أكد ساويرس أن هناك تقدمًا ملحوظًا خلال العشرين عامًا الماضية، مشيرًا إلى أن البلاد قد شهدت تحسنًا كبيرًا في البنية التحتية، بما في ذلك شبكات الطرق، وكذلك تنامي القطاع الخاص الذي أصبح لديه قدرة تنافسية قوية في التصدير.
“نجيب ساويرس”: نعتزم طرح “أورا” فى البورصة المصرية خلال 3 سنوات
وتابع أنه على الرغم من الظروف الصعبة في بعض الدول المجاورة، مثل السودان والعراق، فإن مصر تظل أفضل بكثير مقارنة بالكثير من هذه الدول، مؤكدًا أن الوضع في البلاد أفضل من العديد من الدول الكبرى مثل البرازيل التي زارها مؤخرًا.
كما أكد على أهمية التركيز على زيادة الصادرات وضرورة تحسين المناخ الاستثماري بشكل عام، خاصة في القطاعات التي تتمتع مصر فيها بميزة نسبية.
وأشار ساويرس، إلى أن البورصة المصرية تشهد نموًا ملحوظًا، وهو مؤشر إيجابي بالنسبة للمستثمرين، معتبرًا أن الوضع في مصر يشهد تحسنًا مستمرًا على الرغم من التحديات السياسية في المنطقة.
“ساويرس” يعتزم ضخ 150 مليون دولار استثمارات فى قطاع الفنادق
وقال ساويرس، إنه يعتزم إقامة فندق أو فندقين بالقرب من منطقة الأهرامات ومطار سفنكس، باستثمارات 150 مليون دولار على الأقل للفندقين.
وأشار إلى أن منطقة الأهرامات تعاني من نقص عدد الغرف الفندقية فضلا عن أن قرب الفنادق الجديدة المرتقب إطلاقها بالقرب من مطار سفنكس يوفر الوقت للسياح، لافتا إلى أن الشركة تستهدف التوسع في صناعة المطاعم خارج مصر.
أسعار الذهب مرشحة للارتفاع بفعل التوترات الجيوسياسية
وقال إن التوترات الجيوسياسية في العالم تدعم التوقعات الإيجابية لمزيد من الارتفاع في أسعار الذهب، مشيرا إلى أن الغالبية ترى أن المعدن النفيس هو الملاذ الآمن.
ولفت ساويرس، إلى أن الذهب تداول عند سعر 1500 دولارا منذ عامين وأصبح الآن عند 2700 دولار.
وأشار إلى أن عدد المناجم الجديدة التي تنتج أقل من الطلب السنوي على الذهب بمراحل كثيرة، مضيفا: “المعروض أقل من المطلوب”.
وعزا ارتفاع سعر الذهب إلى أن هناك دولتين عظمتين تشتري نصف إنتاج الذهب وهما روسيا والصين بفعل مخاوف هيمنة الدولار.
تابعة لساويرس تبدأ حملة تنقيب مكثفة عن الذهب فى “وادى دبور”
وأشار إلى أن الصين أوقفت شراء الذهب منذ 6 أشهر وهو دفع الذهب للانخفاض لنحو 100 دولار، إلا أنها عاوت حاليا عمليات الشراء منذ 3 إلى 4 أيام.
وتطرق إلى أن الاستثمار في التنقيب يتطلب الانتظار من 3 إلى 4 سنوات لرؤية العائد، وفي الوقت نفسه نبه إلى أن عمليات استكشاف الذهب محفوفة بالمخاطر وتحتاج إلى مدى زمني طويل لجني الثمار.
وأكد على أن شركته المتخصصة في التنقيب تمتلك امتياز لنحو 5 مواقع وأن التقارير الأولية لعملياتها مبشرة.
“ساويرس” السوق العقاري لا يزال بعيدا عن الاكتفاء الذاتي من الوحدات
وأكد ساويرس، أن السوق العقاري المصري لا يزال بعيدا عن الاكتفاء الذاتي بالوحدات التي يتم بنائها، وهو ما يعني استمرار الطلب على الوحدات السكنية، في ظل النمو السكاني المتزايد، والذي يتزامن مع زيادة المعرض، وهو ما يؤكده وصول حجم مبيعات 10 شركات عقارية في السوق إلى 30 مليار جنيه في العام.
وقال إنه يتم بيع الوحدات على فترات طويلة تصل إلى 10 سنوات، وعليه يتم الانتهاء من تنفيذ الوحدة خلال 3 أو 4 سنوات، ومن ثم استرداد قيمتها بعد انتهاء الدفعات، على الرغم من أن هذا الدور منوط بالبنوك القيام به، من خلال التمويل العقاري، مؤكدا أنه ليس دور المطور أن يمنح هذه التسهيلات.
وأضاف أن المطور يقوم بالحصول على قرض قيمته 5 مليار أو 7 مليار جنيه حتى يقوم بالبدء في المباني، لافتا إلى أن معدلات الفائدة الحالية تؤدي إلى تآكل الأرباح المحققة، لاسيما في ظل زيادات الأسعار على المكونات المستوردة
الشركات الناشئة بحاجة للإبداع والبعد عن التكرار
وأكد نجيب ساويرس، أن مصر تتمتع بميزة كبيرة في قطاع الشركات الناشئة بفضل ما وصفه بـ”القوة الناعمة”، التي تتمثل في الشباب المتعلم والمسلح بالمعرفة الحديثة التي اكتسبها من خلال دراستهم في الخارج.
وأشار، خلال مؤتمر حابي السنوي السادس، إلى أن هذا الجيل من الشباب يتمتع بقدرة على الابتكار ويجلب أفكارًا جديدة ومتطورة في مجالات التكنولوجيا.
وأضاف ساويرس، أن هؤلاء الشباب عند عودتهم إلى مصر، يقومون بتوظيف هذه المعارف والمهارات في مشاريعهم، مما يساهم في خلق فرص عالية العائد في السوق المحلي.
وأوضح أن هناك العديد من الشركات الكبرى في مصر التي توفر التمويل اللازم لهذه الشركات الناشئة لدعمها في مرحلة البداية، إلا أنه لفت إلى أن بعض الأفكار التي يتم إطلاقها غالبًا ما تكون مكررة، وهو ما يعكس حاجة السوق إلى المزيد من الابتكار والإبداع.
صناعة الأثاث في مصر واعدة وذات قدرات تصديرية تنافسية كبيرة
قال رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، إن صناعة الأثاث في مصر تتسم بكونها واعدة، حيث أنه كلما تم التوسع في إنشاء فنادق جديدة، سيتم الاعتماد على توفير الأثاث الذي تحتاجه تلك الفنادق على الشركات المصرية، منوها إلى القدرة التنافسية المرتفعة لهذه الصناعة على مستوى التصدير.
وأضاف ساويرس في مقابلة، خلال مؤتمر حابي السنوي السادس، والذي عقد أمس الإثنين، أنه يتم توفير الأثاث اللازم لكافة مشروعات شركة أورا من شركات مصرية، وذلك بتصميمات متميزة، وأسعار تنافسية، وجودة عالية، وهو جعل الشركة في غنى عن استيراد الأثاث من الخارج.
نجيب ساويرس: أتوقع تسجيل الذهب 3000 دولار.. ولن أرفع استثماراتي فيه
وتحدث ساويرس، عن مشاكل صناعة السكر، منوها إلى أن التدخلات في الصناعة مثل قيام مجلس الشعب برفع سعر شراء البنجر من الفلاحين سنويا، تجعل استيراد سكر خام من الخارج أوفر من شراء البنجر بالسعر الحالي من الفلاحين.
ولفت إلى أن ذلك يتزامن من الالتزام بالسعر المحدد للسكر، نظرا لكونه سلعة استراتيجية، الأمر الذي يلقى بظلاله السلبية على المصنع.
إفريقيا الوجهة الأفضل للصادرات المصرية
قال ساويرس، إن إفريقيا أصلح وجهة لمصر على مستوى التصدير، منوها إلى أنه خلال سفره إلى إفريقيا لاحظ أنها لا زالت تستورد الأثاث من تركيا وأوروبا.
وأكد أن صناعة الأثاث في مصر، إذا ركزت على السوق الإفريقي فقط، ستتمكن من تحقيق صادرات بمليارات، نظرا لجودة المنتج وأسعاره التنافسية.
وعلى مستوى صناعة الأدوية، أشار إلى وجود شركات أدوية ضخمة تتخوف من التوجه إلى السوق الإفريقية، حيث ترى أن الظروف به غير مواتية لذلك، في حين أن السوق هناك جيد للغاية، كما أن المنافسة به ضعيفة.
وأضاف أن إفريقيا تعاني من أزمة طاقة، ذلك فضلا عن مشكلة في التمويل، على الرغم من وجود هيئات دولية تساعد في التمويل، مما يعكس وجود مجال للتوسع في هذا الإطار، منوها إلى أن المقاولات أيضا أحد المجالات الواعدة في السوق الإفريقية
“ساويرس” ينصح المستثمرين باقتناص الفرص بالسوق العراقية
قال رجل الأعمال نجيب ساويرس، أن السبب الرئيسي للذهاب إلى السوق العراقية والأسواق الأخرى الموجودة في المنطقة، يتمثل في قلة المنافسة هناك، منوها إلى أنهم يعتمدون على الاستيراد بشكل كبير، كما أن المطورين هناك يعتمدون على المشروعات السريعة التي تحقق عائد سريع، فلا أحد منهم يسعى لتحقيق التنمية الشاملة.
وأضاف أن العراق لا تمتلك أي شيئا حاليًا، فلا تمتلك فنادق وتعاني نقص شديد في هذا الأمر، وكذلك نقص شديد في الطرق ونقص حاد في الكهرباء والمياه، وتابع قائلا: “العراق دولة ليست فقيرة، وبالتالي أنصح المستثمرين بالتوجه إليها”.
وتابع: “عندما استثمرت في المدينة خارج بغداد في العراق، جذبنا 7 أو 8 شركات مصرية للعمل هناك، وهو أمر يشعرني بالسعادة لأنه سيعود بالنفع على مصر في نهاية الأمر”.