توقع خبراء ومتعاملون بقطاع المقاولات نمو حجم أعمال الشركات العاملة فى القطاع خلال العام المقبل بدعم من استقرار الأوضاع الاقتصادية وبدء تنمية مشروعات جديدة وعلى رأسها مشروع “رأس الحكمة”.
كما أكد متعاملون بقطاعات مواد البناء والتشطيبات أن مبيعات الشركات سوف تشهد انتعاشة خلال الفترة المقبلة فى ظل ارتفاع حجم الأعمال بقطاع الإنشاءات.
قال المهندس ممدوح المرشدى، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء، إن التوسع فى القطاع العقارى وإنشاء مشروعات جديدة يمثل دعم مباشر لشركات المقاولات المصرية.
أضاف المرشدى، أن مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة سوف يمثل نقلة نوعية فى جميع القطاعات وأبرزها قطاع المقاولات، وسيسهم بشكل كبير فى نمو حجم أعمال الشركات.
أوضح أن مشروع رأس الحكمة سيكون وجهة جذب سياحية دائمة طوال العام، مما يتيح فرص عمل مستمرة لشركات المقاولات المصرية، حتى مع مشاركة مطورين أجانب.
وأشار إلى أن الساحل الشمالى يشهد طرح عدد كبير من المشروعات العقارية، مطالبًا بتنويع الأنشطة الاقتصادية فى المنطقة، بما يشمل المشروعات الزراعية والصناعية، لتعزيز الجذب الاقتصادى طوال العام.
الحكومة تصرف 5.5 مليار جنيه للمُستحقين فى منطقة رأس الحكمة
وقال إن المناطق السياحية بالساحل الشمالى غالبًا ما تُستخدم لتحقيق عوائد استثمارية عبر تأجير الوحدات السكنية، لكن يجب إنشاء مشروعات متكاملة تضم أنشطة زراعية وصناعية، إضافة إلى إنشاء جامعات ومرافق تعليمية، لتحقيق التنمية المستدامة فى المنطقة.
وأشار إلى أن الطفرة التى شهدها القطاع العقارى فى السنوات الماضية، لن تستمر لفترة طويلة ما لم تفتح أسواق جديدة لشركات المقاولات بالخارج، مما يدعم الاقتصاد الوطنى من خلال توفير العملة الصعبة.
وأضاف المرشدى، أن شركات مصرية مثل “المقاولون العرب” و”السويدى” تعمل بالفعل فى أسواق خارجية، مثل ليبيا وعدة دول أفريقية، لافتا إلى أهمية تعيين مستشارين عقاريين فى السفارات المصرية بالخارج لتحديد فرص العمل لشركات المقاولات المصرية، وضمان توافقها مع احتياجات المشروعات الدولية.
يوسف: المشروعات العمرانية الضخمة فرصة لشركات المقاولات لتعويض خسائرها
وقال المهندس شمس الدين يوسف، عضو مجلس إدارة اتحاد مقاولى التشييد والبناء، والعضو المنتدب لشركة الشمس للمقاولات، إن وجود مشروعات عمرانية ضخمة مثل “رأس الحكمة” سيكون بمثابة فرصة لشركات المقاولات لتعويض جزء من خسائرها خلال الفترات الماضية.
أضاف أن ارتفاع أسعار مواد البناء نتيجة التضخم تسبب فى توقف بعض شركات المقاولات عن العمل خلال الفترة الماضية، متوقعًا نمو حجم أعمال الشركات خلال عام 2025 نتيجة المشروعات العمرانية الضخمة الجارى تطويرها.
نجيب ساويرس: مصر تحتاج إلى صفقات مماثلة لمشروع “رأس الحكمة”
وقال إن شركات المقاولات المصرية تمتلك فرصًا واعدة للعمل فى أسواق خارجية مثل العراق وليبيا والسعودية.
أوضح يوسف، أن خطابات الضمان من أكبر العقبات التى تواجه الشركات المصرية فى الأسواق الخارجية، حيث يجب أن تكون هذه الخطابات مدعومة من الحكومات لضمان تنفيذ المشروعات بسهولة.
وأكد أن نحو 50 شركة مقاولات مصرية مؤهلة للعمل بالخارج حاليًا، لكن هناك شركات كبرى تصطحب شركات غير مؤهلة، مما يؤدى تدريجيًا إلى زيادة نسبة الشركات المؤهلة بمرور الوقت.
لقمة: اختيار شركات مقاولات ذات كفاءة عالية ضرورة لنجاح مشروع رأس الحكمة
وقال المهندس محمد لقمة، رئيس شركة ديتيلز للمقاولات، إن مشروع رأس الحكمة يحمل إمكانيات واعدة لدعم قطاع المقاولات فى مصر، لكنه يتطلب تكاتف الجهود بين الدولة والقطاع الخاص.
أضاف لقمة، أن اختيار شركات مقاولات ذات كفاءة عالية سيكون ضروريًا لضمان نجاح تنفيذ المشروع وتحقيق أهدافه، موضحًا أن الساحل الشمالى أصبح محط أنظار شريحة كبيرة من المستثمرين خاصة الأجانب.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار مواد البناء يمثل تحديا كبيرًا أمام قطاع المقاولات، حيث يؤدى إلى نقص الخامات وارتفاع تكاليف التنفيذ.
“مدن” الإماراتية تتعاون مع “حسن علام” لتطوير مشروع رأس الحكمة
وقال إن بدء العمل فى مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة سيوفر فرص عمل جديدة، ويسهم فى زيادة إنتاج مواد البناء لتلبية احتياجات المشروع.
وأكد على ضرورة الاعتماد على شركات مقاولات مصرية لتنفيذ المشروع، نظراً للخبرات الكبيرة التى اكتسبتها هذه الشركات خلال الفترة الماضية.
كما أشار إلى أهمية توسيع نشاط الشركات المصرية فى الأسواق الخارجية عبر تسهيل الحصول على خطابات الضمان وتحسين الدعم الحكومى، وتنويع الأنشطة الاقتصادية فى الساحل الشمالى فى ظل الحاجة إلى مشروعات زراعية وصناعية ومرافق تعليمية لتعزيز استدامة المشروعات فى المنطقة.
السلاب: قطاع السيراميك المصرى يقترب من مرحلة الانتعاش خلال العام المقبل
وقال حسام السلاب، رئيس مجلس إدارة مصانع سيراميكا رويال، إن قطاع السيراميك المصرى يقترب من مرحلة جديدة من الانتعاش خلال العام المقبل، مدفوع بانطلاق عدد كبير من المشروعات العقارية الضخمة فى منطقة الساحل الشمالى.
أضاف السلاب، أن شركات السيراميك تتعاون مع كبرى شركات التطوير العقارى فى السوق المحلى، كما أن الشركات العقارية الكبرى تعمل بشكل مستمر على ضخ استثمارات فى مشروعات جديدة ومتنوعة فى مناطق مختلفة، مما يزيد من الطلب على منتجات السيراميك بشكل عام.
“السويدي” تتفق مع “مدن” الإماراتية لتوريد مواد بناء لمشروع رأس الحكمة
أوضح أن شركته وضعت خطة طموحة لزيادة مبيعاتها بنسبة تصل إلى 25% بنهاية العام الجارى، مع استهداف رفع هذه النسبة خلال العام المقبل عبر زيادة الطاقة الإنتاجية.
أشار إلى أن المصانع الأربعة التابعة للمجموعة، والموجودة فى منطقة العبور الصناعية، تعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 11 مليون متر مربع سنويًا، مما يساهم فى تلبية احتياجات السوق المتزايدة، خاصة مع امتداد فترة إنشاءات المشروعات الكبرى لعدة سنوات.
وقال السلاب، إن شركته تركز على التوسع فى الإنتاج خلال الفترة القادمة، وهو ما يعكس استراتيجيتها التى تعتمد على زيادة المبيعات على المدى الطويل، بالإضافة إلى تحسين الجودة والابتكار فى المنتجات.
عبد المجيد: المشاريع الجديدة فى الساحل الشمالى تساهم فى تنشيط سوق السيراميك
وقال بهاء عبد المجيد، رئيس مجلس إدارة شركة سيراميكا آرت، إن المشاريع الجديدة فى الساحل الشمالى، مثل مشروع رأس الحكمة، ستلعب دورًا رئيسيًا فى تنشيط سوق السيراميك.
أضاف عبد المجيد أن الطلب على السيراميك يتزايد بشكل ملحوظ خلال المراحل النهائية من تنفيذ المشروعات العقارية، حيث تستخدم منتجات السيراميك خلال مرحلة التشطيبات النهائية.
وتوقع أن يصل قطاع السيراميك إلى ذروة انتعاشه بحلول عام 2026، رغم وجود بوادر إيجابية للنمو خلال العام المقبل.
أشار إلى أن الشركات العاملة فى هذا القطاع تعتمد بشكل كبير على أحدث التقنيات والابتكارات فى عمليات التصنيع لتلبية احتياجات السوق المتزايدة والمتنوعة.
حنفى: قطاع الحديد سيشهد زيادة كبيرة فى الإنتاج خلال عام 2025
وقال محمد حنفى، المدير التنفيذى لغرفة الصناعات المعدنية، إن قطاع الحديد سيشهد زيادة كبيرة فى الإنتاج خلال العام المقبل، مستفيدًا من الازدهار الملحوظ فى المشروعات العقارية.
أضاف حنفى، أن التطورات العقارية الجديدة، وخاصة تلك التى تركز على مشاريع الساحل الشمالى، تفتح المجال أمام زيادة الطلب على منتجات الحديد، مما يدفع القطاع لتحقيق معدلات نمو جيدة.
الغزالى: زيادة الطاقة الإنتاجية لتلبية الطلب المرتفع بالمشروعات العقارية
وقال عبدالله الغزالى، رئيس مجلس إدارة مجموعة الغزالى جروب للإنشاءات المعدنية وتشغيل المعادن، إن المجموعة تشارك فى المشروعات القومية الكبرى التى تشرف عليها الحكومة حاليًا.
أضاف الغزالى، أن مصنع الشركة الخاص بالإنشاءات المعدنية والمدنية ينتج حوالى ألف طن سنويًا من الحديد، مع خطط لزيادة الطاقة الإنتاجية خلال العام المقبل، بهدف تلبية الطلب المتزايد الناتج عن المشروعات العقارية الجديدة، بما فى ذلك مشروعات رأس الحكمة.
وأكد أن الحكومة المصرية تتبنى استراتيجية طموحة لدعم القطاع العقارى، وهو ما يساهم فى تحفيز كافة الصناعات المرتبطة بهذا القطاع مثل الحديد والسيراميك والخرسانة.
درياس: ارتفاع الطلب على الأثاث مع تزايد مشروعات البناء فى مناطق جديدة
وقال إيهاب درياس، رئيس مجلس إدارة شركة لاروش للأثاث، إن الشركة تسعى لمواكبة الطلب المتوقع على الأثاث خلال السنوات القادمة من خلال تدشين مصنع جديد.
أضاف درياس، أن المصنع سوف يرفع الطاقة الإنتاجية السنوية للأبواب لتصل إلى 15 ألف باب، مقارنة بـ10 آلاف باب حاليًا.
أوضح أن الشركة حققت مبيعات بلغت 130 مليون جنيه خلال أول 11 شهرًا من العام الجارى، وتستهدف رفع هذا الرقم إلى 150 مليون جنيه بنهاية العام المقبل، بزيادة قدرها 30%.
أشار إلى أن الطلب على الأثاث قد شهد ارتفاعًا كبيرًا مع تزايد مشروعات البناء فى مناطق جديدة، مما يتيح للشركة فرصة لتوسيع قاعدة عملائها فى السوق.
ناجى: الإقبال على مواد التشطيب والمستلزمات الأساسية للبناء سيتزايد بشكل ملحوظ
وقال أحمد ناجى، رئيس مجلس إدارة شركة ناجى لمواد التشطيب والبناء، إن شركته تورد ما يقرب من 350 طنًا سنويًا من منتجات العوازل ومستلزمات النجارة للشركات العقارية.
وتوقع زيادة حجم التوريد خلال العام المقبل، مؤكدًا أن الشركة تستهدف تحقيق مبيعات بقيمة 25 مليون جنيه بنهاية العام الجارى، مع خطة لزيادة هذه المبيعات بنسبة لا تقل عن 10% خلال العام المقبل، مدفوعة بتوسيع قاعدة العملاء داخل السوق المحلى.
أضاف ناجى، أن الطلب على مواد التشطيب والمستلزمات الأساسية للبناء سيتزايد بشكل ملحوظ خلال الفترة القادمة، فى ضوء المشاريع السكنية والتجارية الكبرى التى يتم تنفيذها فى جميع أنحاء البلاد.
أشار إلى أن نمو مبيعات قطاعات مواد البناء والتشطيبات والأثاث يعكس حجم التفاؤل المحيط بالمشروعات العقارية الكبرى، خاصة تلك الواقعة فى منطقة الساحل الشمالى.