قال الرئيس التنفيذي لشركة “جوجل”، سوندار بيتشاي، إن “الرهانات كبيرة” لعام 2025، حيث تواجه الشركة منافسة متزايدة وعقبات تنظيمية، بجانب التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأضاف بيتشاي، في حديثه مع الموظفين الأسبوع الماضي،: “أعتقد أن عام 2025 سيكون حاسمًا، ومن المهم جدًا أن نستوعب مدى إلحاح هذه اللحظة ونتحرك بشكل أسرع كشركة، فالرهانات كبيرة للغاية، ويجب أن نركز بلا هوادة على استغلال فوائد هذه التقنية وحل مشكلات حقيقية للمستخدمين”.
وجاءت تصريحاته بعد عام مليء بالضغوط الشديدة التي واجهتها “جوجل” منذ أن أصبحت شركة عامة قبل عقدين، وفق “CNBC”.
وعلى الرغم من تحقيق نمو قوي في الإيرادات في مجالات مثل إعلانات البحث والحوسبة السحابية، اشتدت المنافسة في الأسواق الأساسية للشركة، وواجهت تحديات داخلية مثل خلافات ثقافية وتساؤلات حول رؤية بيتشاي المستقبلية.
إضافةً إلى ذلك، زاد التشديد التنظيمي بشكل غير مسبوق، ففي أغسطس، قضت محكمة فيدرالية بأن “جوجل” تمارس احتكار غير قانوني في سوق البحث.
عقبات تنظيمية
وفي نوفمبر، طالبت وزارة العدل بتصفية وحدة متصفح “كروم”، وفي قضية منفصلة، اتُهمت الشركة بالهيمنة غير القانونية على تكنولوجيا الإعلانات عبر الإنترنت، وانتهت المحاكمة في سبتمبر وتنتظر حُكم القاضي.
في الوقت نفسه، أصدرت هيئة الرقابة على المنافسة في بريطانيا بيانًا يعترض على ممارسات “جوجل” في تقنيات الإعلانات، مشيرة إلى تأثيرها السلبي على المنافسة في المملكة المتحدة.
اعترف بيتشاي بالتحديات قائلاً: “لا يغيب عني أننا نواجه تضييقًا عالميًا، هذا جزء من حجمنا ونجاحنا، فالتقنية الآن تؤثر على المجتمع بشكل واسع، لذا علينا أن نحرص أكثر من أي وقت مضى على أن نكون منتبهين”.
الرهان على Gemini
ورغم الضغوط، تواصل “جوجل” الاستثمار بشكل كبير للحفاظ على صدارتها، خصوصًا من خلال نموذج الذكاء الاصطناعي “Gemini”.
وأكد بيتشاي أن “بناء أعمال جديدة كبيرة” يمثل أولوية قصوى، مشيرًا إلى أن تطبيق “Gemini” يتمتع بزخم قوي، وأن الهدف هو جعله التطبيق التالي للشركة الذي يصل إلى نصف مليار مستخدم، ليلحق بنحو 15 تطبيقًا آخر تمتلكه الشركة ووصلوا جميعهم لها العدد.
وأضاف: “أعتقد أن عام 2025 سيكون عام التنفيذ المتميز، لا يتعلق الأمر دائمًا بأن تكون الأول، بل بتنفيذ منتج من الطراز الأول”.
المنافسة مع ChatGPT
وأثناء الإجابة عن أسئلة الموظفين، ناقش بيتشاي تحديات المنافسة مع “ChatGPT”، مؤكدًا أن “جيميني” سيحصل على مزيد من التحسينات لتوسيع قاعدة المستخدمين وتطوير المزايا بشكل كبير في السنوات القادمة.
وأثار تطبيق ChatGPT من شركة OpenAI موجة كبيرة من الحماس في أواخر عام 2022، ومنذ ذلك الحين ساهم مستثمرون، بما في ذلك مايكروسوفت، في رفع قيمة الشركة إلى 157 مليار دولار.
وفي يوليو، أعلنت OpenAI عن خططها لإطلاق محرك بحث خاص بها، كما أن شركة Perplexity تعمل على الترويج لخدمة البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وقد أغلقت مؤخرًا جولة تمويلية بقيمة 500 مليون دولار، مما رفع تقييمها إلى 9 مليارات دولار.
وبينما تحث “جوجل” على الإبداع والاقتصاد في التكاليف، شدد بيتشاي على أن التحديات الحالية تشبه بداية الشركة، حيث كان المؤسسان لاري بايج وسيرجي برين يتخذان قرارات جريئة ومبدعة وسط قيود شديدة.
وقال: “غالبًا ما تقود القيود إلى الإبداع، ليس كل المشاكل تُحل بزيادة عدد الموظفين”.