تسبب المخزون الكبير لمحصول البطاطس، وارتفاع تكاليف المحصول فى هبوط أسعاره، وتكبيد المنتجين خسائر أو تقليص أرباحهم فى أحسن الأحوال.
قال أحمد الشربينى، رئيس مجلس إدارة الجمعية العامة لمنتجى البطاطس، إنَّ الاضطرابات التى شهدتها أسعار مستلزمات الإنتاج، منذ بداية العام، انعكست على تكلفة الزراعة ورفعتها بنسب تتراوح بين 70 و100% فى بعض أنواع مبيدات الرش، والأسمدة، بالإضافة إلى ارتفاع إيجارات الأراضى، وهذه العوامل استنزفت هامش ربح المزارع.
أضاف لـ«البورصة»، أن ثمة خسائر تلاحق مزارعى عروة البطاطس التى يتم حصادها حالياً (العروة الخريفية) بعد تدنى أسعارها لتتراوح بين 8.5 و9.5 ألف جنيه للطن على أرضه، مقارنة بأسعار وصلت إلى 15 ألف جنيه خلال الفترة نفسها من العام الماضى.
ولفت «الشربينى» إلى أن تكلفة زراعة فدان البطاطس الشتوية من تقاوى ومبيدات وأسمدة سجلت نحو 100 ألف جنيه، مقارنة بنحو 50 ألف جنيه خلال الفترة نفسها من العام الماضى.
15% نمواً متوقعاً فى صادرات البطاطس المصرية
ويتراوح متوسط إنتاج الفدان من العروة الحالية بين 6 و8 أطنان، بينما العروة التى تتبعها تتراوح إنتاجيتها بين 10 و12 طناً للفدان؛ بسبب جودة التقاوى المستوردة التى تدخل البلاد فى الوقت الحالى.
طالب «الشربينى»، الحكومة والجهات المعنية بتشديد الرقابة على شركات مستلزمات الإنتاج من مبيدات ورقية ومغذيات؛ بسبب تضاعف أسعارها بخلاف وجود بعض العبوات المغشوشة بالأسواق.
ولفت إلى أن أسعار تقاوى بطاطس الكارا تراوحت بين 110 و120 ألف جنيه للطن، بعدما سجلت مستويات قياسية عند 140 ألف جنيه للطن منذ شهر، متابعاً: «الأسعار سترفع تكلفة زراعة الفدان من العروة الصيفية المقبلة إلى 200 ألف جنيه، وستقلل فرص المنافسة الخارجية».
وتزرع البطاطس فى مصر على 3 عروات، يتم إنتاج تقاوى العروتين الشتوية والنيلية محلياً وتمثل حوالى 70% من إجمالى التقاوى اللازمة لزراعة المساحة الكلية، فى حين يتم استيراد ما يقرب من 110 ـ 120 ألف طن لتغطية العروة الصيفية والتى تمثل حوالى 30% من إجمالى المساحة المنزرعة.
وتحتل مصر المرتبة 12 عالمياً فى إنتاج البطاطس والأولى على مستوى القارة الأفريقية، وذلك بعد زيادة المساحة المزروعة والتى وصلت إلى ما يقرب من 560 ألف فدان، خلال السنوات الماضية، بحجم إنتاج وصل إلى 6.7 مليون طن سنوياً من 3 عروات، وفقاً لمعهد بحوث البساتين، التابع لوزارة الزراعة.
قال رئيس جمعية منتجى البطاطس، إنَّ الاتجاه السائد للعديد من المصدرين، هو نظام التعامل بالآجل، ما أدى إلى تدهور السوق الخارجى، ومن جهة أخرى ضياع العديد من رؤوس الأموال، إذ لا توجد عقود مبرمة مشتركة بين الطرفين لضمان تحصيل المستحقات، أو التوجه لتقديم شكوى للجهات المعنية والحصول على الأموال.
وصدرت مصر نحو 978.4 ألف طن بطاطس خلال موسم 2023 ـ 2024، بإجمالى قيمة 398.7 مليون دولار، وفقاً للهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات.
«الصعيدى»: مخزون الثلاجات أغرق السوق بالتزامن مع العروة الخريفية
وقال أبوأحمد الصعيدى، مصدر البطاطس، إنَّ عروة البطاطس التى يتم حصادها حالياً (العروة الخريفية) أسعارها متدنية لدرجة عدم وصولها لأسعار التكلفة التى تم إنفاقها من قبل المزارعين.
أضاف لـ«البورصة»، أن سعر البطاطس يتراوح بين 8 و9 جنيهات للكيلو حالياً، بمتوسط إنتاج الفدان بين 60 و70 ألف جنيه، الأمر الذى لا يعوض التكاليف التى تم إنفاقها على مستلزمات الإنتاج من تقاوى ومبيدات وايجارات الأراضى.
ولفت إلى أن انخفاض أسعار البطاطس، خلال العروة الحالية، ليس بسبب انخفاض الجودة، ولكن تزامن الحصاد مع بدء خروج مخزون كبير من الثلاجات، الأمر الذى أدى إلى إغراق السوق بالمنتج، فى الوقت الذى ينتظر فيه المصدرون بدء الموسم الجديد خلال أيام.
أشار «الصعيدى» إلى أن تراكم كميات كبيرة من البطاطس داخل ثلاجات التخزين من العروة السابقة أدى إلى هبوط أسعار العروة الحالية.
وطالب الحكومة والجهات المعنية بتشديد الرقابة ضد المحتكرين فى الوقت الذى تعانى فيه الأسواق من ارتفاعات قياسية فى الأسعار.
فالمحتكرون كبدوا العروة الجديدة خسائر ومنعوا المنتجين من جنى التكاليف التى أنفقوها على الزراعة.
وقال علاء الحسينى، أحد مزارعى البطاطس بمحافظة الدقهلية: «أنفقت نحو 47 ألف جنيه على زراعة نصف فدان بطاطس، وعند الحصاد وجدت أسعار البطاطس انخفضت للغاية، لينتج نصف الفدان نحو 3.5 طن بسعر 33 ألف جنيه». أضاف أنه تكبد خسارة تقدر بنحو 14 ألف جنيه من تكاليف الإنتاج، بخلاف أجور العمالة،
وحذر «الحسينى» من استمرار الخسائر؛ لأنها ستخرج صغار المنتجين من السوق.