ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الاقتصاد الأمريكي نما على مدى السنوات الخمس الماضية، بنسبة 12% وذلك خلال فترة الركود الناجمة عن جائحة فيروس كورونا وتداعياته التضخمية،أما الاقتصاد الألماني فلم يشهد نموا على الإطلاق.
وقالت الصحيفة -في تحليل لها بشأن الأوضاع في ألمانيا- إن المحرك الاقتصادي الألماني -وهو ثالث أكبر محرك في العالم- توقف ولم تتمكن الطبقة السياسية هناك من الاتفاق على السبب وراء ذلك أو ما الذي ينبغي لها أن تفعله حيال ذلك .
وأضافت الصحيفة أنها مثلها مثل العديد من الدول الغربية الأخرى في حقبة ما بعد الجائحة، تعاني ألمانيا من وعكة اقتصادية.
وقالت الصحيفة إن النسخة الأمريكية التي ساعدت دونالد ترامب على الفوز بولاية أخرى في نوفمبر الماضي كانت تدور إلى حد كبير حول الألم المستمر الناجم عن ارتفاع الأسعار نتيجة الجائحة، ولهذا السبب لم يكافئ الناخبون نائبة الرئيس كامالا هاريس على النمو الاقتصادي الذي فاق كل التوقعات في عهد الرئيس بايدن، بل على العكس كانوا غاضبين للغاية إزاء تكلفة المشتريات من البقالة وأسعار والإيجار.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الاقتصاد الألماني انكمش في الجائحة، ثم انتعش، ثم عاد للركود على مدى العامين الماضيين، غير أنه تجنب الركود بصعوبة هذا العام. فقد ساعدت أرقام النمو الكئيبة في إثارة حفيظة الجمهور تجاه شولتز وحزبه الديمقراطي الاجتماعي الليبرالي. كما ساعدت في دفع التفكك المرير للائتلاف المكون من ثلاثة أحزاب والذي قاده منذ عام 2021، مما مهد الطريق لتصويت الثقة يوم الاثنين والانتخابات البرلمانية المبكرة في فبراير.
ومضت الصحيفة تقول إن الاقتصاد الألماني ليس في حالة سقوط حر، غير أن فترة ضعفه المطولة هي بالفعل نقطة محورية للمرشحين الذين يتنافسون على قيادة الحكومة المقبلة في لحظة خطيرة بالنسبة لألمانيا وأوروبا.
ونسبت الصحيفة إلى إيمي جوتمان، رئيسة جامعة بنسلفانيا السابقة والتي عملت سفيرة للرئيس جو بايدن في ألمانيا من عام 2022 حتى هذا العام، قولها في مقابلة: “نحن نتحدث عن اقتصاد في حالة ركود، وليس في كارثة”.
وأضافت أن “ألمانيا هي أقوى اقتصاد في أوروبا ــ ولا تزال كذلك، ولم يتغير هذا ــ وأعتقد أنها ستظل كذلك في المستقبل”، ولكن فقط إذا أجرت ألمانيا تغييرات”.
وتشمل أكبر المشاكل الاقتصادية التي تواجهها البلاد التراجع واسع النطاق في الصناعات الثقيلة التي كانت المحرك لنموها لعقود من الزمان، وسوق عالمية متراجعة لسلعها المصدرة، بحسب الصحيفة الأمريكية التي أشارت إلى أن شركات صناعة السيارات وغيرها من الشركات للصناعات الثقيلة أعلنت عن تسريح العمالن بينما ويشكو رجال الأعمال بمرارة من ارتفاع أسعار الطاقة التي تخنق قدرتهم على المنافسة، لا سيما مع المنتجات منخفضة التكلفة من الصين، كما أن محاولات الحكومة لتحويل البلاد إلى مصادر أقل انبعاثات للكهرباء، واستبدال الغاز الطبيعي المستورد من روسيا بسرعة بعد حربها في أوكرانيا، لم تكتمل بعد.
وأوضحت الصحيفة أن المناقشة حول الاقتصاد سوف تتجلى في الانتخابات المبكرة في فبراير القادم إذ سيخوض حزب شولتز من يسار الوسط معركة مع ستة آخرين يحظون جميعا بفرص واقعية للفوز بمقاعد، مشيرة إلى أن الرجل الذي يتصدر حاليا السباق لمنصب المستشار هو فريدريش ميرز، الذي يرأس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ.