استمرت بورصة “وول ستريت” في الهيمنة على المشهد المالي العالمي في 2024، حيث حققت الأسهم الأمريكية ارتفاعات استثنائية جذبت اهتمام المستثمرين من جميع أنحاء العالم مع الزخم الكبير الذي أطلقه قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت الأسواق العالمية أكثر اعتماداً على الاتجاهات الأمريكية، مما عزز قوة الدولار وأعاد تشكيل أولويات المستثمرين.
في المقابل، تتجه الأسواق نحو عام 2025 بحذر حيث ستواجه تحديات محتملة نتيجة السياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وخاصة في مجالات التعريفات التجارية والإنفاق الحكومي.
وذكر تقرير موقع (إنفستنج) الأمريكي أن الأسهم العالمية حققت مكاسب سنوية تتجاوز 17% للعام الثاني على التوالي على الرغم من التحديات التي شملت الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا وتباطؤ الاقتصاد الصيني والأزمات الاقتصادية والسياسية في أوروبا.
وساهمت الأسهم الأمريكية وخاصة شركات التكنولوجيا في جذب الاستثمارات العالمية، حيث ارتفع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 24% هذا العام، مدفوعاً بطفرة في أسهم الذكاء الاصطناعي والنمو الاقتصادي القوي وسجلت أسهم شركة نيفيديا ارتفاعاً بنسبة 172%، بينما ارتفعت أسهم تسلا بنسبة 69%.
واستمر التوجه الأمريكي في تعزيز قوة الدولار الذي ارتفع بنسبة 7% أمام العملات الأخرى في 2024، ما أثر سلباً على الأسواق الناشئة والعملات العالمية.
وعن أوروبا خلال عام 2024، تراجعت الأسهم الأوروبية مقارنة بنظيرتها الأمريكية، حيث سجلت أسوأ أداء نسبي خلال 25 عاماً، كما انخفض اليورو بنسبة 5.5% أمام الدولار ورغم خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة أربع مرات هذا العام إلا أن التباطؤ الاقتصادي لا يزال يلقي بظلاله على التوقعات.
وفي الصين، سجلت الأسهم الصينية مكاسب سنوية بلغت 14.5%، لكنها تأثرت بتقلبات حادة طوال العام بسبب التباطؤ الاقتصادي والمخاوف من عدم كفاية التحفيز الحكومي.
ورغم انخفاض أسعار الفائدة في الاقتصادات الكبرى، إلا أن عوائد السندات شهدت ارتفاعات كبيرة، حيث ارتفعت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات بنحو 60 نقطة أساس، بينما سجلت السندات اليابانية أكبر قفزة سنوية منذ 2003.
كما قفزت السندات الأرجنتينية بنسبة مماثلة وسط إصلاحات اقتصادية ودعم أمريكي.