يقود تطبيق التحويلات اللحظية “إنستاباى” خطة البنك المركزى، نحو تعزيز الشمول المالى، ويرى مصرفيون أن الخدمات الجديدة التى تم إضافتها ترفع كفاءته وتأثيره.
ويرى مصرفيون أنه يجب إضافة المزيد من الخدمات للأفراد لتساهم فى الاستفادة الحقيقية من أعداد الحسابات المالية النامية، وتوسع نطاق تعاملات من خلالها.
وبحسب تقرير الشمول المالى الصادر ارتفعت أعداد حسابات المعاملات المالية 1.2 مليون حساب فى 6 أشهر، ووصلت 48.1 مليون حساب فى يونيو الماضى بدلًا من 46.9 مليون حساب فى ديسمبر 2023.
وتشمل حسابات المعاملات المالية، حسابات البنوك والبريد بأنواعها، ومحافظ الهاتف المحمول والبطاقات مُسبقة الدفع، ويبلغ عدد فعاليات الشمول المالى 6 فعاليات على مدار العام.
مصلوح: تحويلات الأموال من الخارج لحظيًا يساهم فى نمو السيولة الأجنبية بالبنوك
وقال أحمد مصلوح خبير التكنولوجيا المالية والتحول الرقمى، إن التوسع فى تفعيل خدمات “إنستاباى” للمصرين داخل بلدان جديدة والتى يرد منها تحويلات يساهم فى تعميق الشمول المالى وجذب مزيد من التحويلات بالخارج خاصة أن الخدمة تصل للمُستقبل عبر قنوات عدة، وتوفر عليهم وقت وجهد زيارة البنك ثم تحويلها إلى العملة المحلية.
وأتاح البنك المركزى الأسبوع الماضى خدمة تحويل الأموال من 7 دول عربية، أبرزها السعودية والإمارات والأردن عبر 40 وكيلًا من الخارج لحظيًا إلى الحسابات البنكية أو المحافظ الإلكترونية والبطاقات المصرفية على أن يوسع نطاق الخدمة فى بلدان أخرى.
وأضاف مصلوح أن الخدمة ستساهم فى زيادة السيولة الدولارية المُتنازل عنها للبنوك، خاصة أن محافظ المحمول تتطلب طرف بنكى لتفعيلها.
توقعات بنمو تحويلات المصريين فى الخارج بدعم من “إنستاباى”
وبحسب خدمة العملاء الخاصة بالبنوك، لم ترد إخطارات رسمية حول ضوابط الخدمة توضح طبيعة الرسوم التى سيتحملها التحويل الواحد، ولكنهم أوضحوا أن تحويل الأموال من الخارج لحظيًا سيصل المُحول إليه فى مصر بالعملة المحلية.
وساهم تحرير سعر صرف العملات الأجنبية خلال مارس الماضى، فى نمو كبير بتحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال أول 10 أشهر من العام الجارى بلغ 45.3%، ليصل إلى نحو 23.7 مليار دولار مقابل نحو 16.3 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضى، بحسب بيان رسمى صادر عن البنك المركزى.
الشافعى: استقبال تحويلات المصريين بالخارج بالجنيه يُبطئ انتشار الخدمة
وقالت مروة الشافعى الخبيرة المصرفية، إن التحويلات اللحظية للأموال عبر تطبيق “إنستاباى” ساهمت فى سعى بعض الأفراد إلى فتح حسابات بنكية تُمكنهم من استخدام التطبيق، وبعد إتاحة استقبال تحويلات من الخارج لحظيًا سواء عبر الحسابات البنكية أو محافظ الهاتف الالكترونية، فإن الإقبال على فتح حسابات مالية سينشط خلال الفترة المقبلة، للاستفادة من الخدمة الجديدة.
ارتفع عدد مستخدمى تطبيق “إنستاباى” 76.9% سنويًا، مُسجلًا نحو 11.5 مليون عميل فى ديسمبر الجارى بدلًا من 6.5 مليون عميل بنهاية العام الماضى، كما ارتفعت التحويلات إلى 2.7 تريليون جنيه مقابل 815 مليار جنيه فى 2023، وبحسب بيانات رسمية صادرة عن البنك المركزى المصرى.
وأضافت الشافعى أن البنوك عليها وضع خطط من شأنها تحفيز الأفراد على الاستخدام الفعال لحساباتهم البنكية، ودفعهم للاستفادة من المنتجات المختلفة وعدم الاكتفاء بتحويل وسحب الأموال أو الاقتصار على خدمات المدفوعات، مثل تشجيعهم على ادخار جزء من أموالهم داخل الحساب طيلة الشهر سواء بمنحهم عوائد ولو بسيطة أو منحهم نقاط إضافية عند الدفع ببطاقات البنك أو إعفاء من المصروفات الإدارية لفترة أو محفزات إلكترونية.
وبحسب أحدث التقارير الصادرة عن البنك المركزى، ارتفع عدد حسابات الشمول المالى مليون حساب جديد فى 9 أشهر، ووصلت 7.5 مليون حساب فى سبتمبر الماضى بدلأ من 6.5 مليون حساب فى ديسمبر الماضى، كما ارتفعت عدد محافظ الشمول المالى إلى 2.5 مليون محفظة بدلًا من 2.3 مليون محفظة.
وبحسب بيانات الشمول المالى الصادرة عن البنك المركزى خلال 2023، بلغ عدد المواطنين الذين يمتلكون محافظ الهاتف المحمول نحو 14.6 مليون مواطن، ووصل عدد المحافظ إلى 39.4 مليون محفظة بنهاية العام الماضى مقابل 30.4 مليون محفظة بنهاية 2022، ويحق للفرد امتلاك 3 محافظ محمول على بطاقة الرقمى القومى الخاص به ومحفظة واحدة على رقم المحمول.
وشددت الشافعى على ضرورة عدم قصر استلام التحويلات الخارجية لحظيًا على العملة المحلية حتى تكون الخدمة الجديدة أكثر فاعلية وتوسيع نطاق استخدامها، ويجب منح الأفراد حرية اختيار استقبال الأموال بعملة التحويل أو بالجنيه المصرى، خاصة أن البعض قد يُحبذ ادخار جزء من التحويل بالعملة الأجنبية.
وللحفاظ على أهم عنصر مُحفز لفتح حسابات بنكية، أشارت إلى ضرورة الحفاظ على مجانية تحويل الأموال عبر تطبيق “إنستاباى” لضمان تحقيق انتشار أكبر، خاصة أن الاستفادة من خدماته خلق حاجة مُلحة لامتلاك حساب بنكى وبطاقة، والتوسع فى خدمات التى يوفرها التطبيق ساهم فى تشجيع الأفراد على الانضمام والاستفادة منها، سواء إمكانية التبرع، دفع الفواتير والإعلان عن إمكانية الدفع للتجار عبر “كيو آر كود”، خاصة أن التطبيق يستطيع تحصيل إيرادات من تلك الخدمات.
وذكرت أن تنوع فعاليات الشمول المالى على مدار العام، وتمكن الأفراد من فتح حسابات بالبطاقات الشخصية فقط، ستُلبى احتياجات بعض الفئات البسيطة التى لا تمتلك دخل ثابت أو لا تعمل فى وظيفة ثابتة، بالإضافة إلى بعض الفئات الخاصة التى تتطلب رعاية من الدولة مثل ذوى الإعاقة أو العمالة الخاصة بالقطاع الزراعى أو الشباب بدءًا من 15 عامَا، والحملات الترويجية التى تصاحب كل فعالية تساهم فى تنشيط وعى الفئات المستهدفة بالخدمات البنكية المختلفة.
شوقى: سهولة تفعيل محافظ إلكترونية يساهم فى انتشارها أسرع من الحسابات البنكية
وقال أحمد شوقى الخبير المصرفى، إن استقبال تحويلات الأموال من الخارج لحظيًا سيُزيد الحصيلة الدولارية للبنوك، لأنها تضمن تنازل طرفى التحويل عنها واسقبالها بالمعادل بالجنيه المصرى، وهى خدمة توفر الوقت والجُهد على المُحول إليه، كما أن وصول الأموال للحساب مباشرةً سيتيح للفرد صرف قدر احتياجه فقط، والاحتفاظ بجزء من التحويل داخل الحساب، ما يُرسخ لتعامل الفرد مع البنوك أو عبر القنوات المصرفية الالكترونية حال احتياجها.
وأضاف أن البنوك سيتعين عليها توجيه عملائها أصحاب النشاط الأقل على الحسابات، للاستفادة من الأوعية الادخارية التى يوفرها البنك سواء الشهادات أو الودائع لفترات قصيرة لمدة يوم أو أسبوع أو شهر واحد، بالإضافة إلى منح مُستقبل التحويلات الخارجية تمويلات تختلف حسب قوة القيمة الشهرية التى يستقبلها وتُخصم الأقساط منها.
وأوضح شوقى أن البنوك الإسلامية لديها فرصة كبيرة فى بعض المناطق التى يغلب على أفرادها ثقافة تفضيل المنتجات المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، كما أن هناك شريحة واسعة من العمالة الموسمية أو أصحاب الأعمال الحرة غير مستفيدين من حسابات الشمول المالى يجب استهدافهم وابتكار منتجات تلائم طبيعة احياجاتهم.
“المركزى”: 93 مليون معاملة “إنستاباى” الربع الأول من 2024 بـ565 مليار جنيه
وأشار إلى أن التوسع فى توفير قنوات رقمية للخدمات البنكية ستساهم فى تنشيط استخدام الحسابات المصرفية منخفضة النشاط لأنها تُسهل دفع الفواتير والأقساط وإدارة الأموال عبر تطبيق هاتفى ما يوفر على الفرد جهده ووقته، وهى أولى خطوات التحول إلى مجتمع غير نقدى.
وقال إنه كلما كانت الإجراءات وخطوات تفعيل الحسابات أسهل وأيسر زاد الإقبال عليها، وهى ميزة ستتوفر بصورة أفضل بعد تفعيل الهوية الرقمية، وتمكين الأفراد من فتح الحسابات دون الحاجة لزيارة الفروع وإهدار الوقت والجهد.
أضاف:”لذلك قد تنتشر المحافظ الالكترونية بوتيرة أسرع من الحسابات البنكية خلال الفترة المقبلة لأنها لا تتطلب سوى بطاقة الرقم القومى ومتاحة طيلة العام وعلى مدار اليوم عكس حسابات الشمول المالى الُمقيدة بأوقات مُحددة خلال العام.
وتتيح البنوك فتح حسابات الشمول المالى للأفراد، بدون حد أدنى بدءًا من سن 15 سنة، وتوفير للمستفيدين منها بطاقات مدفوعة مقدمًا وبطاقات ميزة، والاستفادة خدمات الموبايل أو الإنترنت البنكى وخدماتهم.
وأعلنت وزارة الخارجية أنه يجرى التنسيق مع البنك المركزى لتنفيذ مبادرة تتيح فتح حسابات بنكية للمصريين بالخارج فى السفارات والقنصليات، لتشجيع المغتربين على استثمار مدخراتهم فى أوعية مصرفية مصرية، وتيسير تحويلاتهم إلى مصر.
وذكرت “الخارجية” أن المرحلة الأولى من المبادرة تستهدف تطبيق الخدمة فى 20 دولة يوجد بها أعداد كبيرة من المصريين.
الألفى: الشمول المالى أصبح أكثر فاعلية وتأثيرا
وقال عمرو الألفى رئيس استراتيجيات الأسهم لدى ثاندر لتداول الأوراق المالية، إن خطة الدولة فى تحقيق الشمول المالى اتخذت مسارًا أكثر فاعلية خلال الفترة الماضية، بما يساهم فى زيادة تحويلات المصريين بالخارج خاصة أن الإجراءات الأخيرة تستهدف ذلك.