ارتفعت أرباح شركات النقل المدرجة فى البورصة المصرية خلال الربع الأول من العام المالى الجارى بنحو 99% لتصل إلى 2 مليار جنيه، مقابل مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام المالى الماضى.
وشهدت شركات النقل المقيدة بالبورصة نموًا فى حجم أعمالها خلال الفترة الماضية، حيث ارتفع صافى ربح شركة الإسكندرية لتداول الحاويات والبضائع بنسبة 95%، وسجلت صافى ربح بلغ 1.9 مليار جنيه خلال الربع الأول من 2024-2025، مقابل 980 مليون جنيه أرباحاً خلال الفترة المقارنة من العام السابق، وارتفعت الإيرادات بنحو 83% لتسجل 2 مليار جنيه مقابل 1.1 مليار جنيه بالفترة المقارنة.
“إيجيترانس” ضاعفت أرباحها 9.5 مرة.. وصافى ربح “القناة للتوكيلات” ينمو بنسبة 136%
كما ضاعفت شركة «إيجيترانس» أرباحها بنحو 9.5 مرة خلال الربع الأول من العام المالى الجارى، لتسجل 42 مليون جنيه، مقارنة بـ4 ملايين جنيه فى الفترة نفسها من العام المالى الماضى، كما زادت إيرادات الشركة بنسبة 124% لتصل إلى 217 مليون جنيه خلال الفترة نفسها، مقابل 97 مليون جنيه.
وارتفع صافى ربح شركة القناة للتوكيلات الملاحية، خلال الربع الأول من العام المالى الجارى بنسبة 136%، لتسجل 33 مليون جنيه مقابل أرباح بلغت 14 مليون جنيه خلال الربع الأول من العام المالى الماضى، كما ارتفعت إيرادات الشركة بنحو 4% لتصل إلى 29 مليون جنيه، مقارنة بـ28 مليون جنيه.
وتأثرت شركات النقل خلال الأعوام الأخيرة بالأزمات المتلاحقة بداية من الحرب الروسية الأوكرانية وجائحة كورونا، وما تبعهما من تعطل سلاسل الإمداد وصولًا لأزمات البحر الأحمر.
وأثرت هذه الأزمات على قطاع النقل سلبًا فى البداية، لكن مع زيادة التكلفة على الخدمات حققت الشركات المصرية نتائج إيجابية خلال العام الأخير، على غرار شركات النقل العالمية.
وشهد قطاع تداول الحاويات عالميًا قفزة كبيرة فى الأرباح تجاوزت 10 مليارات دولار فى الربع الثانى من العام الجارى بدعم من الأحجام القياسية للبضائع المنقولة وارتفاع رسوم النقل البحرى بعد تحويل المسارات فى البحر الأحمر، وذلك وفقاً لتحليل “بلومبرج”.
إمام: التحسن المتوقع فى قطاع الشحن يرجع لاحتمالية انتهاء التوترات الجيوسياسية
وتوقع عبدالحميد إمام، رئيس قسم البحوث بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية، أن يرتفع أداء شركات النقل والشحن، على غرار قطاع التجارة والتجزئة فى مصر، حيث من المرجح أن يشهد نموًا معتدلًا بعد الانخفاض الذى سجله فى الفترة السابقة.
أضاف إمام، أن التحسن المتوقع فى قطاع الشحن يرجع إلى احتمالية انتهاء التوترات الجيوسياسية فى المنطقة.
وأوضح أن توافر العملات الأجنبية، ومرونة قيمة العملة، يعزز زيادة الطلب الخارجى على المنتجات المصرية مما يفيد بشكل مباشر قطاع الأغذية والمشروبات وقطاع المواد الأساسية بالبورصة المصرية.
وتوقع زيادة الاستثمارات المالية فى الموانئ المصرية ضمن خطة تحويل مصر إلى مركز لوجستى عالمى، وذلك على الرغم من مواجهة التحديات الناجمة عن التضخم والاضطرابات الجيوسياسية.
أداء قطاع النقل يتحسن من فروق سعر الصرف رغم التحديات
وقال إمام، إن هناك اتجاهًا لخفض أسعار الفائدة البنكية فى عام 2025 بنحو 5%، ما قد يساعد على تخفيض مستوى التضخم وكذلك تنشيط النشاط الاقتصادى والتشغيلى المباشر وتخفيض تكلفة الدين والاقتراض ما يدعم ارتفاع معدل النمو الاقتصادى.
وتشير التوقعات المتعلقة بالنقل البرى والسكك الحديدية إلى نمو متوسط إلى طويل الأجل بفضل تطوير البنية التحتية والإصلاحات التى تسهم فى تسهيل التجارة، بالإضافة إلى نمو النقل الجوى للبضائع، مدعومًا بالطلب المتزايد والاستثمارات فى توسيع المطارات وترقية الأسطول، مما يدل على انتعاش وتطور قطاع اللوجستيات فى مصر.
وواجهت الساحة التجارية العالمية العديد من التحديات منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، والتى أدت إلى انخفاض توافر السلع لاسيما المنتجات النفطية، نتيجة لاضطرابات سلاسل الإمداد لتتسبب الحرب والعقوبات اللاحقة المفروضة على روسيا فى ارتفاع أسعار هذه المنتجات، مما أثر بدوره على أسعار السلع والخدمات المختلفة.
واستجابة لذلك، قامت البنوك المركزية الأوروبية والاحتياطى الفيدرالى الأمريكى بتطبيق سياسات نقدية صارمة لمكافحة التضخم وارتفاع الأسعار من خلال رفع أسعار الفائدة، وقد أدت هذه السياسات إلى تقليص مستويات الاستهلاك والطلب مما أسفر عن ركود اقتصادى، كما كان لهذه السياسات تأثيرات كبيرة على التجارة الدولية، بالإضافة إلى تأثيرها على قطاعات النقل والشحن واللوجستيات.
شفيع: ارتفاع رسوم النقل والشحن وزيادة الدولار أدى لتحسن أداء شركات النقل
وقال مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إن ارتفاع رسوم النقل والشحن، بالإضافة إلى زيادة سعر الدولار مقابل الجنيه أسهما بشكل كبير فى تحسين أداء شركات النقل.
أضاف شفيع، أن الشركات الدولية حققت استفادة كبيرة من تغيير مسارات الشحن إلى رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس، ما أدى إلى زيادة الرسوم وتحقيق أرباح قياسية.
وأشار إلى أن الشركات المحلية لم تستفد بنفس القدر، حيث لا تمتلك سوى أساطيل محدودة الحجم والعدد مقارنةً بالشركات العالمية، التى تسيطر على النصيب الأكبر من السوق.
محمد: توقعات النقل البحرى إيجابية.. لكن التوترات الجيوسياسية عامل حاسم لاستمرار النمو
وتوقع عبد الخالق محمد، استراتيجى أسهم بشركة ثاندر لتداول الأوراق المالية، أن يشهد قطاع النقل انتعاشًا إذا ما توقفت التوترات الجيوسياسية فى المنطقة، لكنه حذر من أن استمرار هذه التوترات قد يعرقل أداء القطاع.
وقال محمد، إن انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار ساهم فى زيادة أرباح الشركات المحلية، رغم التحديات الناجمة عن ابتعاد السفن المارة بقناة السويس وتحويل مساراتها.
وتابع محمد: “تبقى التوقعات لقطاع النقل البحرى فى مصر إيجابية، لكن التوترات الجيوسياسية واستمرار تأثيرها على حركة السفن يظل عوامل حاسمة فى تحديد الأداء المستقبلى للشركات العاملة فى هذا المجال”.
محمود: غالبية الشركات العاملة بقطاع النقل استفادت من ارتفاع سعر الدولار
وقالت نور محمود، محلل أول بشركة العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية، إن غالبية الشركات العاملة بقطاع النقل استفادت من ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه، إلا أن الشركات العاملة على قناة السويس والبحر الأحمر تأثرت سلبًا من التوترات الجيوسياسية.
أضافت محمود، أن مصدر الدخل الرئيسى لشركة القناة للتوكيلات الملاحية هو إيراداتها من شركتى دمياط وبورسعيد للحاويات.
وأوضحت أن شركة الإسكندرية لتداول الحاويات ليس لها علاقة بالبحر الأحمر واستفادت من تراجع قيمة الجنيه بشكل عام لأن رسوم الحاويات تكون مرتبطة بالدولار.