شهدت بورصة طهران ارتفاعًا غير مسبوق في مستوياتها ؛ ما جذب الانتباه وأصبح بمثابة مرآة لتطورات الأسواق العالمية في عصر يشهد انتعاشًا مدفوعًا بالسيولة واستراتيجيات استثمار غير تقليدية.
ووصف محللو (بنك أوف أمريكا) وفق ما أورده موقع (إنفستنج) الأمريكي هذا الإنجاز بأنه مؤشر على الظروف “الفقاعية” المتزايدة في الأسواق المالية وهو مصطلح يعكس القلق من السلوك المضاربي والارتفاعات المبالغ فيها في التقييمات على مستوى العالم.
يأتي صعود السوق الإيرانية في ظل توترات جيوسياسية متقلبة وارتفاع معدلات التضخم العالمي وانتعاشات اقتصادية غير متوازنة عقب جائحة كورونا.
ويُبرز هذا الصعود جاذبية الأسواق الناشئة والأسواق الحدودية التي غالبًا ما تعمل على هامش النظام المالي العالمي السائد لكنها تقدم عوائد قد تكون مرتفعة مقارنة بالأسواق التقليدية إضافة إلى التحولات في السياسات المحلية مثل التيسير النقدي أو الإصلاحات الهيكلية لرأس المال المضاربي حتى في الاقتصادات التي تواجه تحديات مثل العقوبات الخارجية والمشاكل الداخلية.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن بعض المشاركين في السوق افترضوا أن صعود بورصة طهران قد يكون مدفوعًا بالمستثمرين المحليين الذين يسعون للجوء إلى الأصول بعيدًا عن الريال الإيراني المتراجع إلى جانب الأصول المرتبطة بالسلع التي تعززها تقلبات أسعار النفط ..موضحا أن إيران تعد من كبار منتجي النفط لذا فإن الاتجاهات العالمية في أسعار الطاقة قد أسهمت في رفع تقييمات القطاعات المرتبطة بالطاقة المدرجة في البورصة.
ويحذر محللو (بنك أوف أمريكا) من تفسير مثل هذه الارتفاعات على أنها مؤشرات على قوة اقتصادية مستدامة بدلاً من ذلك ، يشيرون إلى أن هذه المكاسب قد تعكس فقاعات مضاربية مدفوعة بالسيولة قصيرة الأجل وسلوك المستثمرين الجماعي.
ومن منظور جيوسياسي، يعد صعود السوق الإيرانية تذكيرًا بكيفية انحراف الحركات الاقتصادية المحلية عن السياقات الاقتصادية والسياسية الكبرى، كما يعكس كيف تعمل الأسواق المالية في كثير من الأحيان بشكل مستقل عن الأساسيات الاقتصادية خاصة في بيئات السيولة الزائدة.