شهدت العاصمة الإدارية يوم 14 ديسمبر انطلاق فعاليات الدورة الأولى للقمة الدولية للتقييم والتطوير تحت شعار “التقييم: بوابة التنمية البشرية”، والتى نظمتها شركة “هارت تو هارت للاستشارات” بالتعاون مع شريكها الدولى “تالوجى”.
شهدت القمة حضور نخبة من المسؤولين الحكوميين أبرزهم الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة، والدكتور هشام بدر نائب وزيرة التخطيط والتعاون الدولى، وقادة القطاع الخاص ورؤساء التنمية البشرية فى القطاعين العام والخاص لمناقشة التحديات فى مجال تقييم الموظفين والتدريب وتكلفة التعيينات الخاطئة إلى جانب عدد من النماذج الناجحة فى التقييم والتدريب بالمؤسسات.
وأكد الدكتور هشام منصور، رئيس القمة، على أهمية الاستثمار فى رأس المال البشرى، مشيرًا إلى أنه تم صرف ما يقارب 3 مليارات دولار فى عام 2024 على تدريب الموظفين فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ورغم ضخامة هذا الاستثمار، إلا أن جزءًا كبيرًا من هذه الأموال لم يُنفق على أسس علمية مدروسة، مما أدى إلى تراجع عوائد الاستثمار فى بعض الحالات.
أضاف أن التعيين والترقية والتدريب فى الشركات يجب أن يرتبط بتقييم شامل للموظف لضمان ملاءمة الشخص المناسب للمكان المناسب، مشبّهًا التقييم بتشخيص الطبيب للمريض، حيث لا يمكن تحسين أداء الموظفين دون تقييم علمى دقيق.
كما أشار إلى أن المؤسسات التى تعتمد على التقييم المنهجى تحقق نتائج أفضل فى تطوير الكوادر البشرية وتعزيز الإنتاجية، ونحن فى مرحلة إدارة رأس المال البشرى والتى يعتبر بها الموظفين هم رأس مال الشركة التى يحب أن نستثمر به.
وأكد الدكتور هشام بدر، نائب وزيرة التخطيط والمشرف على جائزة مصر للتميز الحكومى، أن القمة كانت منصة هامة للتعلم وتبادل الخبرات، مشيرًا إلى أن التقييم أصبح ضرورة أساسية فى تدريب الموظفين وتطوير الأداء الحكومي، كما أن تعزيز ثقافة التقييم يسهم فى الارتقاء بجودة الخدمات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف أن جائزة مصر للتميز الحكومى تهدف إلى تحفيز الموظفين الحكوميين من خلال تقييم الأداء وتطويره بطريقة مبتكرة، مما يحفز الارتقاء بمستويات الأداء والالتزام بمعايير الجودة والتميز وتحسين جودة الحياة والخدمات المقدمة للمواطنين.
وخلال جلسة تكلفة التعيينات الخاطئة، قال الدكتور حاتم الوردانى رئيس شركة Astrazeneca بمصر، إن التوظيف هو بمثابة رحلة تبدأ بتحديد الدور الذى يقوم به الموظف بشكل واضح: ما الذى تريده بالضبط، وما الذى تطمح لتحقيقه، وأيضاً عملية الفلترة مهمة جداً فى التوظيف.
أضاف أن جزءاً من التقييم الشامل هو إزالة التحيز اللاواعى ووجود لجنة متنوعة من حيث الخلفيات والخبرات، بالإضافة للاختبارات مثل اختبار السلوك القيادي، واختبارات الكفاءات، والذكاء العاطفى هى أيضاً جزء من التقييم الذى يجب دمجه.
وفى جلسة خاصة حول “تحليل وفهم الجيل Z”، تحدثت شيماء العشري، استشارية إدارة العمليات، عن الفجوة الكبيرة بين الأجيال فى سوق العمل، مشيرة إلى أن دخول الجيل الجديد “الجيل Z” إلى سوق العمل أدى إلى اختلافات واضحة فى أساليب الإدارة والسياسات بين الأجيال الأكبر والأجيال الأصغر.
وأوضحت أن الجيل Z يشكل حاليًا ما يقارب 20% من القوى العاملة، وأنه من الضرورى تعديل السياسات داخل المؤسسات لاستيعاب أفكارهم ومنظورهم الجديد.
وأضافت أن الجيل Z يمتلك مهارات كبيرة فى التكنولوجيا والتعلم الرقمى والتنوع الثقافي، ولكنهم بحاجة إلى التوجيه الكافى لتطوير أدائهم وتحقيق إمكاناتهم.
وأشارت إلى أن الشركات التى تستثمر فى فهم هذا الجيل واستيعاب احتياجاته ستتمكن من تحقيق تقدم ملحوظ فى تحقيق أهدافها المستقبلية.
وضمن فعاليات القمة، أطلق عبد الرحمن هشام، مدير الابتكار والتسويق بشركة “هارت تو هارت للاستشارات”، لعبة ورقية تفاعلية، قُدمت كهدية رئيسية للضيوف، ضمن مبادرة “الألعاب فى التعلم”، وتهدف اللعبة إلى محاكاة واقع التنمية البشرية بأسلوب عملى ممتع، حيث تتيح للمشاركين خوض تجربة شاملة تشمل تقييم الأداء، معالجة التحديات المفاجئة، وبناء خطط التطوير مع مراعاة قيود الميزانية.
وأكد عبد الرحمن على أهمية البعد الإنسانى فى بيئة الأعمال معتبراً أن القيادة الناجحة تقوم على الإلهام والاحترام وليس الخوف، وأن كل تفاعل فى مكان العمل يُعد فرصة لتعزيز قيم اللطف، والرحمة، والفهم.
وفى ختام القمة أعلنت شركة “هارت تو هارت للاستشارات” عن انطلاق الدورة الثانية من القمة خلال عام 2025 لتضم خبراء دوليين ودراسات وتحليلات عن مجال التقييم والتدريب والتوظيف، بالإضافة إلى شراكات كبرى مع القطاع الحكومى والقطاع الخاص لاستثمار رأس المال البشرى بالمؤسسات وتطوير أداء الموظفين وتحسين جودة الخدمات.