قالت شركة “اكزتس مينا”، بنك الاستثمار المتخصص فى الشركات الناشئة، فى تقرير صادر عنها، إن انتقال الشركات من مراحل التمويل الأولى إلى مراحل النمو بات يتطلب هيكلا تكنولوجيا مما يجعله عنصرا حاسما فى نمو الشركات مستقبلاً.
ولفت التقرير إلى أهمية الجاهزية التكنولوجية أكثر من أى وقت مضى، خاصةً فى منطقة الشرق الأوسط التى يُتوقع أن يتجاوز فيها الاقتصاد الرقمى 250 مليار دولار بحلول 2027، ويمكن للشركات الناشئة التى تمتلك أنظمة تكنولوجية قوية وقابلة للتوسع، التغلب على تحديات النمو، وتلبية توقعات المستثمرين، وتحقيق نجاح مستدام.
وأضاف، أن الأنظمة التكنولوجية المتينة والقابلة للتوسع والآمنة أساس النمو فى عالم الشركات الناشئة الملىء بالتحديات، مما يتيح للشركات التعامل مع الطلبات المتزايدة، والتوسع بسلاسة، والبقاء فى منافسة فى الأسواق الديناميكية اليوم.
واستدل التقرير بتطبيقات عملية على جاهزية البنية التكنولوجية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأشارت إلى شركة فورى العاملة فى مجال المدفوعات الرقمية والتى استطاعت توسيع عملياتها للتعامل مع ملايين المعاملات اليومية من خلال الاستثمار فى بنية تحتية سحابية متينة.
وأشار إلى أن معضلة التوسع تتمثل فى أهمية البنية التحتية التكنولوجية، حيث وسط التوقعات المرتفعة، والعمليات الجاهزة للتوسع، وأعداد العملاء فى ازدياد مطرد، لكن دون بنية تحتية تكنولوجية مناسبة، يمكن أن تتحول قصة النجاح هذه بسرعة إلى درس تحذيرى، عن طريق أنظمة مثقلة، وثغرات أمنية، وكفاءة تشغيلية منخفضة يمكن أن تعرقل التقدم.
الشركات الناشئة تبدأ التخطيط لرحلة حصد التمويلات فى 2025
وأوضح أن الجاهزية التكنولوجية تعنى إعداد البنية التحتية التكنولوجية لتلبية متطلبات التوسع، ويتضمن ذلك تنفيذ أنظمة وعمليات قابلة للتوسع، وآمنة ومتكاملة.
وتتمثل العناصر الثلاثة الأساسية للجاهزية التكنولوجية للشركات الناشئة فى القابلية للتوسع والمرونة، حيث تحتاج الشركات الناشئة إلى بنية تحتية تنمو معها تتيح الحلول السحابية، مثل أنظمة تخطيط الموارد المؤسسية مما يجعل توسيع العمليات دون الحاجة إلى ترقيات مادية مكلفة، وتوفر المنصات نماذج دفع حسب الاستخدام، مما يناسب الشركات ذات الاحتياجات المتغيرة.
بالإضافة إلى تكامل الوظائف التجارية، حيث تعمل أنظمة تخطيط الموارد المؤسسية على توحيد العمليات التجارية، مما يسمح للأقسام بالعمل بانسجام، ليحسن هذا التكامل الكفاءة، ويقلل الأخطاء، ويوفر بيانات آنية لاتخاذ قرارات أفضل، وتعتبر الشركات التى تستخدم هذه الأدوات يمكنها التكيف بسرعة مع متطلبات السوق والتوسع بسلاسة.
كما يمثل العنصر الثالث الأمن والامتثال، والمعنى بالتوسع والتعامل مع المزيد من البيانات ودخول أسواق جديدة بمتطلبات تنظيمية مختلفة. يجب أن تعطى البنية التحتية التكنولوجية الأولوية لإجراءات الأمان القوية والامتثال للمعايير المحلية والدولية، لا سيما فى المناطق الحساسة للبيانات مثل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويتطلب التوسع والاستعداد للاستثمار أكثر من مجرد رؤية؛ بل يتطلب الوصول إلى الخبرة والموارد المناسبة، لربط الشركات الناشئة والصغيرة بمقدمى خدمات متميزين فى جميع أنحاء المنطقة، لتقديم حلول شاملة تدعم النمو والنجاح.
وتُعد الجاهزية التكنولوجية عاملاً حاسمًا لدعم النمو فى الشركات الناشئة، من خلال اعتماد أنظمة قابلة للتوسع، آمنة، ومتكاملة، يمكن للشركات الناشئة التغلب على التحديات التشغيلية، وتلبية متطلبات السوق، والتموضع لتحقيق النجاح المستدام.